فاشية الإحتلال ووحشيته في دائرة الضوء

بقلم جلال نشوان

 تعجز الكلمات عن وصف وحشية الإحتلال وبشاعته وانحطاطه الاخلاقي ، فمن اعدام الشباب على الحواجز ، إلى سرقة الأراضي ، إلى التمثيل بجثث الشهداء ، إلى تدنيس المسجد الأقصى المبارك ، إلى تعذيب الأسرى وإجراء التجارب على جثامين الشهداء تلك الانتهاكات ، تجسد حجم تفشي الكراهية والعنصرية في المؤسسة العسكرية الصهيونية ، وهي ما تتم ترجمتها باستمرار عبر عمليات القتل والقمع والتنكيل ضد ابناء شعبنا في جميع الارض الفلسطينية المحتلة ، و للاسف مازال العالم يلوذ بالصمت ، رغم أن العالم شاهد اعدام الامريكية( راشيل كوري عام 2003 ) وشاهد الجرافة الصهيونية وهي تقطع جسدها في مشهد يدل على فاشية الإحتلال وانحطاط اخلاقياته ان تلك الجرائم تكذب زيف ادعاءات جنرالاته الإرهابيين بشأن (اخلاقيات جيش الاحتلال) !!!!!! ، بل تؤكد ايضاً على السقوط الاخلاقي لهذا الجيش المتطرف، وهي لم تكن لتحدث لولا حالة اللامبالاة الدولية تجاه ما يتعرض له شعبنا من انتهاكات جسيمة لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي وللشرعية الدولية وقراراتها واليوم الثلاثاء 26/7/20022 وفي ساعات الصباح الأولى فجرت قوات الاحتلال الصهيوني ، منزل الأسير يحيى مرعي في بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت. وأفاد شهود عيان، بأن قوة كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها جرافة عسكرية، اقتحمت البلدة وحاصرت المنزل، وأجبرت المواطنين القاطنين قرب المنزل على إخلاء منازلهم، تمهيدا لهدمه كما هدمت قوات الاحتلال، الليلة الماضية، منزل المواطن سميح عاصي في البلدة وهو والد الأسير يوسف. فاشية الإحتلال تزداد يوما بعد يوم ، وهنا نتساءل : هل نسى العالم اللقطات المصورة للجرافة الصهيونية برفقة الدبابة العسكرية وهو تنكل بجثة( الشهيد طمحمد علي الناعم 27 عاماً شرق خانيونس) جنوب مدينة غزة، وعملت على تجريفها واختطافها تنفيذاً لتعليمات عصابات المتطرفين الإرهابيين من الحكومات الفاشية المتعاقبة ، تلك المشاهد المؤلمة اختار بعض قيادات وانصار اليمين المتطرف مشاركتها على حساباتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي كما حصل مع عضو الكنيست متان كهانا الذي وصف المشاهد بانها (انعكاس مباشر لوجود بنيت في وزارة الجيش) ، في همجية علنية تجسد حجم تفشي الكراهية والعنصرية في المؤسسة العسكرية الصهيونية ، وهي ما تتم ترجمتها باستمرار عبر عمليات القتل والقمع والتنكيل ضد أبناء شعبنا الفلسطيني ايها السادة الافاضل: المجتمع الإسرائيلي يميل منذ سنوات نحو التطرف والعنصرية ولكن النزوع نحو الفاشية بما في ذلك ضد اليهود من الجنسيات المختلفة مثل الأثيوبيين والشرقيين علاوة فرض قوانين عنصرية قاسية على ابناء شعبنا في فلسطين المحتلة عام 48 ، وعليه فإن هذا الأمر ينعكس في السياسات والتشريعات من خلال الإعدامات الميدانية والاستيطان ومصادرة الأراضي وهدم المنازل. حقاً : تتعاظم الفاشية داخل أروقة الحكم في دولة الاحتلال وهذا ما يقر به الصهاينة أيضاً بمن فيهم الإرهابي رئيس الوزراء الأسبق من حزب العمل أيهود باراك. حيث أن باراك كان قد قال في مقابلة مع القناة الصهيونية العاشرة إن الحكومة الصهيونية تعاني من نزعات فاشية ، ولعل ما لاحظه قراء المشهد السياسي الصهيوني من نزوح الحكومات الصهيونية نحو الفاشية بشكل واضح.... وشهد شاهد من أهلها : مجرم الحرب الصهيوني وزير الجيش الصهيوني الأسبق موشيه يعالون الذي قال إن هناك قوى متطرفة وخطيرة استولت على إلحكم في دولة الاحتلال ، حيث أنها زعزعت الاستقرار لأن الفاشية تتسرب أيضاً إلى داخل الجيش الصهيوني ... انها دولة فاشية بامتياز ويتضح ذلك في توجه دولة الإحتلال، على المستويين السياسي والشعبي، نحو اليمين منذ بداية العقد الماضي. ولعل وجود الإرهابيين بزعامة بنيامين نتنياهو ونفتالي بينت ولابيد واعتلائهم سدة الحكم، وانضواء عصابات المستوطنين ، ذات النهج السياسي الفاشي يؤكد صحة هذا الطرح ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر أخذت هذه القوى تطرح قوانين موغلة في العنصرية . وتصاعدت هذه الممارسات والتصريحات في أعقاب الانتفاضة في القدس، وذلك بدءاً من تشجيع وزير الأمن الداخلي الإرهابي المستوطن ، (يتسحاق أهرونوفيتش) ، على الإعدام الميداني للمشتبهين بتنفيذ العمليات في القدس، ومروراً بدعم قيادات الإحتلال لأفراد الشرطة الذي نفذوا جريمة قتل الشهيد خير الدين حمدان، واستمراراً بـقانون القومية وانتهاء بالخطة التي تقدّم بها رئيس لجنة الكنيست الإرهابي ياريف ليفين، لقمع الاحتجاجات في القدس. ومع هذا الانحدار في العنصرية أصبح نعت دولة الإحتلال بالدولة الفاشية، وهذا ما يتردد في العديد من المحافل، في البرلمان وأوساط السياسيين والأكاديميين. دولة الاحتلال هي حالة كولونيالية استعمارية ونظامها هو نظام توأم لنظام الأبرتهايد العنصري، وهذه الحالة الكولونيالية الاستعمارية هي أصعب من الفاشية ، لأنها منظومة كولونيالية استعمارية، فاشية العصابات الصهيونية تزداد يوما بعد ، لكن شعبنا الفلسطيني العملاق ، الذي قدم مئات الآلاف من الشهداء ، وآلاف الأسرى الذين يواجهون جلاوزة الإرهاب من السجانين والسجانات ، ومئات الآلاف من الجرحى ، سيستمرون حتى ٱخر قطرة دم في مقارعة المحتلين الغزاة الذين جاؤوا من وراء البحار ، وسواء طال الزمن أم قصر ، فالإحتلال إلى زوال.

الكاتب الصحفى جلال نشوان

البوابة 24