بقلم: جلال نشوان
حطت طائرة وزير الخارجية الأمريكي بلينكين في مدرج مطار الرياض وهو يحمل في جعبته تطبيع السعودية مع دولة الإحتلال، ليحقق حلم أيقونة الإرهاب نتنياهو بالتطبيع مع السعودية ... وقاحة نتنياهو جعلته يزهو متبختراً بأن دولة الإحتلال حققت فعلياً ، منعطفات تاريخية حينما وقعت على 4 معاهدات سلام مع دول عربية، فيما يسمى بـ اتفاقات إبراهام ، مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان. و أن التطبيع مع السعودية سيكون قفزة هائلة ومختلفة إلى الأمام، باعتبار المملكة العربية السعودية الأكثر نفوذاً في العالمين العربي والإسلامي، مضيفاً أن هذا التطبيع سيرسم الطريق لإنهاء الصراع العربي الصهيوني، بل سيجد حلا للقضية الفلسطينية !!!!!! وكثيرا ما تحدث رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، ومسؤولون آخرون بينهم وزير الخارجية إيلي كوهين، عن قرب التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية. لكن الرياض أكدت مراراً أن تطبيع العلاقات مع تل أبيب مرهون بتطبيق مبادرة السلام العربية، التي أطلقها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، عام 2002، وتنص على إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 عاصمتها القدس وعودة اللاجئين وانسحاب دولة الإحتلال من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات مع دولة الإحتلال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو اعتبر أن تطبيع العلاقات بين كيانه الغاصب والسعودية سيمثل قفزة هائلة نحو إنهاء الصراع العربي الصهيوني وهنا نتساءل: هل حلم نتتياهو هو قفزة هائلة أم قفزة في الهواء؟!!!! نتنياهو خلال لقاء مع السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام صرح بأن التطبيع والسلام مع السعودية يمكن أن يكون له تبعات عظيمة وتاريخية لكلّ من دولة الاحتلال والسعودية والمنطقة والعالم وبدأت دولة الإحتلال بتطبيع علاقاتها مع عدد من الدول العربية منذ عام 2020، منها الإمارات والبحرين. لكن الرياض أحجمت عن الاعتراف بها، قائلة إن مثل هذا التحرك يجب أن يرتبط بتحقيق هدف إقامة الدولة الفلسطينية. لقد تعرّض نتنياهو لخيبة أمل كبيرة، عندما أدى اتفاق بوساطة الصين إلى عودة العلاقات بين السعودية وإيران، خصم دولة الإحتلال الرئيسي في المنطقة. وأعادت إيران فتح سفارتها في الرياض، الشهر الماضي ، أوساطٍ وقطاعاتٍ واسعةٍ في الكيان، وتحديدًا من المعارضين لحكومة رئيس الوزراء الحاليّ بنيامين نتنياهو، يؤكِّدون مرّةً تلو الأخرى أنّ نتنياهو على استعدادٍ لـ بيع دولة الإحتلال مُقابِل التطبيع مع السعودية وكذلك الحصول على براءةٍ من المحكمة، حيثُ تتهمّه النيابة العامّة بالفساد وتلقي رشىً مالية كبيرة الرجل تزداد عزلته الدوليّة يومًا بعد يومٍ وحتى الحليفة الإستراتيجيّة، الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، وخلافًا للتقليد الرسميّ، ترفض توجه دعوةٍ له، كما فعلت مع جميع رؤساء الوزراء بالكيان لزيارة واشنطن ولقاء الرئيس الأمريكيّ، جو بايدن، الذي صرحّ مؤخرًا أنّه ليس بصدد توجيه الدعوة لنتنياهو، بات مهووساً من الوضع الذي وصل إليه، داخليًا وخارجيًا معظم قراء المشهد السياسى أوضحوا أن أنّ الرياح لم تجرِ كما يشتهي نتنياهو، فجاء الاتفاق الإيرانيّ-السعوديّ برعايةٍ صينيّةٍ، وتجديد العلاقات بينهما بعد قطيعةٍ استمرّت عدّة سنواتٍ، بمثابة ضربةٍ في الرأس لنتنياهو وحكومته، إذْ تبيّن لصُنّاع القرار في تل أبيب أنّ السعوديّة ليست لقمةً سائغةً كما تخيّلوا، بل أنّ التطبيع معها بات صعبًا للغاية عُلاوةً على ذلك، تطرح الأوساط العسكريّة الصهيونية تساؤلات ما زالت دون إجابة، عمّا يمكن أنْ تحصل عليه السعودية من أسلحةٍ أمريكيّةٍ متطورّةٍ، بجانب التكنولوجيا والمعرفة في بناء نظام الردع النوويّ، لكن القلق الصهيوني ارتفع منسوبه في المرحلة الأخيرة ما حظى به رئيس الصين للمملكة العربيةالسعودية، من استقبال كبير وحفاوة بالغة بحضور الملك سلمان وولي عهده، وسط مخاوف من إجراء الرياض محادثات مع بكين حول التعاون في المشاريع النوويّة المدنيّة ....له مدلولاته ورسائله الكثيرة .... نتنياهو يتحدث عن التطبيع مع السعودية بأمنيات أشبه بالأحلام ، لأنّه بالنسبة له فهو أهّم من السلام مع مصر، ومن وعد بلفور، ومن إعلان إقامة دولة الاحتلال، ويبدو أنّه على استعدادٍ لغضّ الطرف عن اتفاقٍ سيءٍ بين الولايات المتحدة وإيران، والموافقة على نقل التكنولوجيا النووية لإيران، مقابل مصافحة وفرصة لالتقاط الصور مع بن سلمان تغيرت الأحوال والسعودية أضحت تميل نحو الصين وروسيا، والجميع لاحظ الحفاوة الكبيرة التي لمسها الرئيس الصيني شي جين بينغ عندما قام بزيارة إلى المملكة العربية السعودية ، تلك الزيارة التي امتدت لثلاثة أيام، في أكبر نشاط دبلوماسي بين الصين والعالم العربي في تاريخ الصين الحديث، حيث شارك شي في قمة دول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك شارك في قمة عربية-صينية التقى خلالها بعدد من الزعماء العرب. وخلال الزيارة، وقّع شي مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز اتفاقية شراكة إستراتيجية شاملة يلتزم فيها رئيسا البلدين بعقد اجتماعات نصف سنوية، كما وقعا مذكرات تفاهم لـمواءمة مبادرة الحزام والطريق الصينية مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030، ووقعت الشركات الصينية والسعودية على 34 اتفاقية بقيمة 30 مليار دولار، تغطي الطاقة الخضراء وتكنولوجيا المعلومات والبنية التحتية. احلام نتنياهو بالتطبيع مع السعودية هي قفزة في الهواء وليست قفزة هائلة كما يدعي.