بقلم:عمران الخطيب
منذ صباح اليوم حشود لجيش الإحتلال الإسرائيلي على المفاصل والحواجز ومفترق الطرق الرئيسية في أرجاء الضفة في إطار المخاوف من وصول أعداد كبيرة إلى القدس للصلاة في المسجد الأقصى المبارك، ونحن على أبواب الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك عدد المصالين في الجمعة قبل الأخيرة تجاوز 300ألف مصلي،
التحديات التي تواجه سلطات الاحتلال رغم كل الإجراءات الارهابية باقتحام المسجد الأقصى وباحاتها والاعتقالات من داخل المسجد وهم ساجدين وخاصة فئات الشباب الفلسطيني، حيث تم تقييد معاصمهم بربطات بلاستيكية وهي صناعة أمريكية USA، المعتقلين أذهلوا جيش الاحتلال، حيث قام بتصوير أنفسهم "سلفي" وعلى وجوههم الإبتسامة ويرفعون إشارة النصر، هؤلاء هم نموذج المقاومة الشعبية في التصدي للاحتلال والسياج المنيع لحماية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
هؤلاء من قال عنهم رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام:"لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأتِيَ أَمْرُ اللهِ، قِيلَ: أَيْنَ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟! قَالَ: بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ.
هِي غَزَّةٌ، نَبْضُ الثَّائِرِينَ، وَمَحَلُّ رِبَاطِ المُؤمِنِينَ، إِلَى يَومِ الدِّينِ. سَيْفٌ لِلأُمَّةِ بَتَّارٌ فِي وُجُوهِ المُعْتَدِينَ، وَعَزْمٌ مَاضٍ لَا يَلِين، لَا يَضُرُّهَا مَنْ خَذَلَهَا مِنَ المُنَافِقِينَ، أَو حَاصَرَهَا مِنَ المُتَآمِرِينَ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ".
الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك يتم الإحتفال بيوم القدس في العديد من الدول العربية والإسلامية، من خلال الاحتفالات الخطاببة تضامن مع القدس وبخرج آلاف المواطنين في طهران الباكستان وماليزيا بمسيرات تهتف للقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وهو المسار التضامن مع القدس والقضية الفلسطينية، ولكن الفلسطينيين والمقدسيين بشكل خاص هم في حالة من الاشتباك المباشر مع جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين والمتطرفين وبصمودهم المتواصل يشكلون خط الدفاع الأولى عن القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وفي سياق متصل فإن الشعب الفلسطيني يثمن موقف الجماهير العربية والإسلامية وشعوب العالم في انحيازهم للقدس وفلسطين، وفي نفس الوقت الدور الاستثنائي للأردن من خلال الوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، والتي تشكل رافعة بإثبات المقدسيين في القدس بشكل خاص وفلسطين من خلال موقف الملك عبدالله الثاني ودولة الأردنية ومؤسساتها التشرعية والتنفيذية، والموقف الأردني المتجدر والوصاية الهاشمية تجسد في رفض صفقة القرن رغم الضغوطات التي مارستها إدارة ترامب وفريقه، وبالتنسيق مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة نتنياهو ومحاولات إسرائيل بضم غور الأردن وشمال البحر الميت ؛ لذلك الموقف الأردني ليس وسيط في القضية الفلسطينية بل هو شريك أصيل في الدفاع عن القدس وفي مختلف المحافل الدولية والمحاولات الإسرائيلية المتكررة للاحتلال. ويعتبر الأردن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية من الثوابت الوطنية، الأردن قاطع قمة وزراء الخارجية اللذين شاركوا في بئر السبع وزيارة قبر بن غوريون مؤسس دولة الإحتلال، الشعب الفلسطيني ليس له خيار غير الصمود داخل الأرض المحتلة ومقاومة الإحتلال بمختلف الوسائل، حيث الصمود في الوطن يعتبر أهم عوامل الصراع في مواجهة التحديات الإسرائيلية إلى جانب الانطلاقة الجديدة للشباب المؤمنين بحتمية الإنتصار وهزيمة المنظومة الأمنية والعسكرية الشاملة للاحتلال، وإن السلام والاستقرار لا يتحقق بشروط السماح بفتح أو إغلاق المعابر والحواجز الإسمنتية ومرور الحالات الطارئة والإنسانية، نحن شعب تحت الإحتلال نريد إنهاء الإحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
( إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا ).