البوابة 24

البوابة 24

حملة لوقف التجارة مع المستوطنات غير الشرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة

بقلم: بسام صالح 
قبل سنوات قليله كنت مشاركا في حوار حول اوروبا والقضية الفلسطينية وكان احد الرفاق المتحدثين من قيادة الحزب الشيوعي الايطالي وعضو في سكرتارية الحزب انذاك وعضوا في مجلس الشيوخ الايطالي، بدأ حديثه وكانه يعود بالزمن الى الوراء لسنوات طويلة، يقول كانت قيادة الحزب الشيوعي قلقة من الموقف الفلسطيني الداعم لثورة الخميني في نهاية عام 1979 بعد ذهاب الاخ ابو عمار الى طهران للتهنئة بعودة الخميني، الذي اتخذ قرارا باغلاق السفارة الاسرائيلية وافتتاح اول سفارة لفلسطين، قلق الحزب الشيوعي كان من توجه جديد للقيادة الفلسطينية يبعدها عن اوروبا، فقررت قيادة الحزب ارسال الرفيق المتحدث الى بيروت للقاء الاخ ابو عمار والحديث اليه ان لا ينسى اوروبا واهمية الدور الذي يمكن ان تلعبه لحل الصراع القائم بين الفلسطينيين والاسرائيليين يقول الرفيق الشيوعي" كعادته بعد ايام من الانتظار جاءنا مبعوث الرئيس عرفات وابلغنا بالموعد وانتقلنا واياه الى مقر قيادة الرئيس عرفات، وانتظرنا ايضا هناك لساعة متأخرة من الليل، الى ان دخلنا اليه فاستقبلنا بكل حفاوة، كانت كاريزما عرفات تسيطر علينا، وبعد ان ابلغته برسالة الحزب الشيوعي التي احملها، وما ان انهيت كلمتي كان الرئيس يضرب بقبضته على الطاولة التي يجلس عليها كمن يطرق الباب ويطلب الدخول، توقف الرئيس قائلا ان اوروبا لا ترد ولا تجيب" ويضيف عضو قيادة الحزب الشيوعي كانت كلماته القليلة وحركة يده وهو يدق الطاولة اكثر من صاعقة اصابتني ولم اجد ما اقول عن اوروبا فانتقلت للحديث عن امور اخرى. وعندما عدت الى ايطاليا ابلغت قيادة الحزب بان الرئيس عرفات ينتظر شيئا اي شيء من اوروبا والكرة الان في ملعبنا فلنعمل ما يمكن كي نحرك اوروبا. كان هذا في عام 1981 فهل تغير موقف  اوروبا من القية الفلسطينية ؟ 
قبل اشهر اطلقت مجموعات بي دي اس ومعها الاتحاد العام للجاليات الفلسطينية في اوروبا حملة جمع تواقيع من المواطنيين الاوروبيين او بالاحرى حملة المليون توقيع لوقف التجارة الاوروبية مع المستوطنات الغير شرعية في الاراضي الفلسطينية المحتلة " اراضي الدولة الفلسطينية المنشودة". نعم مليون توقيع من مواطني الاتحاد الاوروبي، ويجب تقديم التواقيع قبل شهر فبراير 2023 ، ليس لوقف التجارة مع منتجات المستوطات، بل للضغط على البرلمان الاوروبي لاجباره على مناقشة الموضوع!، وعليه تقرر ان يقوم كل بلد اوروبي بجمع عدد محدد من التواقيع ليكون المجموع مليون او اكثر، من ايطاليا المطلوب 55 الف توقيع، تحركت الجاليات الفلسطينية في ايطاليا ومعها قوى التضامن وال بي دي اس وبعض الاحزاب اليسارية والنقابات، وما زالت العملية مستمرة. 
ماوريتسيو اشيربو Maurizio Acerbo  الامين العام لحزب اعادة التاسيس الشيوعي، نشر مقالة / تعميم لحزبه موجها الى الرفيقات والرفاق الأعزاء جاء فيه   تزداد خطورة الوضع في فلسطين وإسرائيل. إن جرائم القتل وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها دولة الاحتلال تتبع بعضها البعض ، دون تحرك ما يسمى "المجتمع الدولي". بل على العكس من ذلك ، حتى من جانب الاتحاد الأوروبي لا يزال هناك ازدواجية المعايير  في الإجراءات ضد الدولة  الاسرائيلية ، "التي يسري فيها الفصل العنصري" ، بحسب منظمة العفو الدولية "امنيستي انتيرناشيونال”.
في مواجهة هذه الحقائق، هناك حاجة لتجديد الالتزام إلى جانب المواطنين الفلسطينيين والقطاعات الأكثر تقدمًا في المجتمع الإسرائيلي. التزام يكسر الصمت والتواطؤ والأعمال التجارية للمستوطنات غير الشرعية للمستعمرين الإسرائيليين.
من بين العديد من المبادرات الدولية ، نشير إلى هذه المبادرة المهمة للمواطنين الأوروبيين (ICE) للمطالبة بقانون يضع حداً لـ "التجارة مع المستوطنات" من قبل الاتحاد الأوروبي. وكما جاء في بيان القوى التي دعت لهذه المبادرة ، فإن الأمر يتعلق "بتنظيم المعاملات التجارية مع رعايا الدولة المحتلة المتمركزة أو العاملة في الأراضي المحتلة ، ومنع دخول المنتجات من هذه الأماكن إلى سوق الاتحاد الأوروبي.
في الواقع ، على الرغم من أن المستوطنات غير القانونية تشكل جريمة حرب ، إلا أن الاتحاد الأوروبي يسمح بالتجارة معها. تساعد ارباح هذه التجارة من الضم وتساهم في توسيع المستوطنات غير القانونية حول العالم. نحن ندعو إلى قانون في الاتحاد الأوروبي ينهي التجارة مع المستوطنات غير الشرعية بشكل نهائي ".
وطالب الامين العام لحزب اعادة التاسيس اعضاء ومناصري الحزب بالتوقيع على العريضة وتشجيع الاخرين على التوقيع ووضع الرابط الخاص بالحملة . 
كلنا امل ان يساهم موقف الرفيق ماوريتسيو وغيره من الاصدقاء في تحقيق الهدف المطلوب من ايطاليا ونحن على ثقة ان هناك ملايين من الايطاليين يدعمون قضيتنا العادلة وشعبنا الصامد،  وعلى ثقة ان لنا اصدقاء اوفياء يفوق عددهم على عدد التواقيع المطلوبة.  
وسنبقى كما كان الاخ ابو عمار ندق وندق على ابواب اوروبا فلعل وعسى ان يفيق ما بقي من ضمير.

البوابة 24