بقلم:محمد جبر الريفي
جاء المنخفض الجوي البارد الذي انتظرنا طويلا .. جاء إلى بلادنا فلسطين من الغرب حاملا معه الخير والبركة والنماء والرخاء وحاملا معه أيضا للأسف المعاناة الشديدة. لقطاعات كبيرة من شعبنا دمرت مبانيها الحروب الصهيونية الأربعة الماضية على القطاع والتي ما زال بعضها ينتظر الأعمار والتخلص ايضا من صعوبة الحياة المعيشية ....جاء المنخفض مترافقا في اندفاعه القطبي يضرب شواطيء بلادنا من رأس الناقورة شمالا إلى رفح جنوبا ومتجها إلى جبال الجليل الأعلى وإلى جبال نابلس والقدس والخليل والنقب وبهذه المسيرة الثلجية والماطرة التي تدفعها الرياح من كل اتجاه ترتسم جغرافية فلسطين العربية الذي عرفها التاريخ ، فلسطين الواحدة التي لا مكان فيها لكيان غاصب أطلق عليه اسم إسرائيل في محاولة استعمارية صهيونية لتشويه الطبيعة والتاريخ والأرث الحضاري لشعبنا العربي الذي تواجد أجداده الكنعانيين على هذه الارض المباركة قبل أن يعبر سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء نهر الأردن ..كل التحية لذلك المنخفض البارد الذي يؤكد على هوية هذه الأرض العربية يرسم حدودها السياسية التي نسعى مهما طال الزمن لأن تكون وطنا ديموقراطيا متسامحا لكل الفلسطينيين بدون تمييز واضطهاد ديني يحتضنهم بعد شتات قاس وغربة قسرية سببتها وحشية ودموية اليهود الصهاينة العنصريين الغزاة القادمين حاملين خرافاتهم التلمودية والتوراتية من وراء البحر ...