زعم رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الحيوانات تتصرف بشكل غير طبيعي قبل حدوث الزلزال، ويتوقع العلماء أنه من الممكن رصد الزلازل من خلال سلوك الحيوانات الغريب قبل وصول الموجات الزلزالية، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست".
وقال العلماء، إن الحيوانات تستشعر الصدمات الصغيرة التي تنتقل عبر الأرض بشكل أفضل، وذلك قبل ثوان من وقوع موجات زلزالية أقوى، بالطريقة ذاتها التي تلتقط بها آلات رصد الزلازل الهزات التي يتعذر على جسم الإنسان الشعور بها.
زلزال تركيا
وخلال الزلزال الذي ضرب مناطق من جنوب تركيا وشمال سوريا، زعم رواد مواقع التواصل الحيوانات كانت تتصرف بغرابة قبل حدوث الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر.
وبالرغم من عدم القدرة على التحقق من اللقطات، إلا أن فكرة قدرة الحيوانات على اكتشاف الزلازل القوية قبل البشر كانت نظرية موجودة منذ العصور القديمة على الأقل.
رواية قديمة
وأوضحت إحدى أقدم الروايات القصصية التي نسبت إلى الكاتب الروماني إيليان، طريقة هروب الفئران والثعابين والحشرات والخنافس من مدينة هيليك قبل أن يقوم زلزال وتسونامي بتدميرها عام 373 قبل الميلاد.
ووفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميركي، فقد فسر السلوك الغير طبيعي للحيوانات في الثواني التي سبقت الزلزال الفرق بين نوعين من الموجات الزلزالية.
وهناك نوعان للموجات الزلزالية، وهي: الموجات الأولية (P) والموجات الثانوية (S).
والموجات الأولية (P) هي أول موجات تنبعث من مركز الزلزال الأساسي وتنتقل عدة أميال بسرعة في الثانية الواحدة.
وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، إن الحيوانات تلاحظ هذه الموجات بشكل أفضل.
وتأتي الموجات الثانوية (S) بعد الموجات الأولية، وهي التي تهز الأرض بحركة متدحرجة.
وأوضحت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، أن هناك "قلة قليلة من البشر يمكنهم ملاحظة الموجة الأولية (P) الأصغر التي تنتقل بسرعة من مصدر الزلزال وتصل قبل الموجة الثانوية (S) الأكبر".
وتابعت: "لكن الكثير من الحيوانات التي تمتلك حواس أكثر حدة تستطيع الشعور بالموجة (P) قبل ثوان من وصول الموجة (S)".
ويرى أحد الباحثين أن الحيوانات ربما تكون قادرة على استشعار الزلازل حتى قبل وقوع الهزة.
دراسة حديثة
وفي دراسة نشرت خلال عام 2020، وضع الباحثون أجهزة إلكترونية على أبقار وكلاب وأغنام في مزرعة إيطالية للوقوف على حركاتها على مدار عدة أشهر عندما تم اكتشاف الزلازل في مكان قريب.
وتوصلوا إلى أن الحيوانات كانت "فائقة النشاط" بشكل غير عادي بعد أن كانت تتحرك بشكل مستمر لأكثر من 45 دقيقة قبل وقوع سبعة من الزلازل الثمانية الكبرى في مكان قريب.
وتقترح الدراسة التي تم إجراؤها باستخدام الأجهزة التي وصفها ويكيلسكي بأنها "هواتف خلوية صغيرة للحيوانات"، أن تكون الحيوانات قادرة على اكتشاف الزلازل المحتملة قبل أكثر من 12 ساعة قبل البشر وهو وقت طويل قبل حدوث أي هزات.
