فن وفريسكا، دروس وعبر

بقلم هادي الاحمد 
 
ما بين الفريسكا والفن فن اّخر هو  طبيعة الحياة التي  عكستها مرأّة  الراحلين عن الدنيا والمعيشة  رجاء حسين ، وبائع الفريسكا الشيك الانيق  يوسف السيد راضي، نعم هو كذلك فقد اعطى الراحلين نموذجا حيا ناصع البياض لفن الرقي فن الوصول الى القمة الى التحفة والنموذج المثالي الذي يحتذي في الحياة  .

يوسف ورجاء رحلا غادرا الحياة انقياء كما كانا دائما ، قدم كلاهما صورة الانسان عندما يصمم ان يبقى انسانا رغم مغريات الدنيا الكثيرة ومتاعاتها وملذاتها الرهيبة  ، أصرار هو كان خط السير لكلاهما على ماذا ؟ على النبل والأصالة حقيقة وواقعا ليس اسعتراضا ولا تمثيلا لامتاع الجمهور ؟ لا وعلى الرغم من كون السيدة الكبيرة المرحومة ( رجاء ) كانت فنانة وممثلة  ؟  لكن الاصرار كان على المضي قدما في طريق واحد هو أن أبقى  اثناء حياتي وبعدها ( نبيلا) ، وهكذا كان القضاء والقدر الطيب الحلو لكل من ( يوسف ورجاء) ،    لكلاهما   في  الدنيا   ( شغل ومهنة )  مختلفة لكن الطريق كان واحدا نموذجا طيبا للانسان ولمعنى الانسانية ، مقابلات ولقاءات اليوتيوب تؤكد ذلك لكلاهما ، كلا مشى في مسار ومنطقة ومدينة مختلفة لكن جمعهما عروبة المصري النقي التي وثقت المسيرة العطرة لكلاهما ، الى رحمة الله ورضوانه وجنته انتما ( يوسف بائع الفريسكا الشيك الانيق) والام الكبيرة قدرا ومقاما ( رجاء حسين )، شوارع مصر  ونسمات البحر والاسكندرية والقاهرة  وكل مصر ومجموع العروبة بلدانا وشعوبا ستذكر  بالعطر والبخور ورائحة العود والعنبر الراحلين كلاهما كان معلما أصليا وأصيلا لمعنى  كلمة ( نبيل ) ، لم يكن على أي منهما صعوبة  الوصول الى قمة هذه التحفة رغم مشاق الحياة ووعورتها و أزماتها    و لوعاتها وامواجها المتلاطمة ؟    لماذا  ؟     لانه رسم منذ البداية لوحته التي يريد بريشته  البريئة فكانت النتيجة بهاءا ولمعانا دائما حتى بعد الرحيل والوفاة .

ياه ربما قيلة هي النماذج الطيبة في دنيا اليوم المادية شديدة الغرور لكن الام (رجاء ) والاستاذ الانيق ( يوسف فريسكا ) قدما أروع تضحية وأحلى حكمة ونصيحة ، الى كل الناس الى كل أبناء العروبة والامة العربية كن أنت كن على الحقيقة وأبقى على الواقع ، فالعبرة بالمعدن والجوهر ولن تكون بالمنظر ذي المرأّة المحدبة الخادعة ؟ كن انت اينما كان بلدك وموقعك ومكانك ؟ كن يوسف الانيق وكوني السيدة الكبيرة ( رجاء حسين ) ، الحياة بواقعها الحالي وصورتها الانية تقتضي ذلك وتطلبه ؟ فما عادت للمظاهر والفلسفة الزائدة فائدة ترجى  ،،  ودموع ( غزة) وغيرها من بنات العروبة غزيرة تستمر بلا توقف  ؟ مع محاولات الغريب ردم   نبعها   نبع الاصالة والاصول
    رحم الله ( رجاء ) ، ( ويوسف ) ومعهم كل شهيد وشهيدة منك يا عروبة ويا بلاد العرب  ، الى جنات الخلد باذن ( الله تعالى  )   خالق الكون كله وموجده  ، صاحب الامر فيه من أوله الى اّخره .

أّخر القول أحسنه  : 
كل هذه النماذج الطيبة  التي كانت في الحياة هي نسمات الهواء العليلة التي قالت وفعلت ، كلا حسب وجوده حسب دوره فيها، نعم لاحياء  مصطلح اسمه ( الأصالة ) اسمه الطريق المستقيم قدرا واستطاعة وسعا وجهدا ، شهداء ومتوفين فالكل رسم اللوحة فكانت الانصع بياضا واليوم وغدا لم ولن تقدر بثمن .

 فمثلها لا ثمن مادي له ،وتبقى تحية الوداع حاضرة لهم ولمثلهم أصحاب السيرة الحسنة .

البوابة 24