بقلم: نبيل عبدالرازق
اليسار الفلسطيني والدور المفقود آن تضئ شمعة أفضل الف مرة من ان تلعن الظلام..، واينما وجد الظلم فذاك موطني،، عبارات لأبطال ملهمين جسدها الاحرار حول العالم بإيمان عميق وإنحياز كامل للمظلومين والمقهورين..،
هي جوهر فلسفة الطليعيين والتقدمين اليساريين التي شكلت مفاهيمهم ووعيهم ودفعتهم دائما للتقدم للامام والمبادرة وقيادة الجماهير من خلال إلتحامهم مع قضاياهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية فهناك من كانوا رموزا للثورة ضد الاستعمار ومن كانوا قاده ورموز ضد العنصرية وهناك حركات تشكلت من نشطاء حقوق الانسان وإتحادات العمال والطلاب ضد العولمة وشجع راس المال.
وايضا كان لنشطاءالبيئة الدور المميز لحماية كوكبنا من التلوث والتغير المناخي الذي بدأ يوثر بشكل مباشر علي حياتنا وما نراه من ذوبان الجليد وإرتفاع حرارة الارض والفياضانات وازدياد نسبة ثاني اكسيد الكربون نتيجه الانبعاثات الحرارية والغازية من المصانع والذي يؤثر مباشرة في ضعف طبقة الأوزون.،،وهي الجدار الحامي للغلاف الجوي، هذا تهديد مباشر للبشرية جمعاء.. نري نضال الحركات النسوية ضد التمييز والعنف الاسري والقتل علي خلفية الشرف والختان وزواج القاصرات ومطالبتهن بالمساواة في الاجور والحقوق وزيادة التمثيل السياسي في البرلمانات ومؤسسات الدولة..، ان هذه الحركات والمؤسسات والجمعيات والنقابات والشخصيات التي لها السبق بالمبادرة والتحرك في العقد الاخير هي صاحبة افكار اممية تحررية انسانية تقدمية لديها الاحساس بان الظلم والفساد والاستبداد والتمييز علي اساس العرق او الدين او اللون كلها عدو مشترك للبشرية..،.
اضافة الي عولمة الرأسمالية من خلال احتكار السوق من قبل الشركات الكبري لصالح دول بعينها علي حساب الدول الفقيرة الضعيفة..، دفعت بكل هؤلاء للتصدي للهيمنة والاستغلال والحروب وتوحش راس المال.
والمراقب لهذه الحركات والتجمعات والذي كان لمواقع التواصل الاجتماعي بالغ الاهمية في تنظيم فعالياتها ونشاطها و الذي في معظم الاحيان يكون ذو طابع سلمي وباشكال مختلفة من خلال الاضرابات والتظاهرات والمسيرات السلمية بشعاراتها الواضحة والهادفة،، تجمعهم اهداف سامية لم يكلوا أبدًا بالرغم من كل المضايقات والمحاربة لهم ومحاولة سن قوانين تمنع نشاطهم.
وعلي الرغم من جائحة كورونا والتي اثرت علي العالم كله الا ان هذا الضوء والوهج لا يخبو وسط الظلام ومن نتاج هذا الفكر المتقد والذي لا يؤمن بالسكون كانت حركة المقاطعة(BDS) التي لها نشاط ونجاح واضح من خلال المقاطعة الاكاديمية لجامعات الاحتلال وبضائع المستوطنات وفضح الممارسات والانتهاكات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وكان لهذا النشاط السلمي نتائج علي الارض حيث خفضت دولة جنوب افريقيا مستوي العلاقات الدبلوماسية من سفارة الي مكتب اتصال مع دولة الاحتلال والغت شركات عالمية مناقصة لانشاء خط سكة حديد في القدس المحتلة والغاء مؤتمر للتطبيع في البحرين وهذا ليس بالاخير.
وعلي الرغم من اختلاف جنسياتهم ولغاتهم ...،، الا ان افكارهم وثقافتهم وايمانهم بالقيم الانسانية كانت كلها عناصر جعلتهم متشابهين اينما وجدوا. !! كل الاحترام والتقدير للمثابرين المتجددين المندفعين صوب الشمس.. وعلي الرغم من محاولة بعض من قوي اليسار الفلسطيني ان تسجل لنفسها موقف هنا وخطوه هناك الا أن هذه المواقف كانت علي استحياء ولم ترتقي للهم العام وفِي أغلب الاحيان كانت تحاول اللحاق بالجماهير علي عكس الدور المنوط بها!!.. كل هذا الحراك والنجاح لهولاء الثوريين الامميين كان لا بد ان يشكل نموذج لقوي اليسار الفلسطيني ودوره المفقود!!