في ذكرى الهجوم الإسرائيلي على حمامات الشط في العاصمة التونسية

بقلم: محمد جبر الريفي

علاقة تونس بفلسطين علاقة تاريخية عمادها الأساسي الرابطة القومية والدينية وقد عمقها أكثر أمتزاج الدم المشترك الذي أحدثه الهجوم الإسرائيلي الغادر على ضاحية حمامات الشط في العاصمة التونسية الذي يصادف ذكرى وقوعه الأليم في مثل هذه الأيام الأول من أكتوبر عام 85 من القرن الماضي أي قبل خمسة وثلاثين عاما ما زالت عالقة هذه الواقعة الأليمة في الذاكرة الوطنية وكان ذلك الهجوم الغادر بهدف تصفية قيادة الثورة الفلسطينية وبالأخص القائد الرمز الرئيس ياسر عرفات أبو عمار ورفاقه التي لجأت إلى تونس بعد الغزو الصهيوني للبنان في شهر يونيو عام 82 والذي كشف هذا الغزو بالتواطيء مع الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت عن هشاشة وعجز النظام السياسي العربي الرسمي حيث اول عاصمة عربية بيروت يحاصرها الجيش الإسرائيلي في ظل صمت وخذلان عربي رسمي مطبق كان نتيجته المؤلمة تحقيق الهدف الإسرائيلي بناء على مساعي المبعوث الأمريكي فيليب حبيب وذلك بإخراج مقاتلي الثورة الفلسطينية من بيروت وفقدان الساحة اللبنانية كقاعدة انطلاق تحررية .

ان الشعب التونسي شعب عربي أصيل متحضر بعيد عن العصبية القبلية واكتسب وعيا سياسيا وثقافيا بسبب كون تونس أحد مراكز الحضارة العربية الإسلامية ..شعب تونس شعب مضياف ولهذا اختارت قيادة الثورة الفلسطينية المعاصرة أن يكون مقرها في تونس العاصمة ..كل التحية لتونس رئيسا وشعبا لمواقفها القومية خاصة مناهضتها لهرولة التطبيع العربي الجارية مع العدو الصهيوني .

البوابة 24