بقلم: جلال نشوان
الاستدارة الأمريكية شرقاً هرباً من مستنقع الحروب الدائمة ، السياسة الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية ويأتي ذلك في إطار الحد من النفوذ الصيني الذي جسد نفوذه في كل بقاع الأرض واقترب من التربع على عرش الاقتصاد العالمي وفي الحقيقة: نجحت أمريكا بفرض وتكريس نظام أحادي القطبية يقصي القوى العالمية عن منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، من المتوسط إلى غرب آسيا وصولاً إلى باكستان وأفغانستان ، واشتبكت في حروب استباقية وقد قادت تلك الحروب قيادات المحافظين الأمريكيين الجدد الذين سيطرت على عقلياتهم قهر الشعوب ونهب خيراتها لقد سوقوا للعالم كله أكاذيبهم بالحرب العالمية على الإرهاب وهم من صنعوا الإرهاب وقتلوا ملايين الأبرياء في فلسطين و فيتتام والعراق والصومال وهم الذين صنعوا ربيتهم دول الإحتلال الصهيوني الإرهابي النازي الفاشي عندما اقتلعوا شعبنا من جذوره وأقاموا محله احتلال كولينالي ارهابي نازي فاشي يقتل أبناء شعبنا ويقتحم المسجد الأقصى المبارك ويسرق الأراضي حتى تفوقوا على النازيين في القرن الماضي وللأسف بمساندة الغرب ... احتلوا أفغانستان والعراق لكن الشعوب أذلت عنجهيتم وكسرت هيبتهم وغدا الكابوي الأمريكي إلى أفول... لقد تغير العالم وأصبح متعدد الأقطاب واليوم تدخل الصين إلى الشرق الأوسط بعد روسيا، بمبادرة وساطتها بين السعودية وإيران، ولا تلوم الولايات المتحدة إلا نفسها على اختراق الصين منطقة نفوذها في الخليج العربي، وذلك بسبب الانكفاء والتردد الأمريكي، الذي يفسر تراجعاً وانكفاءً خاصة بعد الانسحاب من أفغانستان. وهنا نتساءل: كيف يمكن للصين التي بقيت لعقود على هامش الأحداث والأزمات والحروب الشرق أوسطية وأولت الاقتصاد والتجارة والطاقة أولوية، أن تحقق اختراقاً غير مسبوق وتتوسط بين الخصمين التاريخين بمشروعيهما المتضادين وتحالفها مع روسيا؟ وعلى حساب نفوذ وهيمنة أمريكا في منطقة الخليج العربي! أيها السادة الأفاضل: يدخل التقارب الإيراني السعودي بمبادرة ووساطة صينية عنصراًً جديدا لمعادلة القوى الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي ويعزز تحول المنطقة للتعددية القطبية ليس على المستوى الدولي فحسب، ولكن حتى على المستوى الإقليمي.
ويأخذ في الحسبان دور الصين القوة الصاعدة والشريك التجاري الأول في إمدادات الطاقة للسعودية والصين كما أن تحالف الصين وروسيا، وامتناعها عن التصويت لإدانة الحرب على أوكرانيا، خاصة في أعقاب انتخاب الرئيس الصيني تشي لفترة ثالثة في سابقة بتاريخ الصين بعد تعديل الدستور مؤخراً، يجعله رئيسا مدى الحياة، ويعزز دوره كأقوى زعيم للصين منذ ماو تسي تونغ، ويوثق التحالف الصيني-الروسي. سيتجلى ذلك بزيارة الرئيس الصيني تشي لموسكو هذا الأسبوع.
ما يعمق التحالف الاستراتيجي بين خصمي الولايات المتحدة الأمريكية، ويسّرع بتحول النظام العالمي لنظام متعدد الأقطاب. وهو بدأ يتشكل منذ أكثر من عقد. أنها استراتيجية جديدة ومحسوبة لفك الارتباط مع الشرق الأوسط وتحويل التركيز للشرق الاقصى وهذا لا يعنى أن أمريكا ستحمل عصاها وترحل على طريقة القوى الاستعمارية القديمة مشيرا إلى أن مصالحها بالمنطقة مستمرة، وهى عازمة على بقائها بأقل قدر من التكاليف. كافة المعطيات ماثلة في وجدان قراء المشهد والكابوي الأمريكي زعزع الاستقرار ولم يحل المشكلات.
فالقضية الفلسطينية خير شاهد على ذلك و حل الدولتين حطمته دولة الإحتلال وهاهى حكومتها الفاشية اليمينية الاستيطانية تبتلع الأراضى والحقوق والالتزامات مفتوحة على آخرها. لم يعد شعبنا الفلسطيني يؤمن بالوعود الأمريكية الكاذبة وسيظل يناضل حتى اجتثاث الغزاة الذين جاؤوا من وراء البحار وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف بإذن الله العالم يتغير وبسرعة وزعماء المنطقة أعادوا ترتيب أوراقهم، والكابوي الأمريكي سيغادر المنطقة ومعه دولة الإرهاب الصهيوني.