كشف تقرير عبري، اليوم السبت، عن تفاصيل جديدة حول طريقة وصول جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، لمنفذ عملية القدس التفجيرية، وهو الشاب إسلام فروخ، من سكان كفر عقب بالقدس المحتلة.
القبض على منفذ الهجوم
ووفقاً للتقرير الذي نشر في موقع قناة 12 العبرية، فقد حاصر أعضاء الفريق العملياتي في الشاباك، مكان عمل فروخ، وهو مصنع صغير في مستوطنة "ميشور أدوميم"، من كل الجهات للتأكد من عدم قدرته على الهرب، وذلك بعدما حددوا هويته من خلال معلومات دقيقة وتفاصيل شخصية عنه، وقاموا باعتقاله، بشكل مفاجئ له لأنه لم يكن يتوقع أنهم سيتعرفون إليه، لتنتهي عملية مطاردة استمرت 6 أيام بعد التفجير في 23 نوفمبر الماضي.
وبحسب ما ورد في التقرير، فقد كان فك شفرة العملية المزدوجة معقدًا للغاية، نظراً لأن المنفذ هو واحد فقط وعمل بمفرده، وبدايةً من التخطيط وحتى التجهيز والقيام بالتجارب وقام بوضع العبوات بنفسه دون أي مساعدة وحتى التفجير، وهو أمر غير متوقع في مثل هذه العمليات، وتعد مهارة مزعجة بشكل كبير بالنسبة لأجهزة الأمن الإسرائيلية نظراً اما تحتاجه من مستوى المعرفة المطلوبة وإمكانية التعلم إلى القدرة على الحصول على المواد وتنفيذ العملية.
عمليات تفجيرية
ويشير هذا الهجوم من نظرة الشاباك إلى اتجاه جديد يتمثل في انتقال الهجمات إلى عمليات تفجيرية بعد أن اتسم عام 2022 بهجمات إطلاق النار، لتعود مرة إلى العبوات الناسفة وهو التحدي الجديد الذي سيكون أمام المؤسسة الأمنية وعلى رأسها الشاباك.
وفيما يتعلق بتفاصيل التعرف على المنفذ فروخ، لكد الموقع أن التنسيق بين أجهزة الأمن الإسرائيلية وتحديداً الشرطة والشاباك تسبب في حل اللغز، حيث عثر على الدراجة النارية المستخدمة في العملية من قبل فروخ، والذي حاول تغطية آثار استخدامها عن طريق استخدام ألوان للطلاء على لوحة الترخيص لإخفاء معالمها، وتبين بعد ذلك أن الدراجة مملوكة ليهودي من سكان الجنوب، وتنقلت إلى عدة أشخاص قبل أن يتم بيعها إلى محل في قرية كفر عقب بالقدس، وهو ما أدى في النهاية للوصول لصاحبها الشاب فروخ.
وفروخ الذي يعيش في كفر عقب ورام الله، ليس لديه أي خلفية أمنية، والديه أطباء، وتخرج بدرجة البكالوريس في الهندسة الميكانيكية من كلية عزرائيلي للهندسة، ويمتلك معرفة تقنية واسعة استخدمها لتنفيذ للهجوم.
التخطيط لتنفيذ الهجوم
وكشف التحقيق معه، أنه توجه بعد التفجير إلى صحراء "ناحال عوج" قرب البحر الميت، وترك ملابسه وخوذته وخمس عبوات أنبوبية صغيرة تزن حوالي 5 كيلو غرامات، وقام من خلال الإنترنت بجمع معلومات حول صنع المتفجرات، ثم حفر حفرة صغيرة في منطقة مهجورة مثل الخندق قرب قرية بيتونيا، حيث كان يقوم بتصنيع العبوات ويخزن المواد اللازمة ويقوم بالتجارب على العبوات التي يصنعها.
وبحسب التقرير، فقد تم إحباط هجوم آخر لأحد أنصار داعش في قلب القدس، وتم ترحيل أجنبيين كندي وأميركي من أصول إسلامية بعد وصفهما بالخطيرين لأنهما من أنصار التنظيم.
ويحدد الشاباك عدة رؤى واتجاهات بعد موجة الهجمات في 2022، حيث أسفر 16 هجومًا إلى مقتل 31 إسرائيليًا، وتم تنفيذ هذه الهجمات من قبل 20 فلسطينيًا، من بينهم 11 ليس لديهم أي خلفية أمنية، ولم يكونوا معتقلين في السابق، وهذه حقيقة تعزز التحدي حول إحباط مثل هذه الهجمات مبكراً، وتم إحباط 472 هجومًا منها عمليات إطلاق نار وطعن واستخدام متفجرات ودهس، وتم تنفيذ 358 عملية إطلاق نار.
