في واقعة مثيرة للجدل، أثار "مطعم مصري" شهير حالة كبيرة من الغضب بعد طرد مجموعة من الفتيات المحجبات وعدم السماح لهن بالدخول، للاحتفال بعيد ميلاد صديقتهن داخل المطعم، بسبب وجود صديقة محجبة بينهن، وسط دعوات لإجراء تحقيق عاجل في الواقعة.
طرد محجبات من مطعم في القاهرة
وأكدت إحدى الفتيات، في مقطع فيديو تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، إنها حجزت طاولة لـ 15 شخصًا في المطعم، لكن عند وصولها رفض المطعم دخولها هي وصديقاتها لأنهن كن يرتدين الحجاب.
وأضافت "الفتاة"، أنها حاولت التفاوض مع المسؤولين، لكنهم تمادوا وهددوها بالاتصال بالأمن إذا لم تغادر المكان.
وأثارت هذه الواقعة ضجة وغضب واسع في مصر، حيث انتقد الكثيرون سلوك المطعم ووصفه بالتمييز والإساءة إلى الفتيات المحجبات، ومخالفته لقوانين وأنظمة السياحة، التي تحظر أي تمييز أو مضايقة للزبائن.
وطالب بعضهم بإغلاق المطعم أو سحب رخصته، وتوجيه المسئولين للتحقيق.
وفي هذا الإطار، قال مصدر بغرفة المنشآت السياحية والفندقية، لوسائل إعلام مصرية، إن المطعم سيواجه عقوبات قانونية شديدة إذا تم التأكد من مزاعم الفتيات، وأن مثل هذا السلوك غير مقبول في قطاع السياحة.
والجدير بالإشارة أن هذه ليست المرة الأولى لهذا النوع من الحوادث في مصر، التي يشهد فيها مطعم سياحي، ففي عام 2019، اشتكى عدد من العملاء من منعهم من دخول مطعم آخر في القاهرة بسبب ارتدائهم ملابس تقليدية أو حجابًا.
وأثار الحادث انتقادات حادة من نشطاء حقوق الإنسان والمجتمع المدني، الذين طالبوا باحترام التنوع والحرية الفردية.
هل الحجاب ممنوع في الأماكن العامة في مصر؟
يعتبر هذا السؤال من الأسئلة التي أثارت حالة كبيرة من الجدل بين المصريين والمراقبين الأجانب؛ فالحجاب هو رمز دينيّ وثقافيّ يدل على هوية المرأة المسلمة وانتمائها إلى الدين الإسلامي، إلا أنه يواجه العديد من انتقادات من قبل بعض الجهات التي ترى فيه تمييزاً ضد المرأة أو تهديداً للعلمانية والحداثة.
لا يوجد في مصر قانون رسمي يحظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، لكن هناك حالات متفرقة من التمييز والتضييق ضد النساء المحجبات في عدد من المؤسسات والقطاعات.
هناك عدد من "المطاعم والفنادق" المعروفة حظر دخول النساء المحجبات، ولاسيما خلال الموسم السياحي، بحجة أن الحجاب مخالف لزي الموظفات أو يمس بجودة الخدمة، علاوة على تعرض بعض النساء اللواتي يرتدين الحجاب لسوء المعاملة والمضايقة من قبل بعض المواطنين أو مسؤولي الأمن بحجة أن الحجاب استفزاز أو تهديد للأمن القومي.
إلا أن هذه الحالات لا تعكس الوضع العام للمحجبات في مصر، حيث أن الغالبية العظمى من المصريات يرتدين الحجاب بمحض إرادتهن ولا يواجهن مشاكل كبيرة في الحياة اليومية.
كما تبذل جمعيات المجتمع المدني والحقوقية للدفاع جهودًا مستمرة لحماية حق المرأة في اختيار ملابسها، ولمكافحة أي اعتداء أو انتهاك يمس حرية التعبير والدين.
بعد كل شيء، فإن موضوع الحجاب هو شأن شخصي يخص كل امرأة، ولا يحق لأحد التدخل فيه أو فرض رأيه، لاسيما وأن المادة (64) من الدستور المصري تنص على أن "حرية الاعتقاد مطلقة وحرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأصحاب الأديان السماوية، حق ينظمه القانون".