بقلم:جلال نشوان
تشهدُ منطقتنا العربية تغييراتٍ جذرية في سياق التعامل مع الاحتلال الصهيوني، ولم يعد خافياً ، أن ثمة تحركاً واضحاً لتعزيز وتطبيع علاقات بعض الأنظمة معها، على ما رَشَح من سعيٍ محموم تبدى في شكل زيارات سرية ودعوات علنيّة لتبادل الزيارات، بالإضافة إلى العلاقات الاستخباراتية والاقتصادية المتنامية، وعقد التحالفات الأمنية ، كما حدث بين المغرب ودولة الإحتلال وفي الحقيقة: تتقاطع السياستان الأمريكية والصهيونية في العداء لشعبنا وقضيته العادلة ، وتبقى القدس دائما في قلب الحدث ، وهنا يحضرنا في هذا المقام ( وعد ترامب ) عندما منح القدس عاصمة للاحتلال وتمثّل التقاطع في تعاون السفير الأمريكي السابق ( فريدمان ) المستوطن الذي كان يحرض ليلاً ونهاراً على شعبنا ، وعلى سرعة تغيير الوقائع على الأرض الرّئيس الأميركي ، سعى جاهداً ، لتصفية القضية الفلسطينية، بصياغة صفقة القرن مع حليفه الإرهابي نتنياهو وكانت أولى خطوات المؤامرة محاصرة السلطة الوطنية وتحريض كل دول العالم على حجب المساعدات عن شعبنا وتجفيف مصادر التمويل ، وقد لوحظ في ذلك الوقت الزيارات المتتالية لنتنياهو للعاصمة الأمريكية واشنطن لتصفية القضية الفلسطينية عبر تلك الصفقة والتي تشترط بدورها تطبيع العلاقات العربية الصهيونية، دون الالتفات أو حتى مجرّد التفكير في حسم الصراع الفلسطيني الصهيوني والمفارقة هنا، هي أن هذا يتناقض كلياً مع (المبادرة العربية للسلام )التي بادرت إليها السعودية وشكلت خطابها الرسمي على مدى سنوات عديدة اشترطت حينها حل القضية الفلسطينية قبل إقامة أي علاقة رسمية مع الاحتلال الصهيوني لقد اتضح للجميع أن القدس كانت تحاك ضدها المؤامرات ولعل اعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال ، كانت البداية وقد كان وعد ترامب الأسود في سياق سياسي إقليمي ممزّق، وعربي ساعٍ للتطبيع ولتصفية القضيّة الفلسطينيّة، وفلسطيني منقسم على نفسه، وبهذا كان يحاول ترامب دائماً تثبيت الرواية الصهيونية من خلال فرض شرعية الاحتلال. وتأتي هذه المؤامرات للنيل من القدس ومحاولة تفريغها من مكانتها الحضارية الثقافية والوطنيّة والدينيّة، وتستهدف القدس بشكل خاص، فأي محاولة لتفسير قرار ترامب بالاكتفاء بأن الأخير شعبويّ أو يعاني مشاكل نفسيّة، دون الإقرار أن هناك استهدافاً للقدس بشكل خاصّ لا يعول عليه. خطورة الأمر، سياسياً، تكمن في محاولة ترامب باعتراف ملكية تاريخية صهيونية ، للقدس، تاريخياً وسياسياً ، قد تكون خطوة ترامب أبعد من القرار نفسه، وإلا كيف يمكن قراءة زيارة الوفد البحريني والتطبيع العلني في عزّ أزمة تصفية القضية الفلسطينية، وإجراء مجرمي الحرب الصهاينة مقابلات في وسائل إعلام عربيّة، والزيارات المتعددة لزيارة مجرمي الحرب لدول الخليج العربي أدرك الشعب الفلسطيني وقيادته كل ما يدور حوله ، حيث شمر عن سواعده ، رفضا للمسّ بالقدس والتي لطالما كان شعبنا الفلسطيني ،يقظاً ومدركاً له، بعكس الأنظمة العربية التي تتنافس بدورها على التطبيع مع الاحتلال، فإن كان موقف النظام الرّسمي العربيّ دوما هو الاعتياد على وجود دولة الإحتلال ، في المنطقة والسعي للتطبيع ، معها هرباً من أي أزمة يقع بها أو سبيلا للخروج من عزلة دوليّة، فإن الشعوب عربيّة لطالما تأتي خطوة ترامب هذه في سياق سياسي إقليمي ممزّق، وعربي ساعٍ للتطبيع ولتصفية القضيّة الفلسطينيّة، وفلسطيني منقسم على نفسه، كما ذكرنا سابقا، وبهذا يحاول ترامب تثبيت الرواية الصهيونية من خلال فرض شرعية الاحتلال. المؤامرة على القدس مستمرة ومحاولة تفريغها من مكانتها الحضارية الثقافية والوطنيّة والدينيّة، وتستهدف القدس بشكل خاص، فأي محاولة لتفسير قرار ترامب بالاكتفاء بأن الأخير شعبوي أو يعاني مشاكل نفسيّة، دون الإقرار أن هناك استهدافاً للقدس بشكل خاصّ لا يعول عليه. خطورة الأمر، سياسيًا، تكمن في محاولة ترامب باعتراف ملكية تاريخية صهيونية للقدس، تاريخياًوسياسياً، هذا عن ترامب ، فماذا عن بايدن الصهيوني والأكثر صهيونية من لابيد وبينت ؟. جاء بينيت ووقع اعلان القدس مع مجرم الحرب لابيد للشراكة الاستراتيجية حيث عبرت واشنطن عن التزامها ببناء هيكل إقليمي لتعميق علاقات دولة الاحتلال وشركائها ودمجها في المنطقة، وتوسيع دائرة السلام لتشمل دولا عربية وإسلامية أخرى. مع أن اعلان القدس بين الإدارة الأميركية ودولة الإحتلال يمثل إمعانا في العدوان على شعبنا وحقوقه المشروعة وبايدن الصهيوني الخبير بادق التفاصيل، يدرك جيداً أن ذلك الاعلان لن يمنح إلإحتلال شرعية مزعومة على أرضنا وبايدن يعلم أن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية وأن اعلان القدس الذي وقعه مع لابيد ، يفضي إلى تحالف سياسي يحمي دولة الاحتلال ، شعبنا الفلسطيني وقيادته رفضوا صفقة ولن لن يقعوا مجدداً في حبائل الوهم وسراب المشاريع الصهيونية التي أعدت لتصفية القضية الفلسطينية وأن هذا الشعب العظيم ، سيقاتل من أجل إقامة دولته الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف و سيندحر المحتل ويعود الشعب لوطنه وللقدس المباركة. المتغيرات السياسية في المنطقة تهدف إلى ترسيخ دولة الإحتلال كقوة عظمى في المنطقة ، للنيل من القدس ، وصياغة المنطقة وفق الأجندة الأمريكية والصهيونية ، لكن شعبنا الذي قدم التضحيات الجسام ، لن يسمح بذلك ، وستظل القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية تحت راية الدولة الفلسطينية باذن ، لأن اهلنا المقدسيين الأحرار ، سجلوا أروع صفحات النضال و أفشلوا كافة المخططات الصهيونية الكاتب الصحفى جلال نشوان