عوني عبد الهادي من أهم رجالات الحركة الوطنية الفلسطينية

بقلم: أ. حنين العمصي

عوني عبد الهادي من أهم رجالات الحركة الوطنية الفلسطينية
عوني عبد الهادي ودوره السياسي والنضالي


ناقشت الباحثة حنين العمصي أطروحة ماجستير موسومة بــ"عوني عبد الهادي ودوره في النضال العربي الفلسطيني" من كلية دراسات الشرق الأوسط بجامعة الأزهر بغزة، حيث تناولت هذه الدراسة المحامي والسياسي عوني عبد الهادي الذي لعب دوراً سياسياً على الساحة الفلسطينية والأردنية، وقَبْلها في الإمبراطورية العثمانية، فقد نشأ وتعلم في عائلة متنفذة من مدينة نابلس، متأثراً بعمل والده الحاج قاسم عبد الهادي في سلك القضاء العثماني، وعند انتهاء الحرب العالمية الأولى، عُين عوني سكرتيرا للملك فيصل 1918-1920، ثم عمل بعد ذلك في المجال الحقوقي، وافتتح مكتبًا خاصًا به للمحاماة، وكان من أبرز المحاميين الفلسطينيين، حيث دافع عن القضايا العادلة التي طرأت إبان الانتداب البريطاني اتجاه الأرض والشعب. 


وفي مُعترك نضاله، قام بتأسيس حزب الاستقلال عام 1932، فهو من مؤسسي جمعية الفتاة، وكان يرفض كل أشكال الإستعمار، كان مؤمنًا إذا الشعب العربي أراد شيئاً وصل إليه، لأنه الإرادة إضافة إلى الإعداد الجيد من الممكن أن تحقق أهدافه...وكان له موقفٌ سياسيٌ من الكتاب الأبيض، حيث فنّد نصوص هذا الكتاب، وأبرز كيف لعبت الوكالة اليهودية دوراً في تغيير النصوص، وشارك عوني عبد الهادي في العديد من المؤتمرات العربية والإسلامية المناصرة للقضية الفلسطينية، ومن ثمّ عمل على دعم وحشد الوعي الوطني والنضالي ضد الصندوق القومي اليهودي (الكيرين كاييمت)، مسخرًا كل مؤهلاته ومهاراته القانونية للدفاع عن أرض فلسطين.


 وبعد أحداث الثورة الفلسطينية الكبرى 1936م، نُفي عوني عبد الهادي وآخرون إلى القاهرة حتى عام 1943، وبقيت اتصالاته وجهوده متواصلة مع القادة والملوك والحكام العرب، وكذلك مع القوى والنخب الشعبية والوطنية، وتأتي مشاركته في العديد من الأحزاب كالحزب الوطني العربي، وحزب الدفاع، وحزب مؤتمر الشباب تجسيداً وتأكيدا لهذا الدور الوطني.


وقد أدلى عوني عبد الهادي أمام اللجنة الانجلو -أمريكية، وأكدّ أن الفلسطينيين وحدهم لهم حق تقرير المصير. ولقد شارك في مؤتمر بلودان 1946، وفي عام 1947م، كان من أبرز الفلسطينيين الذين دافعوا عن وجهة النظرة الفلسطينية والعربية، وبعد أحداث النكبة الفلسطينية 1948م، انخرط عوني عبد الهادي في النظام الأردني، وشغل العديد من المناصب، منها: مفوضًا وسفيًرا للأردن، ووزير للخارجية 1956-1964، وبعد ذلك تم تعيينه رئيساً للإدارة القانونية في جامعة الدول العربية وحتى وفاته 1970، وبقي أمينًا على مواقفه الوطنية التي آمن بها وكرس حياته له، والتي يدافع فيها عن حقوق الفلسطيني المكلوم.


لذلك فإنني أدعو الجميع عند دراسة النخب السياسية أن يأخذوا بعين الاعتبار طبيعة المرحلة والحقبة التي كان فيها ولا يطلقوا الأحكام المسبقة/ المطلقة، فهناك عدة أسباب وعوامل لربما هي السبب في خلق الحدث، وكما أنني ومن خلال اطلاعي على قوة هذه الشخصية ومدى تأثيرها إلا أن الأحداث كانت أكبر، وقد حاول على عدة مستويات من المستوى النضال السياسي وعلى المستوى الدولي، ولكن نستطيع القول أن العيب ليس بعوني، ولم يكن هناك تقصير منه، وإنما كانت الأحداث في أوج قوتها من خلال التحالف الاستعماري الصهيوني الغربي الأوروبي.
وهذا ما جعلني أواجه أثناء الكتابة عن حياة عون عبد الهادي صعوبة، وهي التي تواجه كل دراسة تتناول دور الشخصيات في التاريخ ودراسة دوافعها وظروفها ومؤهلاتها وأساليبها ومنجزاتها الرئيسية ومدى تأثيرها. فالكتابة تدور حول فرد يبدو وكأنه يكيف الأحداث ويرسم الخطط ويقوم بالتفكير والتنفيذ ويتحاشى الخطأ والعيوب، وتختلط ذكرياته وأحكامه بالانطباعات الشخصية والآراء الذاتية، وقد تحوي آراء لا تتفق مع ما يحمله آخرون، ولذا لا يمكن أخذها إلا بنوع من الحذر والتدقيق.

 

البوابة 24