حماس تختصر المشهد بدعوة لمجلس وطني فلسطيني جديد بدون إنهاء الانقسام

بقلم عمران الخطيب

من حيث المضمون من الضروري عقد مجلس وطني فلسطيني جديد ومشاركة كافة الفصائل الفلسطينية وشخصيات مستقلة من جيل الشباب يفرزها الإتحاد العام لطلبة فلسطين في الوطن والشتات وكذلك الأمر في النقابات العمالية والمهنية والأكاديمية وفي مقدمة ذلك المرأة الفلسطينية وإجراء الإنتخابات العامة في مختلف المؤسسات والمكونات الفلسطينية تبدأ في الإنتخابات البلدية التي منعت حماس إجراؤها في قطاع غزة؛ ولذلك أنا أستغرب دعوة حماس للحوار في الجزائر الشقيق إلى إطلاق سراح المعتقلين في الضفة من قبل السلطة، ودعوة إلى الحريات العامة وتتطلب حماس إلى إطلاق الحريات العامة وتشكيل لجنة الحريات لمتابعة هذا الملف، وأنا مع هذه الدعوة للحريات العامة في الضفة وفي قطاع غزة والسماح في إجراء الإنتخابات بقطاع غزة في الجامعات وغرفة تجارة والنقابات والبلديات داخل قطاع غزة ايضاً  ولكن حماس في مختلف الحوارات الفلسطينية التي حدثت في القاهرة وبيروت إسطنبول والجزائر تضع شروط.

وتقوم بخطوة إتجاه إنهاء الانقسام، والذي حدث يتمثل في قيام حماس بانقلاب يتمثل في سيطرتها على قطاع غزة من خلال إنقلاب دموي  وخطف قطاع غزة، منذ عام 2007 إلى يومنا الحالي لم تقدم حماس مبادرة فعلية لإنهاء الحسم العسكري، رغم كل المحاولات المتكررة دون نتائج والأغرب من ذلك بأن حماس تدعوا إلى تشكيل مجلس وطني فلسطيني جديد، ولم تتحدث حول الإجراءات العملية في إنهاء نتائج الانقلاب العسكري الدموي ليس فقط الانقسام بل الفصل الجغرافي بين شطري الوطن من خلال الإستمرار بخطف قطاع غزة، وتقدم حماس بعض الشروط لا تتعلق في إنهاء الانقسام بل تعتبر سيطرتها على قطاع غزة أمر خارج إطار البحث وهذه الشروط التالية: 
1-تشكيل مجلس وطني جديد توافقي إنتقالي موقت.
2-ينعقد المجلس في أقرب وقت ممكن في الجزائر .
3-يتم تشكيل لجنة تحضيرية لهذا المجلس مكونة من ممثلين عن الفصائل الفلسطينية المشاركة حاليا في المنظمة وكذلك الفصائل غير الممثلة في المنظمة، إضافة إلى التوافق على مشاركة شخصيات وطنية من خارج الفصائل ايضاً.
4-تعقد اللجنة التحضرية للقاءات مكثفة في الجزائر للتوافق على تفاصيل تشكيل المجلس الانتقالي الموقت.
5-تشارك الجزائر من موقعها بمتابعة الإجراءات وتقديم المساعدة والتسهيلات وتقريب وجهات النظر.

عقد لقاء الأمناء العامين للفصائل على صعيد واحد في الجزائر بمشاركة الأمناء العامين جميعاً يسبق إنعقاد المجلس الوطني الجديد، مع أهمية التحضير المسبق له بحيث يدعم هذا اللقاء إعلان الجزائر ويساهم في تشكيل مجلس وطني جديد توافقي، يبدوا بأن قيادة حماس حين أقدمت على طرح وجهة نظرها بما تحتوي من مضمون كانت تعتبر في حساباتها بأن هذه الرؤيا لا تساوي إلقاء نظرة عليها بل رؤية تضمن عدم إمكانية الحوار والخروج من مستنقع 
الإنفصال القائم من عام 2007
حتى الوقت الحالي، رؤية حماس تصلح تعميم داخلي داخل حماس ولكن لا تصلح بأن تقدم للجزائر الشقيق التي تستضيف الحوار منذ عام حتى الآن، ليس من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني فحسب، بل من أجل تحصين البيت الداخلي الفلسطيني والذي يتتطلب في مقدمة ذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية من حماس وفتح والفصائل الفلسطينية والشخصيات المستقلة، وتكون المهمة الأولى إنهاء الانقسام من خلال هذه الحكومة وتحضير للإنتخابات عامة تشريعية ورئاسية ومجلس وطني فلسطيني جديد بعد إنجاز إنهاء الانقسام والفصل السياسي والوطني بين شطري الوطن. 

ولكن إن تقفز حماس عن ملف إنهاء الانقسام يعني ذلك تريد الإبقاء على أن قطاع غزة أصبح أمر واقعي ملكية خاصة لحركة حماس وتعمل على تشكيل مجلس وطني موقت! ولماذا لا يتم إنهاء المعضلة الأساسية المتمثلة في إنهاء الانقسام، إضافة إلى ذلك هي لا تريد التعامل مع مكونات منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها 
التنفيذية وتشريعية، حيث تتجاهل في رؤيا المقدمة اللجنه التنفيذية  والمجلس الوطني الفلسطيني، وفي مضمون مبادرة الأشقاء في الجزائر بند يتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية في ظني بأن حركة حماس لا تسع إلى عدم إنهاء الانقسام بل  بإزالة الجهود الجزائرية لانهاء الانقسام الفلسطيني ويدرك الجميع حرص الجزائر التاريخي على منظمة التحرير والمجلس الوطني، حيث العديد من اجتماعات ودورات المجلس كانت تعقد في الجزائر بل أول مكتب تمثيل لمنظمة التحرير كان في العاصمة الجزائرية عام 1964، حيث تسلم مسؤولية الشهيد القائد خليل الوزير أبو جهاد مهندس الانتفاضة وقائد المقاومة بقطاع غزة خلال وبعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، لذلك على حماس بأن تدرك بأن منظمة التحرير ليست مجرد مقر بل، تاريخ يتمثل فى الماضي والحاضر والمستقبل منظمة التحرير ليست أفراد، بل مكون الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات وعنوان كل فلسطيني أينما وجد ولن تكن حكراً لأحد، قد يتساءل البعض لماذا تذهب إلى جولات الحوار هنا وهناك بظني للأسباب الرئيسية التالية، الإستفادة من تحقيق العلاقات مع الدول التي تدعوا إلى الحوار مثل الجزائر ومصر وروسيا، والبند الآخر للاستفادة من عامل الوقت وخاصة بعد الهدنة طويلة الأمد مع الاحتلال الإسرائيلي، ولكن شعبنا الفلسطيني المقاوم يميز ما بين الأبيض والأسود، فقد تجاوز شعبنا مربع الشعارات وهو يصنع مجد المقاومة وفجراً جديد بمواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين.


[email protected]

البوابة 24