كرامة المجتمع من كرامة نسائه

بقلم:- منى الفارس

لم تعد الورود تفرحنا اصبحنا نصبوا للكثير من السمو فنحن لم نعد النساء المدللات اللواتي يعشن في الحرملك تنتظر بفارس الاحلام ان يعود اليها محملا بكل ما لذ وطاب لم نعد نرتعب بزوال طلاء اظافرنا وتجديد مواد التجميل على بشرتنا كل هذا ليس باردتنا بل هو انعكاسا لمسؤوليتنا التي القيت على عاتقنا .فالحياة ارهقتنا باعبائها فاصبحنا نساءا بشكلنا الايدلوجي فقط .

اما من داخلنا فعقولنا انشغلت بالتفكير بمتطلبات الحياة المادية ووقوفنا جنبا الى جنب الرجل سواء كان الاب او الاخ او الزوج او الاولاد فالمراة في بلادي تقضي معظم وقتها في تلبية متطلبات الوظيفة والتي تمكث فيها من سبع ساعات الى ثماني ساعات وما ينعكس من ضغط نفسي عليها و ارهاق فكري وجسدي بعدها تذهب الى بيتها داخلة مباشرة الى المطبخ لتحضير وجبة الغداء لافراد اسرتها يعقبه عملية تنظيف وترتيب المنزل ومن ثم تقوم بدور المدرسة فهي التي تعمل على تدريس ابنائها ومساعدتهم في قيامهم باتمام واجباتهم المدرسية وبعدها تقوم بدور الزوجة الرومانسية لزوجها لان التقصير بهذا الواجب يهدد حياتها الزوجية فيطير طيرها لغيرها، لتنام بعدها كالقتيلة من الارهاق والتعب لتستيقظ في اليوم الذي يليه باكرا لتجهيز ابنائها للذهاب للمدرسة هذا هو الروتين اليومي للمراة والام الفلسطينة خاصة والعربية بشكل عام الى ان يأتي آخر الشهر وهو موعد الراتب الشهري للوظيفة وهو الموعد الذي ينتظره الشخص بالفرحة العارمة ولكنها تاخذ القلم وتبدا بتسجيل واحتساب ما تريد تلبيته من هذا الراتب خلال الشهر ويتفرع الى اقساط مدارس حاجيات مدرسية اجرة المنزل اذا كان مستاجر او قسطه اذا كان تمليك عن طريق الاقساط وتسجل ما يحتاجه المنزل من حاجيات خاصة بالطعام وتسجيل فواتير الكهرباء والماء ومواصلات الشهر لتجد نفسها حسبت لكل شيء حسابه إلا نفسها فتجدها تضحي بحاجياتها و تؤمل نفسها للراتب القادم ساشتريها والشهر الذي ياتي سيكون مثل الذي قبله ان لم يكن اسواء.

البعض يقول لي وزوجها اين هو من هذا التعب وتحمل المسؤولية اقول لهم اذا كان الزوج موجود ويعمل فان دخله أيضا يكون الى جانب راتب زوجته لتلبية مطلبات البيت والبعض يكون اوفر حظا ويزيد عن حاجيات المنزل مبلغا بسيطا يحظون من خلاله بوجبة غداء في مطعم او يتمتعون بشراء ملابس مرة بالشهر او رحلة لمكان جميل داخل الوطن.

كل هذا التعب ويقول بعض الرجال ماذا تفعلن انتن لما تذهب المراة لسوق العمل وتاخذ فرصة من المفروض ان تكون من نصيب شاب يحتاج لهذه الفرصة ويكون بامس الحاجة لها ليبداء من خلالها بناء مستقبله.

أرد عليهم ان الفتاة التي تجتاز سنوات الدراسة المدرسية ومن ثم الجامعية وتتفوق بدراستها وتحصل على مستوى تعليمي يوازي المستوى التعليمي للشاب واحيانا تتفوق عليه وهي ذاتها التي تقوم بواجباتها الوظيفة بتفوق هي من يحق لها ان تحظى بالفرصة الوظيفية فالمراة هي الغطاء الحاني على أسرتها .

فالمراة احيانا تفرض عليها الحياة ان تكون لوحدها بفراقها عن الزوج تتحمل مسؤولية تربية اولادها وتعليمهم والقيام بواجباتهم بتفوق هنا تكون هي الاحوج للوظيفة التي تحفظ كرامتها وكرامة ابنائها اذا توفر لها فرصة عمل تناسب مؤهلاتها العلمية والعملية وأجواء عمل تحفظ كرامتها وسمعتها . فكثير ا ما عرفنا نساء ترفع لهم القبعات احتراما للدورهن المميز في انجاب وتربية ابناءا متميزين في المجتمع، دخلن التحدي وتفوقن واثبتن لمجتمعهن ان المرأة تتفوق وتنتصر على كل الظروف والتحديات وأبلغن رسالتهن التي فحواها ان المرأة لا تكسر ولا تعصر اذا تسلحت بالعلم والارادة.

البوابة 24