مع اقتراب موعد شهر رمضان المبارك، يرغب العديد من الأطفال في صيام الشهر الفضيل مثل الكبار، لكن قرار السماح للأطفال بالصيام يعتمد بشكل أساسي على العديد من العوامل، أبرزها سن الطفل، حالته الصحية والنفسية، علاوة على استشارة طبيب الأطفال الذي باستطاعته تحديد إمكان صيام الأطفال أم لا، ولكن يبقى التساؤل الأهم وهو، كيف تحافظين على تركيز طفلك في نهار رمضان؟

وفي هذا الإطار، يوصي الأطباء أنه في حالة صيام الأطفال فمن الضروري أن يبدأ الصيام بشكل تدريجي، مع وضع نظام غذائي للطفل لكي يتمكن من التركيز والمقاومة طول ساعات الصيام.

يتزامن شهر رمضان الكريم مع أيام الدراسة، مما يجعل من الصعب على الأطفال الصيام بسبب الجهد الذهني والبدني الذي يبذله الطفل أثناء اليوم الدراسي مع طول ساعات الصيام، مما يجعل الأطفال بحاجة إلى المزيد الطاقة لمواصلة الدراسة والتركيز.

صيام الأطفال بشكل تدريجي

ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد الحسيني، أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة، إن صيام الأطفال يجب أن يبدأ بتدريج ساعات الصيام ؛ حيث إن صيام يومًا كاملا في ظل طول عدد ساعات الصيام من الأمور المرهقة التي يمكن أن ينتج عنها العديد من المضاعفات فيمكن أن يدخل الطفل في حالة جفاف وهذا الأمر يمثل خطورة، لذلك لابد من تدريج ساعات الصيام يوما حتى ينتهي الأمر بصيام اليوم كاملا، بمعني يبدأ الطفل الصيام منذ آذان الفجر ثم على آذان الظهر يفطر أشياء بسيطة هذا في اليوم الأول، ونأتي في اليوم التالي ونزيد من الفترة وهكذا، إلى أن يصبح قادر على صيام اليوم كاملا هذا بالنسبة للأطفال أقل من ثماني سنوات.

تنظيم وقت النوم والاهتمام بالوجبات الصحية

أما بالنسبة للأطفال من سن تسع سنوات فيما فوق، أشار "الحسيني"، إلى أنه من الضروري أن تحتوي وجبة الإفطار على "التمر"، لأن التمر يحتوي على سكريات بطيئة الحرق، بالإضافة إلى تنظيم وقت النوم في الميعاد المحدد لهم ويتم تجهيز وجبة السحور الخاصة بهم في منتصف الليل وتحتوي هذه الوجبة على الكربوهيدرات المعقدة مثل البطاطس مهروسة، أو البطاطا أو الأرز، فمثل هذه الوجبات بطيئة الحرق وفي نفس الوقت تمنح طاقة.

كما يوصي خبير طب الأطفال وحديثي الولادة، بضرورة أن تتضمن وجبة السحور على طبق من الفول، والبليلة، ولا ينصح بتناول الزبادي.

وعن وجبة الإفطار، قال "الحسيني": لابد أن تتضمن الخضراوات، وطبق سلطة لاحتوائها على مجموعة من الفيتامينات والأملاح المعدنية، وتمنع من حدوث الإمساك.

كما حذر "الحسيني"، من عدم الإكثار في شرب الأطفال للمياه خشية من العطش لأنه يمكن أن يتسبب هذا الأمر في حدوث تبول لا إرادي ليلي، منوهة على ضرورة إبلاغ المدرسة عند حدوث دوار للطفل عليهم إفطاره وإبلاغ الأبوين بذلك، ثم إجراء بعض التحاليل للاطمئنان.

عناصر غذائية تقوي ذاكرة الطفل في رمضان

وفي السياق ذاته،  أكد استشاري التغذية العلاجية، الدكتور أحمد دياب، لكي يتمتع الطفل بذاكرة قوية وزيادة في التركيز في نهار رمضان لابد من حصول الطفل على مجموعة من العناصر منها:

• تناول القمح الكامل من الخبز الأسمر أو طبق بليلة مع وجبة السحور، حيث يساعد على التغذية الجيدة للمخ، وهو عنصر مهم ويتجنب الطفل من خلاله حدوث أنيميا وذلك لأن الأنيميا تؤدي إلى ضعف شديد في التركيز لاسترجاع المعلومات.
• تناول الخضراوات الورقية مثل السبانخ، والخس والكبوتشا وغيرها من الخضراوات الورقية، فهي من أهم العناصر الغذائية لنمو المخ.
• من تناول ملعقة من المكسرات يوميا، فهي من العناصر المهمة جدا لنمو خلايا الذاكرة.

ممارسة الأطفال للرياضة يزيد من التركيز

وأشار خبير التغذية العلاجية، إلى ضرورة الحرص على تناول ويحصل الطفل على ملعقة من الزبيب يوميا، لأن الزبيب أحد العناصر الهامة لتوليد الطاقة بصفة عامة والطاقة الذهنية بصفة خاصة، كذلك تناول ملعقة من جنين القمح، ملعقة من الكركم ويمكن أن يضاف إلى طبق الفول، ملعقة زيت زيتون، علاوة على ضرورة تشجيع الطفل على ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة بين وجبة الإفطار والسحور، وكذلك تناول لتر من المياه بين الوجبتين" الإفطار والسحور".