وصل الرئيس التنفيذي لشركة صناعة السيارات الكهربائية تسلا،  دق ناقوس الخطر من جديد، بشأن إيطاليا وعدد من دول العالم، حيث أصبحت عادة الملياردير "إيلون ماسك" تحذير العالم حول العديد من القضايا الهامة والمقلقة بهدف بث وعي جماعي.

إيطاليا تحتضر

وجه "ماسك"، تحذير شديد من أن إيطاليا تحتضر وتموت ببطء إذا لم يتم التحرك سريعاً، وجاء ذلك رداً على سلسلة من التغريدات قام أندريا ستروببا، الباحث في مجال الأمن السيبراني، بنشرها والتي كتب فيها ملخصاً بشأن استنتاجات مقلقة عن البيانات الرسمية.

نشر " ستروببا"، في يوم 27 يناير، مخطط بياني للاتجاهات الديمغرافية يكشف تأثير الأمراض المزمنة على مختلف الأعمار للمواطنين الإيطاليين، حيث أعلنت وزارة الصحة الإيطالية عن وجود 14.1 مليوناً من أصل 58 مليون مواطن مصابين بأمراض مزمنة، محذرًا من أن إيطاليا، التي تضم واحدة من أقدم السكان وأحد أدنى معدلات المواليد، معرضة لخطر الانهيار في مجال الصحة العامة ثم الاختفاء والانقراض.

إيطاليا على وشك الانقراض

ويبدو أن قطب التكنولوجيا يتفق مع ملاحظة "ستروببا" حول أن إيطاليا تواجه مشكلة الاختفاء والاندثار بسبب شيخوخة السكان وقلة معدل الخصوبة (متوسط عدد الأطفال الذين تنجبهم المرأة خلال حياتها)، حيث علق "ماسك" قائلاً: "إيطاليا والعديد من الدول الأخرى تحتضر".

والجدير بالإشارة، لم تكن هذه المرة الأولى التي يحذر فيها الملياردير حول زوال إيطاليا الوشيك، ففي شهر مايو الماضي، كان منزعجاً بالفعل من انخفاض عدد السكان الإيطاليين، حيث أوضح "ستروببا"، مع رسم بياني للاتجاه الديموغرافي انخفاض نسبة المواليد في إيطاليا من عام 1946 إلى عام 2019، قائلًا: "بالرغم من التمتع برعاية اجتماعية جيدة، إلا أن معدل المواليد يواصل التدهور".

وعلق الرئيس التنفيذي لشركات "تسلا"، قائلًا: "إيطاليا لن يكون لها شعب إذا استمرت هذه الاتجاهات".

معدلات هبوط غير مسبوقة

ووفقاً لوما ذكرته كالة الإحصاء الإيطالية Istat، فإن هبوط معدل المواليد في إيطاليا في عام 2020 غير مسبوق، حيث وصل إلى أدنى مستوى له منذ توحيد البلاد في عام 1861، كانت هذه هي السنة الثانية عشرة على التوالي من الانخفاض، حيث بلغ عدد المواليد نحو 404892، أي 15192 ولادة أقل من عام 2019، بينما وصل عدد الوفيات إلى 746146 في عام 2020، مما ترتب عليه انخفاض عدد السكان إلى 59.3 مليون نسمة.

وبحسب البيانات المتاحة من يناير إلى سبتمبر، تواصل الانخفاض في عام 2021، حيث هبط معدل المواليد بمقدار 12500 مولود في الفترة مقارنة بالأشهر التسعة الأولى من عام 2020، وفيما بلغ متوسط عدد الأطفال لكل امرأة مقيمة في إيطاليا نحو 1.24 في عام 2020، وهو يعد أدنى نسبة خصوبة في العالم.

ويجدر الإشارة إلى أن "ماسك" يحرص على تقديم الحلول بنفسه، لمواجهة الصمت وقلة رد الفعل، لكنها لا تلقى استحساناً في أغلب من الأوقات،  كما هو الحال مع خطته للسلام لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، والتي دامت إلى ما يقرب من عام الآن.

خطة السلام لـ "ماسك" ونتائج عكسية

وجاء مشروع السلام الخاص بـ "ماسك"، مخيبًا لأمله، حيث حصل على نتائج عكسية وانفجر في وجهه، بعد أن اقترح خطة سلام مثيرة للجدل في أكتوبر الماضي لإنهاء هذه الحرب، وبحسب الخطة، كان على الأوكرانيين التنازل عن شبه جزيرة القرم لروسيا، والتي ضمتها الأخيرة في عام 2014.

كما كان على أوكرانيا أيضاً أن تتخلى عن عضويتها في الناتو والاتحاد الأوروبي، وهما منظمتان يعتبرهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهديداً لسيادة بلاده. هو ما اعتبره الأوكرانيون بمثابة اقتراح للاستسلام.

والجدير بالذكر، أن الملياردير أكد إن خطته كانت واقعية، بعد موجة كبيرة من ردود الفعل القوية  عليها، وعلق "ماسك" إنه يخشى أن يصل الصراع إلى حرب شاملة مع امكانية حدوث هجوم نووي والعديد من العواقب المدمرة المحتملة لأوكرانيا والعالم.