جديد الباحث سليم المبيض "نقود غزة في القرن الخامس قبل الميلاد"

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

بقلم: سليم النفار

منذ بداياته وحتى الآن ، مازال يؤكد الباحث سليم المبيض شغفه، وجهده الذي لا يكفّ
في متابعة وتدوين كل ما له علاقة بتاريخ المكان، وناسه وتبعات ذلك، بما يعزز رواية الفلسطيني في سيرة وجوده وحياته هنا، و التي لم يسبقه أحدٌ سواه ... وهذا ليس كلاماً عاطفياً، بل معزز بقوة الدلالة الوثائقية، ومن هنا كان المبيض يذهب الى الدلائل التعزيزية وهل يوجد أكثر تعزيزاً للرواية من النقود التي كان يتداولها الناس هنا؟
بعد أن كتب في سنوات سابقة عن المكان كأبنية وربط أنساقها بالعمارة العربية، ذهب للأمثلة الشعبية بتعدد أشكالها وعلاقاتها بالمجتمع القائم، وبأشكال العلاقات الاجتماعية القائمة انذاك، فكانت تعبيراً حيّاً ومصداقاً لحيواتهم في المكان.
كتب عن النقود الفلسطينيية وسكتها المدنية في حقب مختلفة،وفي مدن فلسطينيية مختلفة، مؤكداً الأسبقية التاريخية للوجود الفلسطيني  في المكان،وهذا المسرد التاريخي المتعدد الجوانب الاقتصادية والاجتماعية يعزز الرواية السياسية لصالح الفلسطيني بلا أدنى شك، وبدون ضجيج سياسي، شعاراتي، بل مشفوعاً بالوثائق غير القابلة للطعن.
كما أنه لم ينس المبيض الاهتمام بشخصيات اجتماعية مهمة في التاريخ الفلسطيني، شعراء وقادة ورؤساء بلديات من عهود ماضية، منذ الحقبة العثمانية والانتداب البريطاني، فكتب عنهم معززاً روايته بالأدلة والوثائق التي كان يجمعها، ويجتهد في البحث عنها أينما كانت.
والآن يطل علينا في كتابه الجديد- مجموعتي من نقود غزة في القرن الخامس قبل الميلاد-
كتاب جاء في -216- صفحة من القطع المتوسط وضم بين دفتيه عشرة فصول ومقدمة وخرائط وصور للنقود وانواعها التي كان الناس يتداولونها في قطاع غزة في تلك الازمنة
أعتقد بأن الكتاب مهم جداً كما اسلفت في تعزيز الرواية الفلسطينيية، وهو على أهمية بالغة تقتضي الاهتمام فيه والاطلاع عليه وتكريم صاحبه الذي بلغ من العمر عتيّاً وهو لم يدخر جهداً في هذا السياق الوطني، الذي ينافح عن الرواية الوطنية بجهده الخاص وطريقته الخاصة بدون ضجيج.

البوابة 24