البوابة 24

البوابة 24

تفاصيل هجوم "سوزان" العراقية على الفرقاطة الأمريكية.. ورفض السعودية طلب أمريكا

تفاصيل هجوم "سوزان" العراقية على الفرقاطة الأمريكية
تفاصيل هجوم "سوزان" العراقية على الفرقاطة الأمريكية

في 17 مايو 1987، أسقطت مقاتلة عراقية من طراز ميراج "F-1" فرقاطة ستارك الأمريكية بصاروخين في الحرب العراقية الإيرانية، والتي كانت تعتبر في ذلك الوقت الأكثر دموية منذ حرب فيتنام.

أسفر الهجوم الجوي عن مقتل 37 بحارًا أمريكيًا وإصابة 21 آخرين، وهو الحادث الأول والوحيد الذي تم فيه استخدام هذا النوع من الصواريخ المضادة للسفن ضد سفينة تابعة للبحرية الأمريكية، وكان درسًا أظهر خطورة مثل هذا السلاح حتى أنه تغلب على أقوى قوات بحرية.

تفاصيل إصابة الصاروخين العراقيين للفرقاطة الأمريكية

1.jpg
 

في ذلك اليوم، كانت الفرقاطة الصاروخية الأمريكية "يو إس إس ستارك" تقوم بدوريات في منطقة في مياه الخليج العربي، على بعد ثلاثة أميال من الساحل الإيراني، والتي حددها العراق أنها منطقة حرب، بينما كانت "حرب ناقلات النفط" تدور حينها بين العراق وإيران.

ويشار إلى أن الأمريكيون رصدوا اقتراب مقاتلة من "السفينة الأمريكية"، وسجلت رادارات السفينة اقتراب طائرة مقاتلة، وأمر الكابتن "غلين برينديل"، قائد الفرقاطة الأمريكية، ببث تحذير عبر الراديو وطلب قائد الطائرة مجهولة تحديد هويته من أجل التعرف عليه.

لم يستجب قائد المقاتلة العراقية التابعة لـ "السرب 81" للنداء الأمريكي، وعندما اقترب من مسافة 35 كم أطلق صاروخين من طراز "Exocet" على التوالي وعاد إلى قاعدته الجوية، بينما أدرك طاقم السفينة الأمريكية أنهم تعرضوا لإطلاق النار ولكن بعد فوات الأوان.

اخترق "أول صاروخ" مضاد للسفن هيكل الفرقاطة الأمريكية بشكل مباشر تحت الجسر، لكنه لم ينفجر، لكنه أشعل الوقود المتبقي وتسبب في حريق هائل، ثم أصاب "الصاروخ الثاني" نفس المكان تقريبًا وانفجر هذه المرة، مخلفًا حفرة حجمها حوالي 5 أمتار في هيكل السفينة الأمريكية.

تسبب الصاروخان في إلحاق أضرار بالغة بالفرقاطة الأمريكية، حيث نشب حريق فيها استمر قرابة يوم واحد، ولمنع غرق السفينة أمر قبطانها بغمر الجانب الأيمن بالمياه والمحافظة على موقعه حيث توجد فجوة في اليسار، وتمكنت الفرقاطة "ستارك" بمرافقة المدمرتين "وادل" و "كونينغهام" بصعوبة، ووصلت في اليوم التالي إلى قاعدته في المنامة.

ويجدر الإشارة إلى أن الإصابة السفينة الأمريكية الحربية المزدوجة، أسفرت عن مقتل 29 من أفراد الطاقم ، وفقد اثنان، وتوفي 8 في المستشفى بعد تعرضهم لإصابات خطيرة.

2.jpg
 

ونتيجة للهجوم الجوي العراقي، قضي على مستقبل قائد الفرقاطة الأمريكية، الكابتن "غلين برينديل"، وتم فصله، على الرغم من أن لجنة التحقيق في الحادث طالبت بمحاكمته العسكرية.

ثم ذكرت بغداد في تفسيرها للحادث، أن فرقاطة أمريكية كانت في منطقة حرب معلنة سابقًا، وادعت الحكومة العراقية لاحقًا أن طيارًا عراقيًا أخطأ في "ستارك" وظن أنها سفينة إيرانية.

قبلت واشنطن اعتذار بغداد حينها وكان البلدان حليفين، وألقت باللوم على إيران فيما حدث، لكن محاولاتها الرسمية للقاء الطيار العراقي والتحدث معه باءت بالفشل.

قصة الطائرة العراقية "سوزان"

أما الطائرة المقاتلة التي نفذت الغارة عن بعد على السفينة الحربية الأمريكية، فهي فريدة من نوعها والوحيدة في سلاح الجو العراقي مزودة بصاروخين مضادين للسفن، وأطلق عليها اسم "سوزان".

وأكدت التقارير أن "الطيار العراقي" لم يكن يعلم أن الهدف الذي أصيب به الصاروخان كان سفينة حربية أمريكية، ولم يكن يعلم أن طائرة الإنذار المبكر الأمريكية من طراز " إي-3 إيه سينتري " كانت تلاحقه.

السعوديون رفضوا طلبا أمريكيا بضرب المقاتلة العراقية

والجدير بالإشارة أن طاقم طائرة أمريكية للإنذار المبكر، أدركوا أن "ستارك" تعرضت للهجوم والهزيمة، طلبوا من طائرتين سعوديتين من طراز F-15" إيجل" اعتراض الطائرة التي شنت الهجوم، لكن السعوديين رفضوا الانصياع إلى الطلب.

بينما تم إرسال الطائرة المقاتلة العراقية "سوزان" التي أسقطت الفرقاطة الأمريكية "ستارك" أثناء قتالها للولايات المتحدة في حرب الخليج الثانية، إلى إيران مع طائرات أخرى لإبعادها عن الخطر، وكانت تلك نهاية قصتها.

آلاف الدولارات وسيارة مرسيدس

ومن المفارقات أن الاستخبارات الأمريكية ذكرت، في وقت لاحق، أن الرئيس العراقي صدام حسين كافأ الطيار الذي أطلق النار على "ستارك" بـ 35 ألف دولار وسيارة من طراز "مرسيدس بنز"، على الرغم من الاعتذار الرسمي، والتعازي الذي أرسلها إلى واشنطن.

روسيا اليوم