المطبعون على قارعة الطريق
بقلم جلال نشوان
رغم هرولة المطبعين ، وارتمائهم في الحضن الصهيوني ، ورغم إقامة التحالفات مع الكيان ، الا أن قضية فلسطين ، لم تغب عن الوجدان العربي وصحيح أن القضية الفلسطينية ، لم تعد أولوية عربية ، وخف بريقها في عروش بعض الرسميات العربية، إلاّ إن الرهان الحقيقي هو على الشعوب والجماهير العربية التي ما زالت تضع فلسطين كقضية عروبية في الثقافة والوعي والذاكرة والتاريخ. النظام الرسمي العربي ماض في غيه ، غير ٱبه برفض الجماهير العربية وهذا يشكل انتصاراً حقيقياً لقضيتنا ولعل البيان الذي صدر عقب التحالف الأميركي الصهيوني الإماراتي بتاريخ 13 آب/ أغسطس 2020 يؤكد صحة ذلك الولايات المتحدة الأميركية ، بذلت جهود مضنية ، لترسيخ التطبيع ، لأنها تريد أن تنسحب من شؤون المنطقة، وتعيد ترتيب الأوراق على حساب محو القضية الفلسطينية ، لكن شعبنا الفلسطيني ، شمر عن سواعده ، وواجه التطبيع واسقطه ، وتصدى أبناء شعبنا ومعهم كل الأحرار والشرفاء لعرابي التطبيع ولمندوبي مخابرات النظام الرسمي العربي و للصحافة الصفراء التي تروج باستمرار للعديد من إيجابيات التطبيع وكذلك ما تنشره شبكات التواصل الاجتماعي من مقاطع الفيديو والمنشورات والتغريدات ومقالات الإعلاميين والسياسيين، والناشطين والأشخاص الإخرين، من شعوب الخليج العربي وبالتحديد الذين التحقوا بركب التطبيع لقد كانت تلك المواد الإعلامية الصفراء تروج لحالة شقاق بين الشعب الفلسطيني وشعوب الخليج العربيج، وتركز التصريحات على الهجوم على شعبنا وقيادته ، لكن المحتوى الفلسطيني المبدع تصدى لكل هذه الحملات ، وهنا نوجه تحية اجلال واعزاز وتقدير لأبناء شعبنا ، حراس المسيرة الوطنية ... لقد استثمر المطبعون هيمنة وسائل الإعلام واستغلال بعض السياسيين الشباب في دول الخليج الطامحين في لعب دور إقليمي ودولي لاحقاً، بالتساوق مع بوادر التلميح عن صفقة القرن مطلع سنة 2017، في تفعيل عدد من الشخصيات والصفحات والإعلاميين الذين كرسوا جهوداً كبيرة لمهاجمة فلسطين ، واتضح أن هذه الشخصيات والتصريحات مدعومة من بعض السياسيين الرسميين، وهي لا تعبر عن الإرادة الشعبية والقومية لشعوب مجتمع الخليج العربي. وفي الحقيقة: أقتصر التطبيع على النظام الرسمي العربي وعلى أجهزة مخابراته واصطدمت كل محاولتهم بحالة النفور للجماهير العربية التي ترفض التطبيع ، وهذا ما حدث في حالة الشعبين المصري والأردني على الرغم من توقيع اتفاق سلام بين الدولتين ودولة الاحتلال وكذلك رفض شعوب الخليج العربي، تلك الشعوب التي دعمت الحركة الوطنية الفلسطينية في القرن الماضي. وقد بُنيت أواصر محبة وصداقة وتضامن عميق بين الشعب الفلسطيني والشعوب الخليجية بعد نكبة فلسطين موقف وزيرة الثقافة ( مي ٱل خليفة) عدم مصافحة السفير الصهيوني في البحرين ، موقف عروبي أصيل ، إن دل على شيء فإنما يدل على أن التطبيع فشل فشلاً ذريعاً في الوصول إلى قلوب وعقول الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج ومن نافلة القول ، نقول إن المثقفين والكتّاب والنقاد العرب من الخليج العربي والهلال الخصيب والمغرب العربي، عبروا عن رفضهم التطبيع، وإدانتهم التحالف الأمنية التي تم توقيعها ، وهذا مؤشر مهم وجوهري يؤكد أن القضية الفلسطينية ما زالت حاضرة في الوجدان العربي، على الرغم من المحاولات الإعلامية والسياسية الرسمية إقليمياً ودولياً التي روجت وتروج أن القضية الفلسطينية تغيب عن الوجدان العربي ومما يدعو للفخر والاعتزاز ، أن عدداً من دور النشر المغربية والجزائرية والتونسية واليمنية وفعاليات ثقافية مثل بيت الشعر المغربي، والمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، إدانوا واستنكروا التطبيع مع الاحتلال الكتل الطلابية الكويتية أصدرت بياناً بتاريخ 18 أب/ أغسطس 2020 بياناً بعنوان "حول استنكار التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب والدعوة لتشريع قانون يجرم التطبيع" خُتم بدعوة مجلس الأمة الكويتي والحكومة الكويتية إلى ضرورة تشريع قانون يجرم كل أشكال التطبيع والتعاطف مع العدو الصهيوني. كما وقّع عدد من أعضاء مجلس الأمة الكويتي وثيقة تؤكد رفض التطبيع ووقوف دولة الكويت إلى جانب القضية الفلسطينية ، هذا بالإضافة إلى أن شعب الإمارات الحر رفض رفضاً تاماً هذه الاتفاقية مع العدو الصهيوني وأكد أنها لا تمثل الشعب الإماراتي. كما أكد أن شعب الإمارات سيبقى سنداً وداعماً للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني الشقيق الذي انتهكت حقوقه واغتصبت أرضه من قبل دولة الإرهاب الصهيوني. وأكد أن هذا التخاذل في الأمة لن يدوم .... من فلسطين نبرق بالتحية إلى الأخت الوزيرة مي ٱل خليفة والى كل الأحرار والشرفاء الذين رفضوا التطبيع كما نحيي دولة الجزائر الشقيقة رئيساً وحكومة وشعبا ً على دعمهم لقضية الشعب الفلسطيني وعلى رفضهم المطلق التطبيع والمطبعين ونقول طال الزمن أم قصر ، سيظل المطبعون على قارعة الطريق الكاتب الصحفى جلال نشوان