خطة مصرية لإعادة رسم مستقبل غزة.. هل تفتح الطريق أمام دولة فلسطينية؟

خطة مصرية لإعادة رسم مستقبل غزة
خطة مصرية لإعادة رسم مستقبل غزة

كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية عن بدء مصر تنفيذ خطة أمنية استراتيجية تتضمن تدريب مئات الفلسطينيين لتولي المسؤولية الأمنية في قطاع غزة، وذلك في إطار استعدادات ما بعد وقف إطلاق النار المحتمل.

ووفقًا لما نشرته مجلة "إيبوك" الإسرائيلية، فإن القاهرة تسعى لإعادة ضبط المشهد في غزة مستندة إلى خطة شاملة تم الكشف عن ملامحها بعد تصريحات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الذي أشار إلى وجود رؤية متكاملة لدى بلاده بشأن إدارة القطاع بعد انتهاء العمليات العسكرية.

مبادرة مدعومة عربيًا ودوليًا

أشار التقرير إلى أن الخطة المصرية تحظى بدعم عربي ودولي واسع، وتهدف إلى تمهيد الطريق أمام السلطة الفلسطينية لتتولى إدارة قطاع غزة بشكل كامل، في إطار مشروع سياسي أوسع يهدف إلى إطلاق مفاوضات جدية نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

كما أكد التقرير أن تدريب العناصر الأمنية الفلسطينية قد بدأ بالفعل على الأراضي المصرية، لكن تنفيذ بنود المبادرة مرهون بالتوصل إلى اتفاق رسمي لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتصارعة.

تفاصيل الخطة المصرية

ترتكز الخطة المصرية التي وصفت بأنها "متعددة المراحل" على ثلاثة مسارات رئيسية، وهي كما يلي:

  • المرحلة الأولى (الانتقالية): تمتد لمدة ستة أشهر، وتتضمن إدارة مدنية من خلال لجنة تكنوقراطية محايدة، تعمل تحت إشراف الحكومة الفلسطينية، لضمان تسيير شؤون القطاع مؤقتًا.
  • المرحلة الثانية (إعادة التأهيل والإعمار): تستغرق من ثلاث إلى خمس سنوات، وتشمل إعادة بناء البنية التحتية المدمرة، وإنشاء ميناء ومطار ومرافق لوجستية متطورة.
  • المرحلة الثالثة (الأمن والاستقرار): تقترح الخطة نشر قوة دولية لحفظ السلام بصورة مؤقتة، لتأمين القطاع خلال الفترة الانتقالية، إلى أن تصبح الأجهزة الأمنية الفلسطينية قادرة على تولي مهامها بالكامل.

مصر تتعهد بتأهيل الشرطة الفلسطينية 

وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن القاهرة سوف تتولى تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدًا لنشرهم في قطاع غزة لتأمينه وإرساء حالة من الاستقرار بعد توقف القتال.

كما أشار إلى وجود توافق تام مع القيادة الفلسطينية بشأن آليات الحكم والترتيبات الأمنية المقبلة في القطاع.

وكان عبد العاطي قد صرح في فبراير الماضي أن مصر أعدت رؤية متكاملة لإعادة إعمار غزة تبدأ بالتعافي المبكر، وتشمل الجوانب الأمنية، والاقتصادية، والخدمية.

وفي اتصال هاتفي مع نظيره البلغاري جورج جورجيف، شدد على أن القاهرة تتطلع إلى دعم دولي وأوروبي واسع لتنفيذ هذه الرؤية، مؤكداً أهمية دور المجتمع الدولي في تمويل وإسناد جهود إعادة الإعمار والانتقال السلمي في غزة.

روسيا اليوم