البوابة 24

البوابة 24

انتبه.. أضرار خطيرة لاستخدام منصة "يوتيوب" بكثرة

يوتيوب
يوتيوب

تعتبر منصة "يوتيوب" من أكثر المنصات استخدامًا حول العالم، حيث يحرص الكثير من الأشخاص على استخدامها بشكل يومي، ولكن وجد الباحثون رابطًا بين الاستخدام المتكرر لها وزيادة مستويات الشعور بالوحدة والقلق والاكتئاب، لاسيما بين المشاهدين الذين تقل أعمارهم عن 29 عامًا.

صناع المحتوى

11.jpeg
 

وفقًا لما جاء في تقارير Neuroscience News، كشفت دراسة حديثة، التي أجراها باحثون من المعهد الأسترالي لأبحاث الانتحار والوقاية منه، العديد من المخاوف حول "العلاقات الاجتماعية" بين صناع المحتوى والمبدعين وبين المشاهدين، علاوة على الترشيحات والتوصيات الرقمية لمشاهدة محتوى مرتبط بالانتحار.

ويسلط الباحثون الضوء على أهمية إيجاد حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي لتوجيه المستخدمين إلى محتوى إيجابي للصحة العقلية.

وفي هذا الإطار، سعى دييغو دي ليو، دكتور لوك بالكومب والأستاذ الفخري، من كلية علم النفس التطبيقي بجامعة غريفيث والمعهد الأسترالي لأبحاث الانتحار والوقاية منه AISRAP، إلى معرفة مدى الآثار الإيجابية والسلبية لمنصة "يوتيوب"، باعتبارها من المنصات الأكثر استخدامًا حول العالم، على الصحة العقلية.

وجد "الباحثين"، أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 29 عامًا، أو أولئك الذين يشاهدون بانتظام محتوى عن حياة الآخرين، هم الأكثر تضررًا.

التفاعل الاجتماعي وجها لوجه

ومن جهته، أوضح الدكتور "بالكومب"، الباحث الرئيسي في الدراسة، إن هناك تغييرات كبيرة تحدث  بين المبدعين أو منشئي المحتوى والمتابعين يمكن أن يكون يثير القلق، ولكن حدثت أيضًا عدد الحالات المحايدة أو الإيجابية لصناع محتوى يطورون علاقات أوثق مع متابعيهم.

وأضاف أن هذه "العلاقات" عبر الإنترنت يمكن أن تملأ فجوة للأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي، على سبيل المثال، ولكن يمكن أن تفاقم مشاكلهم عندما لا ينخرطون في التفاعل وجهاً لوجه، وهو أمر مهم بشكل خاص خلال سنوات النمو".

مدة الاستخدام المناسبة

3.jpg
 

كما أوصى "بالكومب" بأن يقوم مستخدمو منصة يوتيوب والخدمات المشابهة "بتحديد أوقات المشاهدة والبحث عن أشكال أخرى من التفاعل الاجتماعي لمكافحة الشعور بالوحدة وتعزيز الصحة العقلية الإيجابية."

أوضح "بالكومب" أن مقدار الوقت الذي يقضيه الابناء في مشاهدة منصة "يوتيوب"، غالبًا ما يكون مصدر قلق للآباء الذين يكافحون لمراقبة استخدام أطفالهم للمنصة لأغراض تعليمية أو لأغراض أخرى.

واستطرد "بالكومب"، أن في حال استخدام المنصة لغرض الدراسة، تم تصنيف أكثر من ساعتين كل يوم على أنه استخدام عالي التردد، وأكثر من خمس ساعات كل يوم على أنه استخدام مشبع.

ترشيحات بناء على محرك البحث

والجدير بالإشارة أن "الدراسة" أيضًا وجدت أنه يجب القيام بالمزيد لمنع التوصية والاقتراح بالمحتوى المرتبط بالانتحار للمستخدمين استنادًا إلى خوارزميات الذكاء الاصطناعي.

في حين أنه من الناحية المثالية، لا ينبغي أن يكون الأشخاص قادرين على البحث عن هذه الموضوعات والارتباك، تقدم خوارزمية "YouTube" توصيات أو اقتراحات لعرض الخصائص بناءً على عمليات البحث السابقة، والتي يمكن أن تسبب ضررًا جسيمًا للمستخدم.

إيذاء النفس

بالطبع، يمكن للمستخدمين الإبلاغ عن هذا النوع من المحتوى، ولكن في كثير من الأحيان لا يتم الإبلاغ عنه، أو يظل متاحًا لأيام أو أسابيع، ومع مرور الحجم الضخم من المحتوى، يمكن أن يكون من المستحيل على خوارزميات "YouTube" التصدي لها وحظرها في الوقت المناسب.

أيضًا، إذا تم الإبلاغ عن جزء من المحتوى على أنه ربما يحتوي على مواضيع مؤذية للنفس، فسيصدر "يوتيوب" تحذيرًا ويسأل المستخدم عما إذا كان يريد تشغيل الفيديو.

وفي سياق متصل،  أشار "بالكومب"، إلى إنه "يمكن أن تكون هناك قيمة في المراقبة والتدخل من خلال الذكاء الاصطناعي" فيما يتعلق بالأطفال والمراهقين "المعرضين للخطر، والذين ينخرطون في استخدام عالي التردد".

تفاعلات الإنسان والكمبيوتر

وتابع موضحًا أن الشركة كانت تحقق في "مشكلات التفاعل بين الإنسان والحاسوب" وتوصلت إلى مفهوم نظام توصية خوارزمي مستقل عن "YouTube" من شأنه أن يوجه المستخدمين إلى محتوى أو عروض ترويجية تم التحقق منها تتعلق بالصحة العقلية.

 ولفت "بالكومب"، إلى أنه يتم استخدام يوتيوب بشكل متزايد لأغراض الصحة العقلية، وبشكل أساسي للبحث عن المعلومات أو مشاركتها، ويتم تجربة العديد من مناهج الصحة العقلية الرقمية بمستويات متفاوتة من الجدارة، ولكن مع توفر أكثر من 10000 تطبيق للصحة العقلية حاليًا، يمكن أن يكون من الصعب حقًا معرفة أي منها يجب استخدامه، أو حتى مدى إيجابية وصحة التوصيات من وجهة نظر الممارس".

الخبراء والذكاء الاصطناعي

واختتم "بالكومب"، قائلًا إن "هناك فجوة في أدوات الصحة العقلية أو الانتحار، ولم يتم التحقق من صحتها من خلال الجمع بين التعلم الآلي القائم على الذكاء الاصطناعي ونمذجة المخاطر والقرارات البشرية ذات الصلة، ولكن عن طريق جمع خبراء الصحة العقلية والانتحار معًا للتحقق من المعلومات من الذكاء الاصطناعي والتدخلات الرقمية للصحة العقلية يمكن أن يكون هناك حلاً واعدًا للغاية لدعم احتياجات الصحة العقلية المتزايدة غير الملباة".

العربية