العلاقة بين الأرق وقلة النوم.. وإليك الأعراض والأسباب والعلاج

الأرق
الأرق

يعرف الأرق بكونه اضطراب نوم شائع مع عدم القدرة على النوم أو البقاء نائمًا أو كليهما بالرغم من وجود الفرصة والظروف الكافية للنوم، وقد يتسبب ذلك في التعب أثناء النهار، والعصبية، وصعوبة التركيز، من ضمن تأثيرات سلبية أخرى.

وليس هناك قواعد محددة عن مقدار النوم الذي يجب أن تحصل عليه كل ليلة، حيث أن الحاجة إلى النوم تختلف من شخص إلى آخر، لكن في المتوسط، تبلغ مدّة النوم "الطبيعية" للشخص البالغ حوالي سبع إلى تسع ساعات في الليلة، وقد ينام الأطفال والرضّع لفترة أطول من ذلك بكثير، في حين ينام كبار السن لفترات أقل.

اقرأ أيضاً:

أسباب الأرق

هناك الكثير من الأسباب المتوقعة للأرق، والتي من بينها العوامل الجسدية والنفسية، وتشمل بعض الأسباب الأكثر شيوعًا ما يلي:

  1. التوتر والقلق: قد تؤدي كثرة الأحداث المؤدية إلى الإجهاد أو القلق المستمر أو كثرة التفكير إلى صعوبة في الاسترخاء والخلود النوم.
  2. الحالات المرضية: تؤثّر أحاسيس الألم المزمن ومشاكل الجهاز التنفسي وأمراض القلب وداء الارتداد المعدي المريئي والحالات العصبية وغيرها من الحالات المرضيّة الأخرى على النوم، وقد يزيد الأرق من تفاقمها في المقابل، مما يشكل حلقة مفرغة من المعاناة للمصاب.
  3. الأدوية: مثل كالأمراض، قد تغيّر بعض الأدوية، مثل أدوية الربو والحساسية وارتفاع ضغط الدم، من نسق النوم للفرد.
  4. تناول المواد المنشطة: قد يؤخّر تناول المشروبات التي تحتوي على الكحول والكافيين وتعاطي النيكوتين من قدوم النوم أو يمنعه تماما.
  5. العوامل المحيطية: قد تنعكس الضوضاء وسطوع الضوء ودرجة الحرارة على مدى جودة النوم للفرد.
  6. إدمان الأفلام الإباحية: قد تؤدي مشاهدة المواد الإباحية، وخاصة في الليل، إل حالة أرق عابرة أو مزمنة، اعتمادًا على عدد الساعات التي يمضيها الفرد امام الشاشة.
  7. عادات النوم السيّئة: قد تساهم مواعيد النوم غير المنتظمة، وقضاء الكثير من الوقت في السرير أثناء اليقظة، والنوم خلال اليوم أو الاستيقاظ في وقت متأخر، وغيرها من عادات النوم السيئة الأخرى في نشوء الأرق.
  8. حالات الصحة النفسية: تؤثر أمراض الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب وغيره من اضطرابات الصحة النفسية الأخرى على نسق وجودة النوم.
  9. التغيّرات الهرمونية: قد تؤدي التغيرات الهرمونية، مثل تلك المرتبطة بانقطاع الطمث أو الارتفاع المفاجئ لدرجة حرارة الجسم لدى المرأة، إلى حدوث الأرق.
  10. العوامل الوراثية: قد يكون الأرق ناتجا أيضًا عن عنصر وراثي، مما يعني أنه قابل للوراثة ضمن أفراد نفس العائلة.

أعراض الأرق

تختلف أعراض الأرق بشكل كبير من شخص لآخر، إلا أنها تشمل بعض العلامات الشائعة مثل الاستيقاظ بشكل متكرّر أثناء الليل، أو الاستيقاظ اللاإرادي في وقت مبكّر جدًا في الصباح، والإحساس بالتعب أو قلة النشاط بعد النوم ليلًا، و/ أو بالإرهاق أثناء النهار، بالإضافة إلى إلى شعور عامّ بالعصبية وآلام الرأس المتكرّرة وصعوبة التركيز.

وتتضمن الأعراض الرئيسية للأرق صعوبة في النوم أو الاستمرار فيه أو كليهما معا، وقد تؤدي هذه الأعراض إلى تذبذب في نسق النوم وغياب للشعور بالراحة خلاله، مما ينتج عنه مجموعة من الأعراض الجسديّة والنفسيّة منها:

  • صعوبة في النوم: قد يصعّب الأرق عليك النوم، حتى وأنت في حال كنت تشعر بالتعب وتودّ النوم بكل جوارحك، قد تجد نفسك مستلقيًا لكن مستيقظًا في السرير لفترة طويلة قبل الانجراف في النوم.
  • الاستيقاظ المتواتر أثناء الليل: في الغالب ما يستيقظ الأشخاص المصابون بالأرق بشكل متكرّر أثناء الليل، لسبب جسديّ أو نفسي، أو حتى نتيجة أضغاث الأحلام أو الكوابيس، ويواجهون صعوبة في العودة إلى النوم بعدها.
  • الاستيقاظ في وقت مبكّر جدًا: قد يتسبب الأرق في استيقاظ المصاب به في وقت مبكر جدًا في الصباح، وذلك دون استعمال منبّه وبلا داع أو رغبة، قبل أن يحصل على قسط كافٍ من النوم.
  • الشعور بالتعب خلال النهار: قد يشعر المصاب بالأرق بالتعب أو الإرهاق أو الانفعال أثناء النهار، حتى ولو نام فعلا لعدّة ساعات، ويعود ذلك لانخفاض جودة نومه عموما.
  • صعوبة التركيز: يحوّل الأرق أموراً كالانتباه والتركيز خلال اليوم إلى مهمّة شاقة، مما قد ينعكس سلبا على العمل والدراسة والأنشطة اليومية الأخرى.
  • اضطرابات المزاج: قد يساهم الأرق في تدهور المزاج، مما يظهر في هيئة التهيّج والقلق والاكتئاب.
  • الأعراض الجسديّة: يمكن أن ينتج عن الأرق أعراض جسدية مزعجة مثل الصداع ومشاكل في الجهاز الهضمي وآلام في عضلات الجسم.

images (31).jpeg
 

الأرق وقلة النوم

هناك روابط وثيقة بين الأرق وقلّة النوم، وعلاقة سببية متبادلة، حيث أن الأرق هو اضطراب في النوم يتميّز بصعوبة في النوم أو البقاء نائماً أو كليهما، مما قد يتسبب في عدم القدرة على الحصول على مقدار كافٍ من النوم.

وعندما يعاني شخص ما من الأرق، قد يتعرض لصعوبة في النوم، أو يستيقظ كثيرًا أثناء الليل، أو ينهض مبكّرًا جدًا في الصباح، ويواجه صعوبة في العودة إلى النوم بعد الاستيقاظ، وقد يؤدّي ذلك إلى قلة النوم المريح مما قد ينتج عنه الشعور بالتعب أو الإرهاق أثناء النهار.

وقد تؤدّي قلة النوم تدريجيّا أو فجأة إلى الأرق، وقد ينتج عن ذلك آثار سلبية على الصحة الجسدية والنفسية، مثل زيادة احتمال الإصابة بالسمنة والسكري وأمراض القلب والاكتئاب والقلق. 

وباختصار، قد يكون الأرق عاملاً أساسياً في قلة النوم، لكن هناك عوامل أخرى مثل العمل أو المتطلّبات الاجتماعية، والمسؤوليات الأسرية، ونمط الحياة عامّة، التي قد تلعب دورًا أيضًا.

اقرأ أيضاً:

علاج الأرق 

بحسب نوع الحالة وشدّتها والأسباب الكامنة وراءها، قد تشمل العلاجات السلوكية مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أو ترسيخ الثقافة الصحّية للنوم أو الأدوية أو مزيج من الاثنين معًا، وفيما يلي بعض الاستراتيجيات التي قد تساعد في تخفيف الأرق:

  • سلامة النوم: قد يكون إنشاء عادات نوم جّيدة وسيلة فعّالة لتحسين نوعية النوم، ويتضمّن ذلك الذهاب إلى النوم والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم، وذلك بالاستعانة بمنبه أو بفرد من العائلة إن استلزم الأمر، وخلق عادات مريحة في الليل كشرب كوب من الحليب و/ أو أخذ دشّ ساخن، مع تجنب الكافيين والكحول وغيرهما من المنشطات، بما في ذلك العصائر والسكّريات، وتجنّب مشاهدة التلفاز أو الجلوس إلى الحاسوب أو استعمال الهاتف قبل النوم.
  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): هو أحد أنواع العلاج الذي يركّز على تغيير الأفكار والسلوكيات السلبيّة المتعلّقة بنمط الحياة عامة، وطبعا بالنوم، وقد يتضمن تقنيات مثل التدريب على الاسترخاء وتنظيم النوم والتحكّم في التحفيزات الخارجية والداخلية.
  • الأدوية: في بعض الحالات، قد يصف الطبيب أو الصيدلاني الأدوية والعقاقير للمساعدة في تحسين النوم، وقد تتضمن الأدوية المنوّمة أو عقاقير أخرى تساعد على الاسترخاء.
  • معالجة الحالات الطبّية أو النفسية الأساسية: في حال كان الأرق ناتجًا عن حالة طبية أو نفسية بالأساس، فإن علاج هذه الحالة أولا قد يساعد في تخفيف صعوبات النوم واستعادة نسقه.
  • التغييرات في نمط الحياة: قد يساعد إجراء تغييرات في نمط الحياة مثل ممارسة الرياضة بانتظام وتناول نظام غذائي صحي والتحكم في نسب التوتّر، إضافة إلى التقليل من وقت الشاشة، في تحسين النوم.
ديلي ميديكال