ضباء الذي أنار ليل الأمة الحالك

بقلم:جلال نشوان

تعجز الكلمات التي تزاحمت على بوابة مجد فلسطين العظيم، أن تصف بطولتك يا ضياء تختنق الأصوات لتصف شجاعتك شردت الأذهان علها تستذكر ماضى جميل غادرنا ، يتلعثم اللسان ، وتذبل المآقى، لكن ضوء الشمس أشرق وتوهج وجعلنا نقترب من العنفوان الثوري الطاهر لشباب فلسطين الأبطال الذين يلبوا النداء دوماً ...

تاهت الحروف يا ضياء ونحن نشاهد العرب وهم يقرأون الفاتحة على مؤسس دولة الإحتلال ديفيد بن غوريون ، ليؤكدوا سردية الإحتلال البشعة ، التي أقنعوا الشعوب بزيفها وبطلانها ، لكن ضياء أكد أن فلسطين أقوى من إدعاءاتهم السخيفة يا أيها البطل العملاق : بندقيتك الطاهرة ، أصابت عهرهم السياسي وتطبيعهم وهرولتهم في مقتل لقد أصبحت سردية الظلم الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني سردية شائعة، تتناولها وسائل الإعلام في العالم، أي العواصم الغربية المالكة للوسائل الإعلامية الضخمة التي تتغنى بالديمقراطية وحرية التعبير، والتي تبث غالبا نظرة الاستكبار العالمي والصهيوني لما يحدث في المنطقة وفي العالم. بندقيتك الطاهرة أعادت الثقة بأن الأمة ستنهض رغم الألم الذي أصاب القلوب بندقيتك غدت مشعلاً منيراً ، لكل الأجيال ، حيث رسخت أن أبطال فلسطين سينتصرون وأن طال الزمن أبطال فلسطين الذين تربوا على المثل العليا التي جعلت من نضالاتهم مشاعلاً ، تنير الحرية في هذا الكون ، لن تسقط القلاع ولن نركع ولن نستسلم للظلم والظالمين، مهما كانوا وسنظل منغرسين في أرضنا وستبقى روح الثورة مشتعلة ، وسيظل أبطال فلسطين ، هم من يصنعون التاريخ، وستظل سيرتهم تلهم الشعوب الساعية الى الحرية والإنعتاق من الظلم يا ضياء : حكاية ثورتك ، حكاية شعب تعرض لأكبر مؤامرة عرفتها البشرية ، هي حكاية غير كل الحكايات، إنها قضية وأرض ووطن وشباب يتسابقون على الشهادة من أجل فلسطين حكاية ثورتك ترفض هرولة المسؤولين العرب المتذللين لقيادات الإحتلال ، والمتلهفين لتبني رواية إلغاء التاريخ ...

جئت يا ضياء لترفض الذل والهوان العربي ووصوله إلى القاع في سقوط اخلاقي مريع ولترسل رسالتك الطاهرة إلى النظام السياسي العربي الذي غادر والى غير رجعة وأن زعماء دولة الاحتلال ماضون في غيهم وظلمهم ونشر الأكاذيب والتضليل في محاولة قلب الحقائق وترسيخ الرواية الصهيونية ، مع أن العرب الذين حضروا القمة يعرفون جيدا إن فلسطين وأرضها لشعب فلسطين يا ضياء : إن اختيار (كيبوتس سديه بوكر) ، المبني على الأرض الفلسطينية في النقب، بالقرب من ضريح بن غوريون، لإنعقاد الإجتماع، أريدَ منه اعترافاً عربياً بالواقع المبني على التضليل كان ابتسامات العرب المهزومين ، خصوصاً في صورة التعاضد بالأذرع مع المحتلين ، يتوسّطهم وزير الخارجية الأميركي، توني بلينكن، بمثابة خنوع لإحتلال كولنيالي استيطاني سلب الأرض بالقوة لقد كنت يا أيها البطل تتساءل وبمرارة : هل وضعت قمة النقب ( قمة العار ) لبنة لنواة نظام إقليمي جديد، يكون عماده الاتفاقيات الإبراهيمية التطبيعيية ؟ جاء الردّ قوياً من بندقيتك ومباشراً، في عملية فاجأت الإحتلال ، وأن رصاصاتك مقدمة لعمليات أخرى على الطريق ، وأن أصحاب الأرض، هم من يقررون وليس المطبعون انها أرض فلسطين التي تنبت كل يوم شهيد ، فمهما طال الزمن لا يمكن كسرهم وإذا تم تطويع المطبعين لحساباتٍ أميركيةٍ أو صهيونيةٍ أو إقليمية، لن يكون ، على حساب الشعوب والأوطان.

يا ضياء لقد جاءت قمة النقب لترسي لبنةً جديدةً في مشروع إنشاء حلف أمني سياسي إقليمي، لخلط الأوراق وتثبيت فكرة أنّ إيران، وليست دولة الإحتلال هي الخطر الاستراتيجي على العالم العربي، وكذلك تأسيس نواة نظام إقليمي جديد، يكون عماده الاتفاقيات الإبراهيمية التطبيعيية ،لتصبح اتفاقيات التطبيع مع دولة الاحتلال هي شرطي المنطقة وعلى الجميع الحج إليها ، لتصفية القضية الفلسطينية، والتسليم بأن دولة الإحتلال هي قائدة المنطقة ، في تنكر واضح لحقوق الشعب الفلسطيني، التاريخية والوطنية والقانونية على أرض فلسطين التاريخية.

ما حدث في النقب يا ضياء. ، من ذلّ وهوان للنظام العربي لم يكن مستغرباً ، حيث غادر المهزومون مربع الدعم لقضية شعبك ، حيث إدرك الساسة الأمريكيون إن هؤلاء القوم مستسلمون ، ولا خير فيهم ، لذا دشن الاتفاقيات الإبراهيمية التطبيعيية ، لممارسة الضغوط على قيادتنا ، ولكن قيادتنا وشعبنا وقواه سجلوا صفحات مشرقة جديدةٍ سيكتبها التاريخ المؤامرة يا ضياء كبيرة وهدفها إقتلاع القضية الفلسطينية ، (قضية العرب المركزية ) من وجدان الشعب العربي ووعيه وأن تصبح خارج وعيه ، لكنهم لن ينجحوا نم قرير يا أيها البطل ، فإن شعبنا الفلسطيني وقيادته وقواه الحية ، سيسيروا على دربكم ، درب الشهداء ، ودرب أسيراتنا الماجدات وأسرانا الأبطال سننتصر بإذن الله يا ضياء طال الزمن أم قصر المجد لك ولكل شهدائنا الابرار الكاتب الصحفى جلال نشوان

البوابة 24