ضعف اجسادنا يضعف ارائنا

بقلم منى الفارس

قدمايا يؤلماني لا اقدر على الوقوف اكثر من عشرة دقائق لا استطيع صعود السلالم او النزول علنها احتاج لعكازة اتكأ عليها او كتف استند عليه او الى جدار قوي يجعلني اقف رافعة اكتافي وراسي. أجسادنا كفكرنا وآرائنا. في سن الشباب نمتلك فيه الجراءة لنفعل كل ما نصبوا اليه، نعلي أصوتنا لتخترق كل الآذان نصرخ بارائنا ونصمم بإرادتنا على تنفيذها والدفاع عنها .

وها نحن تمر بنا سنين العمر تنخفض مستوى أصوتنا ويتلعثم اللسان عن قول ما نخبئه لأننا متيقنين اننا لسنا قادرين على الدفاع عنها وعن مباديئنا وسنتظر لحظةً تحت اي ضغط ان نتراجع عنها ونرفع رآية الاستسلام ونهز راسنا الى اسفل متنازلين عن كل ما امنا به وحاربنا من أجله. هنا نستذكر نعمة الشباب وجراءة السنتنا واردتنا الصلبه التي تصل لحد التناحة في الدفاع عن قرارتنا ومسانتدها في حينها، ودفاعنا المستميت عن كل ما نؤمن به جعلنا نستقطب العدد الكبير من الداعمين والمناصرين والمعجبين كنا نشعر باننا قادة ولنا جمهورنا. وهذا ما يطلق عليه عنفوان الشباب وهو المطلوب في قصص الثورات وهو القادر على التغير .

اما الان وقد غزا الشيب شعرنا واهترات عظامنا وشيخت عقولنا وضعفت قلوبنا بتنا ضعفاء حتى لمجرد الوقوف نحتاج لمن ياخد بيدنا ونضع ايدينا على كتفه لنشعر بقليل من الصلابة اصبحنا نفتش على اي جدار او شجرة او حتى عامود منتصب على جانبي الشارع لنلقى بجسدنا عليه ونستشعر بظله بتنا نفتش عن ظلال غيرنا لنستظل به، بتنا نفتش عن عقول تقرر نيابة عنا لعل في رايها نستنير .

بت انظر مليا لكل شاب مفعم بالحيوية نظرات متاملة مليئة بالاعجاب، لدرجة انني اغيب عن الواقع للحظات واستفيق بعدها وادير وجهي جانبا حتى لا اكون منتقده من قبله، ولكني في تلك اللحظات كنت من خلاله انظر لنفسي كيف كنت ، والتقط انفاسي المتعبه واجفف قطرات الدموع عن قلبي، واتمنى لحظتها لو تعود تلك الايام والسنين ولو ليوم واحد. لذلك العمر العنفواني لاقول لا لكل شيءِ لا يعجبني ولكل ظالم اراه بام عيني، ولكل قرار لا استطيع تنفيذه ولكل شخص يفرض علي ان اتعامل معه وابتسم مجاملةً له.

ولكنني اصحوا من عنفواني على وخز والم في قدماي فانشغل بالمي وافتش على مقعدٍ اجلسُ عليه، واحدث نفسي يكيفيني مقاومة المي. الشباب الان هم من سيتولون مهمة ازالة الالالم الاخرى فاعذروني اعزائي لجبني اعذروا ما حل بي من وهنٍ وضعف .

البوابة 24