البوابة 24

البوابة 24

سؤال همبكة .. ما العمل؟

بقلم: محمد أحمد سالم

- المواطن.. لم يمت ولم ينتهى..لكنه أطال فترة الصدمة من أفعال الموالسة، لدرجة وصوله لحالة البلادة والعجز عن إيجاد موقعه الاصلى والمستحق فى بلده ومجتمعه..المواطن  مشكلته الحالية فى انه لا يفكر فى تغيير واقعه ولا يتحرك من مكانه لأى سبب! الهدف او الضرورة او المجموعة التى ستتمكن من إقناع المواطن بضرورة التفكير فى التغيير والتحرك للتنفيذ..لا زالت لم تتشكل او تتضح بعد. النار تحت الرماد. والانفجار الكبير ..آت لا محال، مجرد ساعات وعقارب.

- في كل مساء يوجه السيد همبكة سؤاله اليومي المكرر لعم عشم .. ما العمل؟، بكل صوره السياسية والاقتصادية و الاجتماعية، فهو سؤال  الناس للناس؛ انتظر العم عشم مغمض العينين يستمع إلى السيد همبكة هادئ وهو يقول: سؤال ما العمل عندما يواجه شعباً أو أمة أو دولة تطرح على نفسها مسألة مصيرية، يصبح سؤالاً صعباً، ويحتاج إلى اشتراك عقول النخب كلها، من النخب السياسية إلى النخب الاقتصادية إلى النخب الفكرية في إيجاد الأجوبة الناجعة عليه.و ليس في نيتي الآن الإجابة عن سؤالك، وليس بمقدوري أن أجيب عن هذا السؤال بمقال أو حوار، بل  شروط الإجابة عن هذا السؤال، قال عنها عمك الكبير محمود درويش" نفعل ما يفعل السجناء، و ما يفعل العاطلون عن العمل.. نربي الامل."  

- فالمواطن عاجز عن إيجاد وسيلة لتحالف جهوده مع المواطن الآخر من أجل الحقوق الخاصه والعامة..التغيير الذى طبقته السلطة - سلطتن خلال السنوات الخمسة عشر القميئة الفائته هو انها خفضت الحد الأدنى لحقوق المواطن وما يصاحبه من موجبات ومسببات، مطالبات او اعتراضات المواطن لدرجة تقترب من حقوق الكائنات غير العاقلة.. مقابل خراب الانقسام والمصالح الخاصة، وزادت الحد الأقصى لصلاحياتها وحقوقها إلى ما فوق مستوى القياصرة وملوك العصور الوسطى وتجار العبيد.

- فقال شلة الموالسة، وسادة الدجل السياسي تقف الآن وجهاً لوجه أمام سؤال ما العمل، فى ظل واقع  يعج بالمشكلات الداخلية و الخارجية. ولا تستطيع أن تجيب عن هذا السؤال إلا إذا تمتعت بشرطين: قوة أخلاقية وضمير حي من جهة وقوة معرفية و علمية من جهة ثانية. فقال: هؤلاء نجوم العرب والعجم، وهدافي كأس و دوري الانقسامات وتخريب القضايا الوطنية، الذي لو اطلعت عليهم لملئت منهم دهشاً و ضحكا. هؤلاء خارج آي حساب يا همبك.

- فالقضية هي ضرورة علاج المرض حتي يفيق المريض من غيبوبة الفشل و ذلك بدراسة الواقع المرير من ضعف الادارة. والفشل السياسي، و من ثم نطرح عليه سؤال .. ما العمل.؟ و ليست بحاجة إلى كل هذا الهرج والمرج والنصب والاحتيال والإحساس بالتمايز الحزبي؛ فلم يكن يتصور أحد أنه قد يأتي يوم يظهر فيه الأفاقون وأنصاف الموهوبين والنصابون على حلبة السيرك السياسي، ليعلنوا حرب الدجل على الشعب والطبقات الدنيا والشرائح المهمشة.

- يجلسون في مكان بعيد عن المدينة التي أصبحت قاسية للغاية علينا، وباتت تعادي كل شيء حقيقي على الرغم من مركزيتها وهيمنتها على إنتاج كل القيم الممكنة والتي يتم الترويج لها ليس فقط في مواقع التواصل الاجتماعي  وفي الأغاني التي تسبق خطب الموالسة التي تجعلنا نشعر بأننا مجانين أو متخلفون عقليا، أو على الأقل هناك ملايين الفراسخ الضويئة التي تفصل بين وعينا المتخلف وبين وعي الموالسة و أغانيهم  وخطبهم وأناشيدهم الملهمة. المهمة والتاريخية؛ ربنا يكفينا شر الموتّورين.. أما المؤذيين ربنا ياخدهم و نخلص.

- قال:  المواطن اذا اتحرك من أجل حقوقه الإنسانية الطبيعية ضد السلطة- سلطتين-..سيتحرك من أجل كافة حقوقه المنقوصه والمنتهكة.. المواطن لا يرى حقوقه ناقصة اذا كانت نفس الحقوق منقوصة، طرف موالسة الانقسام والخراب، وهذه نقطة ضعف تاريخية..منها سيطر الاحتلال الصهيوني ..ومنها تسيطر سلطتين بشكل غير قانونيا. على مصير كل الشعب، بالدكتاتورية الحزبية والعنصرية والترهيب حالياً.

- قال: المواطن يعرف حقوقه الشخصية والعامة إلى حد كبير..لكنه يفضل السلامة "الوهمية" عن المواجهة الخطرة ضد الفساد والخراب ومخطط الانقسام وأصحاب المصالح؛ المواطن "السابق" كان يتحرك اذا ما تهددت أرضه او حياته او لقمة عيشه فقط..المواطن "الحالى" أصبح لا يتحرك لأى دافع، المواطن تجمد فى حالة نفسية بين واقع حياة متوحشه تلتهمه من الخارج..وهامش اعتراض داخلى مكبوت لا يتحول لواقع.

قال: ويبقى السؤال .. وما العمل؟ فقال العم عشم غير السؤال؛ فقال: متى تنتهي هذه القحبة الزمنية؟! ليرد عليه العم عشم مصححا، تقصدك الحقبة الزمنية؟ قال لا هي كدا..؟!

البوابة 24