البوابة 24

البوابة 24

أربعون عاما وأنا أحبك بلا "دبدوب"!

صورة الكاتب
صورة الكاتب

بقلم:خالد عيسى

على زماني وزمانكِ، لم نكن نسمع بهذا الفالنتين، يوم كان الحب منزوع " الدبدوب “، وحياتنا بسيطة منزوعة التكنلوجيا، كان الحب بالأسود والأبيض، قبل أن تداهمه الألوان، لم يكن في حياتنا قلوبا حمراء مزركشة! كان الأحمر الوحيد، احمرار الخجل حين يشتعل في وجنتيك من قبلة يتيمة في فيلم بالأسود والأبيض، وسط تصفير كل من في قاعة السينما، وكان عرنوس ذرة مشوي على باب السينما، أكبر وليمة لعاشقين، نقضمه كأرنبين مذعورين في ركن منزوي بعيدا عن العيون !

وكنا نملك من نعمة " الهبل " ما يجعلنا نعتقد انك فاتن حمامة وأنا عمر الشريف، " افرفط " لك عرنوس الذرة المشوي، وأطعمك من كفي كعصفور !

حب بالأسود والابيض، وراديو ترانستور، نتلوى على آهات أم كلثوم ، وتقفز قلوبنا غيرة مع " لست وحدك حبيبها " للعندليب الاسمر !

يوم كانت أحلامنا عريضة، وسوالفنا عريضة، والحال ضيق !

كان الحب يومها، لا يحتاج الى دبدوب أبكم، ليعبر عنه، ولا الى وردة حمراء مقصوفة العمر، لتفوح بتعبيره ! لم يكن الحب يحتاج الى وسائل ايضاح، او " افضاح " لحب مرعوب، في مجتمع فاجر العينين، يحمل لحبيبتك دوما سكين المطبخ غسلا للعار !

كان يكفي قصيدة مسروقة من ديوان نزار قباني، أكتبها على دفترك المدرسي، لتشعل حبا في كل مدرسة البنات !

كان الحب حبا خجولا مترددا، كطعم القبلة الأولى، حين تتلعثم في رجفة الشفتين الحائرتين بين الرغبة والعيب!

لم نكن ندري أن للحب فالنتين، يحمل لنا دبدوبا أحمر، وقلوبا حمراء صغيرة مزركشة، ويعلمنا الحب!

بعد أربعين عاما من الحب بلا دبدوب، أحدّق بدبدوب حفيدي و أقول: احبكِ !

البوابة 24