فلسطين - البوابة 24
أظهرت دراسات التشريح، عن تواجد فيروس كورونا في أدمغة بعض المصابين، إلا أن كيفية حدوث ذلك كان نوعًا من الغموض؛ حيث أشارت الدراسات السابقة إلى أن مستقبلات ACE2 التي يستخدمها الفيروس عادة للوصول إلى الخلايا يصعب اكتشافها في المخ، على عكس الخلايا المبطنة للأنف والفم والرئتين.
اما الآن فقد تمكنت الباحثة كيارا زورزولو من معهد "باستير" بفرنسا وزملاؤها، من اكتشاف أن الفيروس التاجي لديه طريقة مخادعة للوصول إلى الخلايا التي تفتقر إلى مستقبلات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 عبر الخلايا التي لديها بالفعل.
اقتحام فيروس كورونا للدماغ
وقام الباحثون بإجراء تجارب لاستكشاف الأمر، وتوصلوا إلى أن خلايا الدماغ النموذجية لا يمكن أن تصاب بفيروس كورونا من تلقاء نفسها لأنها تفتقر إلى مستقبلات ACE2. ولكن عندما تم تحضينها في نفس الطبق (خلال التجربة) مثل خلايا الأنف النموذجية والتي كانت تحتوي بالفعل على هذه المستقبلات أصيبت بالعدوى.
ويحفز الفيروس نمو الأنابيب الدقيقة بين خلايا الأنف والدماغ التي يمكنه اختراقها، وذلك بحسب موقع "نيو ساينتست" العلمي المتخصص.
ورأى الباحثون، تحت المجهر الإلكتروني القوي بشكل خاص، أنه عند دخول الفيروس خلايا الأنف النموذجية قام بتحفيز الخلايا على إنتاج أنابيب صغيرة تسمى الأنابيب النانوية النفقية التي شكلت روابط مع خلايا الدماغ النموذجية، وبالتكبير، رأى الباحثون الفيروس يستخدم هذه الأنفاق للتنقل بين نوعي الخلايا.
وتنقل الأنابيب النانوية هياكل معينة وجزيئات فيروسية أخرى بين الخلايا البعيدة، وللتعقيب على هذا الاكتشاف العلمي المهم، قال الباحث فريدريك مونييه من جامعة كوينزلاند بأستراليا: "أعتقد أنها دراسة مثيرة جدًا للاهتمام لأنها توفر آلية لطيفة وأنيقة يمكن من خلالها نقل الفيروس من خلية إلى أخرى مع تجاوز الحاجة لمستقبلات ACE2... ومع ذلك، نظرًا لأن التجارب اقتصرت على الخلايا في طبق، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد حدوث نفس الآلية داخل الدماغ".
