المرض في ظل مواقع التواصل الاجتماعي

بقلم: منى الفارس

المرض في ظل وسائل التواصل الاجتماعي اجل المرض في ظل التواصل الاجتماعي رغم الالم الجسدي الا انه تاتيك نسائم محبة منعشة عبر الرسائل والايكات والتعليقات والمكالمات عبر المسنجر يزورك البعيد والقريب لا تفصلك عنهم المسافات ولا يكون وقتا محددا للزيارة تشعر بلهفتهم وخوفهم عليك . تطمئنهم بكلماتك الحلوة الدافئة وتشكرهم على السؤال عنك . تتيقن لحظتها ان اصدقائك ومحبينك هم ثروتك الحقيقة ورصيدك الذي تستند عليه ويقويك ويجعلك تنتصر على كل الم او ظرف لئيم يحل بك . ان وسائل التواصل الاجتماعي جعلتنا ننتصر على كل العقبات وتنسف جميع الحواجز التي تفصلنا في الواقع الحياتي عن بعضنا ترانا نصادق الوزير والسفير والمسؤول والموظف والعامل والفقير هنا نسفنا جميع البروتوكلات ونتعامل معهم جميعا بسواسيه نتعامل معهم تعامل انسان لأنسان نتعامل بحب وإحترام لأننا لا نهاب فخامة الكراسي ولا تخدش كرامتنا بالوقوف على ابواب مكاتبهم نستجدي موعدا للمقابلة الرسمية التي تحدد بوقت معين ولوقت محدود، كذلك لا يوجد معاير لاستمرار صداقتنا مع هؤلاء الاشخاص سوى مواقفهم النبيلة نحونا ونقاشاتهم المحترمة معنا الذي بدورنا نقابله بكل وود واحترام. في وسائل التواصل الاجتماعي نقبل صداقات كثيرة من اشخاص، منهم من تتوطد بيننا وبينهم العلاقة المتينة نفتقدهم عندما يغيبون عنا فترة نتسال عنهم نراسلهم للاطمئنان عليهم نواسيهم نهنئنهم لا نتاخر عن مشاركتهم في مناسباتهم الاجتماعية كاننا نعرفهم منذ زمن طويل، نتمسك بهم وبصداقتهم واحيانا كثيرة تتحول تلك الصداقة من هذه المواقع لصداقة حقيقية على ارض الواقع نقابلهم شخصيا ونتعرف عليهم وعلى عائلاتهم وبعض الآخر من هذه الصداقات والمعارف لاشخاص لا تتعدى سوى معرفتهم عبر تلك المواقع نتعامل معهم فقط كعابري سبيل إن حضروا اهلا بهم وان غابوا لا نتذكر غيابهم ، إن هذه المشاعر نطبقها كما نطبقها في واقعنا الحياتي فليس كل شخص نتعرف عليه يستطيع ان يدخل قلبك وذاكرتك الا الاشخاص اللذين يستحقون ان يحفروا لهم مكانا متميز في قلبك فالأماكن المحفورة في قلوبنا لا تحفر بالكلمات المعسولة فقط؛ وإنما بالمواقف النبيلة والمحترمة والاراء والمباديء والقيم العالية التي تميزهم وتجعلنا نتقرب منهم أكثر ونتمسك بهم . نعم هي المواقف فكثيرا من الاشخاص نقابلهم عبر هذه الشاشة ونتعرف عليهم معرفة سطحية وتردنا عنهم بعض المعلومات السطحية التي هم يريدننا ان نعرفها ولكن مع مرور الوقت نتعرف عليهم اكثر من خلال منشوراتهم وما تحتويه من كلمات واراء ومواقف قد تعجبنا وتنال رضانا واحيانا لا تتوافق مع ارانا فلا نلتفت لها ولكن احترامنا لهؤلاء الاشخاص تجعلنا نتابعهم ونتكلم معهم وعن أرارئهم بإحترام تعبيرا عن احترامنا لشخصهم ، فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية كما يقولون . وفي مواقع التواصل نتعرف على اشخاص بخلاء في عواطفهم متعنجنهين ومتععجرفين في مواقفهم يعتبرون مواقع التواصل وسيلة لاستعراض فعالياتهم ومواقفهم هدفهم فقط حشد اصدقاء وجمع لايكات وتصفيقات لهم على كل تفاهة يقومون بها هؤلاء نتعامل معهم كذرات الغبار التي تتركم على رفوفونا سرعان ما نمرر عليهم بمسحهم من واقعنا الفيسي والحياتي ونعتبرهم مجرد عابرين السبيل مروا في حياتنا.

البوابة 24