هل يجوز قضاء ما فات من صوم رمضان في شعبان؟.. "الإفتاء" تجيب

حكم قضاء ما فات من صوم رمضان في شعبان
حكم قضاء ما فات من صوم رمضان في شعبان

منذ بداية أول شهر شعبان، يسعى الكثيرون في اغتنام الفترة المتبقية على شهر رمضان المبارك لقضاء أيام الصيام التي سبق وتم إفطارها في رمضان السابق، لا سيما السيدات، والمرضى وأصحاب العذر الشرعي، أو من عليه كفارة أو نذر، أو غيره، أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال الكثير من الأشخاص عن جواز الجمع بين صيام مات فات من شهر رمضان مع صيام شهر شعبان.

وفي هذا الإطار، أشارت "الإفتاء" إلى أنه يجوز شرعًا الجمع بين نيتين صيام ما فات من رمضان وصيام شهر شعبان، ولكن بشرط أن تكون النية هي قضاء شهر رمضان الماضي، لأنها النية الأقوى، فعَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَقُولُ: «كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إِلا فِي شَعْبَانَ» رواه البخاري.

حكم صيام ما فات من رمضان في شعبان وإحياء ليلة النصف من شعبان

3.jpg
 

أما عن حكم صيام النصف من شهر شعبان، أكدت "الإفتاء" أنه ليس بدعة كما يزعم البعض، ولكنه من المستحبات، و في ليلة النصف من شعبان نفحات، حيث ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا.

ولفتت "الإفتاء"، إلى فضل ليلة النصف من شعبان لها، لما ورد عَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: «فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْلَةً فَخَرَجْتُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ، فَقَالَ أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ فَقَالَ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ».

فضل صيام النصف من شعبان

2.PNG
 

فضل ليلة النصف من شعبان كبير في الإسلام، فقد ذكر فضلها في الكثير من الأحاديث الشريفة عن النبي صلي الله عليه وسلم، تظهر أهمية وفضل هذه الليلة، ومن فضل صيام ليلة النصف من شعبان:

أوصي رسول الله بصيام ليلة النصف من شعبان، وذلك في الحديث الذي جاء عن على بن أبي طالب رضي الله عنه أنَّ رسول صلي الله عليه وسلم، قال: «إذا كانت ليلة النصف من شعبان، فقوموا ليلها، وصوموا يومها، فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا، فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له.. ألا مسترزق فأرزقه.. ألا مبتلى فأعافيه.. ألا كذا ألا كذا.. حتى يطلع الفجر».

وإذا صام المسلم ليلة النصف من شعبان مع يومي 13 و14 من شعبان، فيعتبر أنه صام الأيام البيض التي حث الرسول صلي الله عليه وسلم على صيامها شهر شعبان وأي شهر هجري أخر، وذلك كما جاء في الحديث الصحيح عن الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: «أمرنا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أن نصومَ منَ الشَّهرِ ثلاثةَ أيَّامِ البيضِ ثلاثَ عشرةَ وأربعَ عشرةَ وخمسَ عشرة».

 والجدير بالإشارة أن أجر صيام ليلة النصف من شعبان والأيام البيض كبير للغاية، حيث أن صيام يوم واحد يبعد به الله تعالى المسلم عن النار سبعين خريفًا، وذلك ما أشارت له الأحاديث الشريفة، ففي الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَن صامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا».

ويعد فضل كثرة الصيام كبير، حيث يدخل المسلم الجنة من باب الريان، كما ورد في الحديث الصحيح عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أحَدٌ».

الدعاء في النصف من شعبان

والجدير بالذكر، يستحب الدعاء في ليلة النصف من شعبان والأيام البيض، ويكون الدعاء عند الإفطار، ولصائم ليلة النصف من شعبان والأيام البيض عند الإفطار دعوة لا ترد، فعن ابن عباس عن النبي ﷺ: «كان لا يدع صوم أيام البيض، في سفر ولا حضر» روي عن النبي محمد: «إن كنتَ صائمًا فعَليك بالغُرِّ البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرةَ، وخمس عشرةَ». أوصى النبي الصحابة بصيام الأيام البيض، فقال واصفًا صيامها: «هي صيام الدهر».

وكالات