بقلم:- منى الفارس
ينصحني أصدقائي وصديقاتي المقربين ممن يخافون علي؛، لا تكتبي بالسياسة لا تقتربي من الخطوط الحمراء للمسؤولين ، لا تٌحملي المسؤولين السلبيات المتواجدة في المجتمع، بل لمعيهم واشكريهم على ايجابياتهم التي يتصفون بها، أُذكري محاسنهم فقط . لأنهم صانعي القرارات ومنفذيها فهم من يحملون أعبائنا على كاهلهم ويسهرون يفكرون كيف يصدرون لنا القرارات التي تريح أفراد مجتمعنا، فكما يوجد القرارات الايجابية لهم يوجد إخفاقات، يجب أن نغفرها ونتعاون معهم لإزالتها .
من هنا أتقدم بالشكر لكل مسؤولينا بما يقدموه لنا من قرارات لصالح المجتمع، وكما أيضا أقدم اعتذاري عن كل نقد أقدمه لهم ، فنحن أبناءكم وإخواتكم نحن مرآتكم في المجتمع، وما نقدمه من انتقاد ما هو إلا انتقاد نابع من غيرتنا على مجتمعنا وحرصنا أن نكون معكم يدا بيد لاصلاح ما نستطيع إصلاحه. فنحن نعيش في ظل احتلال غاصب يصدر لنا كل يوم مصيبة وانتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، نعيش في ظلال دولة تنشط وتفخر بأفرادها فأبنائنا هم ثروتنا الحقيقية التي نصدرها للدول المجاورة وكم فخورين بكفاءتهم وتميزهم ودورهم المميز في بناء وتطوير تلك الدول .
نحن نحاول بإمكانياتنا المادية الشحيحة بناء مجتمع متميز بإفراده، وإمكانياتهم العالية لبناء دولة متحضرة ، وسط هذه الصراعات ما بين تلك الإمكانيات المادية الشحيحة وإمكانيات أبنائنا وكفاءتهم المتميزة ، يبزغ لنا صراعات التنافس لإثبات وجود كل فرد في مجتمعنا وحقه في الحصول على حقوقه في التعليم وفرصة عمل وعلاج ورعاية أطفالنا في مدارس توفر لهم التعليم المناسب .
إن هذه الحاجيات والحقوق التي يستحقها أبنائنا تجد إخفاقات تعيق تحقيق العدالة الاجتماعية، حينذاك ينتشر في مجتمعنا بعض الظلم لبعض الأفراد في الحصول على تلك الحقوق، وتولد لديه المعاناة والإحساس بالظلم، التي سرعان ما تظهر للعيان ويشاهدها الجميع. تبدأ من قبل الفرد رحلة البحث عن شبكة علاقات تساعده بالحصول على الوساطة في كل خدمة يبحث عنها وأحيانا يجدها الطرق الوحيد والأسرع لديه .
فتنشر في مجتمعنا الوساطة في الحصول على منح دراسية ، الوساطة في الحصول على التخصص المطلوب، الوساطة في الحصول على القروض الجامعية، الوساطة في سرعة التخرج بحصوله على علامات النجاح واجتياز المواد المطلوبة، الوساطة في الحصول على فرصة عمل . هذا بالنسبة للتعليم والعمل ، أما بالنسبة للعلاج فالأمر سيان في المعاناة ، البحث عن الوساطة في الحصول على مواعيد المستشفيات وتقريب تلك المواعيد ، الوساطة في الحصول على التحويلات العلاجية ، الوساطة في توفير العلاج من أدوية وتحاليل داخل المستشفيات ، الوساطة في توفير الرعاية داخل المستشفيات المادية والمعنوية عن طريق الاهتمام بالمريض معنويا والاهتمام بنفسيته ورعايتها وعدم تعرضه للانفعالات النفسية المتعبة .
كل تلك الأمور تحرك في داخلك الاستفزاز والفضول والغيرة، ليكون لك دورا في تسليط الضوء عليها، محاولة منك للمساهمة من علاجها وإيصال رسالتك الاعتراضية للمسئولين لإيجاد الحلول والتركيز على رقابة هؤلاء الأشخاص الذين يرسخون في عقول أبناء مجتمعنا ، مبدءا آل وهو إذا لم يكون لديك وساطة فأنت إنسان دوني عليك أن تنتظر طويلا لتنال حقك في الخدمة.
هنا علينا إطلاق صرختنا لمسئولينا الشرفاء لتصويب ما يجري في مؤسساتهم والتعامل بمهنية مع جميع أفراد المجتمع، ورؤية كل فرد في المجتمع كابن مسئول ومتميز ويحق له كل خدمة يطلبها أن تقدم له بكرامة ومن غير أن يضطر للبحث عن شبكة علاقات تزيل العوائق الشائكة في طريقة .
إضافة لتلك التجاوزات والإخفاقات التي تم ذكرتها ترى بأم أعيننا مشاهد مؤلمة بينما تنتشر في شوارع مدننا في أوقات البرد القارص والحرارة الشديدة ترى أطفال صغار في عمر طلاب المدارس في المراحل التعليم الإلزامية يقفون عند الإشارات الضوئية يبيعون المحارم ويمسحون زجاج السيارات وفي أسواق الخضار والمحلات الحرفية ويعلموك بحركاتهم العفوية إننا نتألم بردا أو حرارة تتساءل هنا من المسئول هل هو أباه الذي سمح له بالخروج للعمل في هذا السن وفي هذه الأوقات بالتحديد لجلب له المال أم أن الأب متوقي وان هذا الطفل مسئول عن إعالة أسرة بحاجة لتلك الشواقل التي يجمعها لتسد رمق أسرته.
أم انأ المسؤولة لان شرائي ألخدمة منهم شجعهم على العمل بهذا السن، أم أن وزارت التعليم و العمل و الشؤون الاجتماعية هن المسئولات ، بعدم الجلوس مع هؤلاء الأطفال ومعرفة ما السبب وراء تركهم لمقاعد الدراسة والعمل بهذا السن الصغير، ومعرفة أن حاجتهم للعمل ضرورية ، والجلوس مع أسرهم وتقديم المساعدة المناسبة لهم وإعادة هؤلاء الأطفال الى مقاعد الدراسة وتوفير فرص عمل لهم بعد أوقات المدارس تتناسب مع عمره وبنيتهم الجسدية الغضة . تقديم مشاريع بسيطة لهم يديرها الأطفال أو أمهاتهم أو إبائهم إذا كانوا يعانون من مشكلة صحية وتستطيع وزارتي العمل ووزارة الشؤون تقديم تلك المشاريع قروض مادية بدعم وتعاون ما بين ألوزارات والبنوك والشركات التي تقدم عادة دعما لتلك المشاريع وتتباهى أيضا بعمل مشاريع خيرية، دعما منها للمجتمع واعتقد أن تلك المشاريع تعود ربحا معنويا لها ، يعقبه دعما ماديا.
وهناك أيضا مشاهد عدم الرقابة على الأسعار فيبيع التجار بالأسعار التي يشأون والبضاعة التي يردون ، من غير وجود رقابة على تلك البضائع وأسعارها ، فهناك الكثير من الأمور والمشاهد التي تجبرنا على الخوض فيها، وتسليط الضوء عليها لإبرازها لكافة المسئولين، والتي يعتبرها البعض ممن يلامسهم ويجرح إحساسهم الدخول في هكذا نقاشات إننا تكلمنا بالسياسة، وعبرنا خطوطاً حمراء ، نقول لهم أن الدخول في أمور تمس وتدخل في صميم حياة أفراد مجتمعنا، لا تتعتبر خطوط حمراء ولا يوجد تدخل في السياسية، فحياة وكرامة أفراد مجتمعنا، تجعل كل الخطوط بيضاء ومسموح العبور فيها، لأن الهدف منها نبيلاً، و هو بناء مجتمع كريم ومتطور ومعطاء، وكبح كل التجاوزات والإخفاقات ومحاسبة مسؤوليها.