اعلن براساد شيرفالكار، طبيب الأعصاب بجامعة كاليفورنيا، عن التوصل إلى طريقة جديدة يمكنها السيطرة على آلام الأمراض المزمنة وتخفيف حدتها.
وتم نشر نتائج البحث في مجلة "ناتشر" العلمي، وتمكن خلاله شيرفالكار، للمرة الأولى، من تسجيل ما يحدث في الدماغ بشكل مباشر عندما يعاني الشخص من ألم مزمن، وهو الألم الذي يستمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.
زرع أقطاب كهربائية
وقام الطبيب شيرفالكار بزرع أقطاب كهربائية جراحية في أدمغة أربعة مرضى يعانون من ألم مزمن، بسبب سكتة دماغية أو بتر أطراف.
اقرأ أيضاً:
سجلت الأجهزة النشاط الكهربائي لمنطقتين من الدماغ، تعرفان باسم القشرة الحزامية الأمامية والقشرة الأمامية المدارية، حيث يظهر النشاط الكهربي لدى الأجهزة كلما ضغط المريض على زر في جهاز تحكم عن بعد.
وخلال الأشهر الثلاثة إلى الستة التالية، طُلب من المتطوعين إكمال استبيان حول شدة الألم الذي شعروا به عدة مرات في اليوم، ثم الضغط على الزر للسماح للأقطاب الكهربائية بتسجيل النشاط الكهربائي في المنطقتين المذكورتين لمدة 30 ثانية.
وساعدت التجربة على متابعة المريض في كل الأنشطة اليومية، وتوقع العلماء أن منطقتي الدماغ اللتين تم وضع الأقطاب الكهربائية فيهما كانتا أكثر إدراكا للألم المزمن مقارنة بمناطق الدماغ الأخرى.
وفي الجزء الثاني من الدراسة، تم تحفيز الألم لدى المتطوعين لمدة لحظات باستخدام جسم ساخن ملامس للجلد، ولوحظ بعدها أن نشاط الدماغ المرتبط بهذا النوع من الألم "المؤقت" كان أكثر اعتماداً على القشرة الحزامية الأمامية.
نتائج الدراسة
واستنتج شيرفالكار من خلال تجاربه أن "الألم المزمن ليس مجرد ألم حاد مطول، إلا أنه شيء مختلف جوهريا في تعامل الدماغ معه، هذا من شأنه أن يفسر سبب عدم فعالية المسكنات الشائعة في مثل هذه الحالات".
اقرأ أيضاً:
ويساعد هذا الاكتشاف في دراسة علاجات دوائية أكثر فعالية لتنظيم الألم المزمن وليس مجرد مقاومته بالمسكنات التقليدية، ويستخدم هذا الإجراء الجراحي بزرع أقطاب كهربائية كعلاج أخير لإعطاء نبضات كهربائية للدماغ وتنظيم نشاطه غير الطبيعي عند الشعور بالألم ما يسهم في السيطرة عليه وتخفيف شعور المريض به، ويمكن استخدام هذه الطريقة بشكل أساسي في بعض حالات مرض باركنسون أو الاكتئاب الشديد.
يشار إلى أن أن الألم المزمن الذي يصيب نحو 30% من البشر، ما بين التهاب المفاصل إلى السرطان، ومن مرض السكري إلى بطانة الرحم ولا يتضمن الإحساس بالألم الجسدي فقط، بل يشمل أيضاً الألم العاطفي والصدمات النفسية، الذي يمكن أن تتعدد أسبابها.
