فلسطين- البوابة 24
حالة من الحزن والغضب اجتاحت قرية ميت تمامة التابعة لمركز منية النصر بمحافظة الدقهلية، عقب علم أهل القرية بخبر مقتل 3 أطفال أشقاء ذبحا، ومحاولة انتحار والدتهم أسفل عجلات جرار زراعي، وتعرضها لإصابات بالغة نقلت على آثرها للمستشفى في حالة حرجة.
رسالة خطية قادت فريق البحث الجنائي لكشف تفاصيل الجريمة المروعة التي راح ضحيتها 3 أطفال، حيث وجهت الأم رسالتها لزوجها المقيم بالمملكة السعودية، وقالت فيها: "أنا يا محمد وديت ولادك للجنة، أنت كمان هتروح معاهم الجنة، علشان مقصرتش معانا فى حاجة، أنا اللى قصرت معاهم وخصوصا أحمد، فكان لازم أوديه الجنة، لأن ذنبه فى رقبتي، لا علمته الكلام ولا التعليم، وإخواته معاه فى الجنة، اصبر واحتسبهم عند الله، ويابختك بالجنة، أما أنا فادعيلى علشان كنت بتعذب فى الدنيا ومش قادرة أعيش، سامحنى ربنا يكرمك باللى تستاهلك ويعوض عليك بولاد أحسن.
سفر الزوج للخارج
غادر الزوج صاحب الـ33 عاما، إلى المملكة العربية السعودية، منذ ما يقرب من 6 أشهر، من أجل العمل يستطيع من خلاله، تلبية احتياجات زوجته وأولاده الثلاثة «أحمد» وشقيقه «أنس» وشقيقتهما «سمية»، تاركهم في أمانة زوجته، لكنه لم يدرك بأن زوجته كانت تمر بحالة نفسية سيئة وأنها المرة الأخيرة الذي يرى فيها فلذة كبده وسنده بهذه الحياة، تمر الأيام والليالي وتزداد معها سوء حالة الزوجة، لتراودها فكرة أن تتخلص من حياتها، ولكنها دائما تفكر أين ستترك أولادها خاصة مع غياب والدهم الدائم.
الزوجة تتخلص من أطفالها وتحاول الانتحار
كُلف المستشار حسام الدين مصطفى معجوز، المحامي العام الأول لنيابة شمال المنصورة الكلية، فريق من نيابة مركز منية النصر للانتقال للمنزل موقع الحادث والذي عثر به على جثامين الأطفال الثلاثة، وخلال الفحص والمعاينة عثر على ورقة باسم الأم تعترف فيه بتخلصها من الأبناء خشية تركهم بعد أن قررت الانتحار بذبح نفسها خاصة أنها تمر بظروف نفسية بعد سفر زوجها للعمل بالمملكة العربية السعودية وإقامتها بمنزل أسرة زوجها.
وكشفت التحريات عن إقدام الأم على إنهاء حياتها ذبحًا وعند فشلها في ذلك خرجت لتلقي بنفسها أسفل جرار زراعي، وذلك لمرورها بحالة نفسية سيئة دفعتها لارتكاب الواقعة وإحساسها باليأس كما ذكرت.
وتم العثور على الـ"سكين" المستخدم في ارتكاب الواقعة، عثر في محل الواقعة، وجرى نقل جثامين الأطفال إلى مشرحة مستشفى المنصورة الدولي وانتداب أحد الأطباء الشرعيين لبيان سبب الوفاة والأداة المستخدمة في ارتكابها.
جاء ذلك عقب تلقي مدير أمن الدقهلية إخطارا من مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ لضباط مباحث مركز شرطة منية النصر بقيام سيدة بإلقاء نفسها أمام جرار زراعي ما أدى إلى إصابتها بإصابات بالغة، ونقلها لمستشفى منية النصر ولسوء حالتها جرى تحويلها لمستشفى المنصورة التخصصي،انتقل ضباط وحدة مباحث مركز شرطة النصر لفحص البلاغ تبين أن المصابة تدعى "ح.م.ا"، 30 عامًا، خريجة كلية تربية قسم لغة عربية، متزوجة من "م.أ.م"، 33 عامًا، يعمل بالمملكة العربية السعودية.
أمر مدير المباحث الجنائية بتشكيل فريق بحث من ضباط فرع البحث الجنائي بشرق الدقهلية تنسيقًا مع ضباط فرع الأمن العام ومباحث مركز شرطة منية النصر لكشف تفاصيل الحادث.
بلاغ من جدة الأطفال يفيد بذبحهم
وفي السياق ذاته، كشفت التحريات الأولية أن السيدة من القرية وأنها حاولت إنهاء حياتها بإلقاء نفسها أسفل عجلات جرار زراعي، وأثناء فحص البلاغ، وصل بلاغ آخر من جدة الأطفال، بالعثور على أبناء المصابة التي حاولت الانتحار مذبوحين بـ"نحر في الرقبة "داخل غرفتهم بالمنزل، وأن الزوج - والد الأطفال - يعمل خارج البلاد ونظرًا لوجود بعض الخلافات ومرور الأم بحالة نفسية سيئة خلال الفترة الماضية، ما دفعها إلى التخلص من أبنائها داخل غرفة نومهم.
كما أوضح التقرير الطبي المبدئي أن "الأم المصابة" في حالة خطرة، إذ تبين إصابتها بجروح قطعية في مناطق متفرقة بالجسد، وذلك بعد إلقائها نفسها أمام جرار زراعي على كوبري القرية، وحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة، وتباشر النيابة العامة تحقيقاتها وذلك بعد انتقال فريق من النيابة إلى المستشفى للتعرف على حالتها الصحية ومحاولة استجوابها حال سماح حالتها الصحية.
دفن الضحايا في مقابر الأسرة
والجدير بالإشارة، شيع أهالي القرية، أمس الثلاثاء، جثامين الأطفال الأشقاء الثلاثة، ضحايا الحادث المأساوي، وذلك بعد وصول الأب من المملكة العربية السعودية، حيث وصلت الجثامين في سيارة إسعاف من مشرحة مستشفى المنصورة الدولي، وأدى الأهالي صلاة الجنازة بالمسجد الكبير بالقرية، إلى أن جرى تشييعهم إلى مثواهم الأخير بمقابر الأسرة بالقرية، وفور وصول الجثامين للمسجد أمسك الأب بمكبر الصوت، طالبًا من الحاضرين الدعاء لزوجته بالشفاء والرحمة والمغفرة عما ارتكبته.
أقوال والد الضحايا
وكانت نيابة منية النصر تحت إشراف المستشار حسام الدين مصطفى معجوز، المحامي العام الأول لنيابة شمال المنصورة الكلية، استمعت لأقوال الأب فور وصوله والذي أكد عدم وجود أي مشكلات مع زوجته، وأنه فوجئ بنبأ وفاة أطفاله.
