وجهت منظمة الصحة العالمية، أمس الاثنين، تحذير شديد من أن الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب شرقي تركيا وسوريا المجاورة يمكن أن ينتج عنه سقوط ثمانية أضعاف عدد الضحايا الذين تم الإعلان عنهم في الحصيلة الأولية.
احصائيات غير نهائية لضحايا الزلزال المدمر
يستمر عمال الإنقاذ في تركيا وسوريا، اليوم الثلاثاء، في تنفيذ عمليات البحث عن الاشخاص الناجين بين أنقاض آلاف المباني التي انهارت بعد حدوث سلسلة من الهزات الأرضية العنيفة التي ضربت البلدين.
وتخطت الحصيلة الإجمالية المعلنة لعدد ضحايا الزلزال في البلدين أكثر من 4,300 جراء زلزال مدمر وقع بالقرب من الحدود التركية السورية، والذي بلغ قوته 7.8 درجات، بحسب ما ذكرته وكالة "فرانس برس".
ومن جهتهم، نوه علماء الزلازل، إلى أن زلزال يوم الإثنين قد يكون أحد أكثر الزلازل شدة والذي راح ضحيته الكثير من الضحايا في السنوات العشر الماضية، حيث نتج عنه في صدع يتجاوز طوله ما يزيد عن 100 كيلومتر بين الصفيحة الأناضولية والصفيحة العربية.
زيادة أعداد الضحايا 8 مرات
وبحسب ما ذكرته وكالة "فرانس برس"، أشارت مديرة الحالات الطارئة في المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية كاثرين سمولوود، إلى أن هناك احتمال لاستمرار الانهيارات الإضافية، قائلة:"غالباً ما نرى أرقاماً أعلى بثماني مرات من الأرقام الأولية".
وتابعت "سمولوود": "عادةً ما نرى نفس النمط مع الزلازل ويا للأسف.. وهذا يعني أن الأرقام المعلن عنها بخصوص عدد القتلى أو الجرحى سترتفع بشكل كبير في الأسبوع الذي يلي الزلزال".
ويجدر الإشارة إلى أنه منذ بداية الهزة الأرضية الأولى التي ضربت تركيا في الساعة 4:17 بالتوقيت المحلي وتحديداً في منطقة بازارجيك على بعد حوالي 60 كلم من الحدود السورية، وتواصل أعداد الضحايا في الارتفاع لأن عدداً كبيراً من الأشخاص لم يتم التوصل اليهم بعد لانهم لا يزالون تحت أنقاض آلاف المباني المدمرة.
الأمطار ستزيد صعوبة الأوضاع
وبسبب سقوط الأمطار والثلوج في عدد من الأماكن بشكل كثيف، علاوة على انه من المتوقع ان تنخفض درجات الحرارة سينتج زيادة في صعوبة أوضاع الأشخاص الذين باتوا بلا مأوى، فضلاً عن عمليات فرق الإغاثة كما قد تشكل عملية إدارة رعاية الناجين تحدياً أيضاً.
ونوهت مديرة الحالات الطارئة في المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، إلى أن "الأشخاص الذين لن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم سيجتمعون ويتجمعون في أماكن عامة وهذا سيطرح أيضاً مخاطر، ولا سيما إذا لم يتم استقبالهم بشكل جيد في حال لم تتوافر وسائل تدفئة وأيضاً بسبب الاكتظاظ"، متخوفةً من انتشار فيروسات الجهاز التنفسي.
وتعتبر تركيا واحدة من أكثر الدول التي تشهد نشاطاً زلزالياً في العالم، وبحسب ما ذكره المعهد الجيولوجي الدنماركي، وصل ارتدادات الزلزال الى أماكن بعيدة، حيث شعر به سكان مناطق غرينلاند.
عشرات الهزات الارتدادية
ويجدر الإشارة إلى أن الهزة الارضية الأولى وقعت فجر الاثنين، عند الساعة 4.17 (01.17 بتوقيت غرينتش)، والتي بلغ عمقها نحو 17.9 كيلومتراً بحسب ما ذكره المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي، والتي ضربت منطقة بازارجيك في محافظة كهرمان مرعش التركية (جنوب شرق) على مسافة 60 كيلومتراً من الحدود السورية.
والجدير بالذكر ان هذا الزلزال جاء بعده عشرات الهزات الارتدادية، قبل أن تحدث هزة أرضية جديدة تبلغ قوتها 7.5 درجات خلال الساعة 10.24 بتوقيت غرينتش جنوب شرقي تركيا على مسافة 4 كيلومترات من مدينة إكينوزو.
