تم الكشف عن معلومات جديدة وخطيرة تتعلق بفاجعة مركب اليونان الغارق الذي كان يحمل على متنه مئات الشباب من المهاجرين غير الشرعيين، ومالكيه، وخط سير الرحلة المنكوبة، وعدد الأفراد الذين كانوا على متنه.
مالك المركب
وقال أقارب بعض الضحايا في مصر، إن قارب الموت هذا يملكه شخص ليبي يدعى محمد أبو سلطان، ويساعده أشقاؤه في تهريب المهاجرين عبر سواحل المتوسط من طبرق في ليبيا إلى إيطاليا.
وأوضحوا أن مركباً آخر يعود لهذا المهرب الليبي، غرق الأسبوع الماضي، إلا أن العناية الإلهية أنقذت ركابه.
أما عن الرحلة الأخيرة التي صعقت العالم قبل أيام، فكانت قد خرجت من طبرق في الساعة الثالثة عصر يوم الجمعة قبل الماضية، وكان على متنها 750 فردا من جنسيات مصرية وفلسطينية وسورية وباكستانية، وفقاً لما أوضح محمد صلاح، شقيق أحد الضحايا المصريين الذين ماتوا غرقاً، ويدعى كامل صلاح.
خط سير رحلة الموت
وأضاف محمد صلاح، أن مندوبين تابعين للمهرب الليبي قاموا بجمع كل المهاجرين الراغبين في السفر، وتقاضوا من كل واحد 140 ألف جنيه أي ما يعادل 4600 دولار.
وأشار إلى أن بعض المندوبين معروفون بالاسم، ومنهم سالم أبو سلطان وشهرته القائد، و علي أبو سلطان، ويعاونهما مصري من مدينة مرسى مطروح يدعى أحمد الشرقاوي.
اقرأ أيضاً:
وأكد أن خط سير المهربين بدأ بتجميع الشباب ونقلهم إلى الجانب الليبي من خلال دروب معينة عبر الوسيط المصري ليتم تسليمهم بعد وصولهم الحدود الليبية لمجموعة أبو سلطان، ثم يتم انتزاع هواتفهم والأموال التي بحوزتهم، ويتم نقلهم من مخزن لآخر (المخزن هو مكان يتم تسكين الشباب فيه لحين موعد تسفيره) لوضعهم في وقت لاحق في مدينة طبرق قبل موعد السفر بيوم أو يومين.
وبعد كل ذلك، يطلب أبو سلطان ومساعدوه من الشباب أن بتواصلوا مع أسرهم لإرسال المبالغ المطلوبة كاملة (بعد أن يكون قد تقاضى دفعة أولى).
وكشف الشقيق أنه اقترض من البنك قيمة المبلغ لتحقيق حلم شقيقه الذي كان يحلم بالعمل في إيطاليا، لتحسين ظروفه المادية.
كما أوضحت روايات أهالي الشباب المصريين الذين كانوا على متن المركب الغارق، أن أبو سلطان يدير عمله في نقل وتهريب المهاجرين عبر مجموعات على واتساب، وعلى موقع التواصل فيسبوك، وكان يتواصل بنفسه مع الراغبين في الهجرة، ويطلب منهم التأكد من جديتهم بالتواصل مع مندوب تابع له يدعى علي، عبر هاتف جوال مصري.
حصيلة ضحايا قارب اليونان
الجدير بالذكر أنه حتى الآن تم إنقاذ 104 أشخاص وانتشال 78 جثة، بينما لا يزال المئات في عداد المفقودين بعرض البحر ويُخشى وفاتهم.
كما أشارت المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، إلى أن القارب كان يحمل على متنه ما يتراوح بين 400 و750 شخصا.
وتعد هذه المأساة التي شهدها البحر المتوسط الأسوأ على الإطلاق منذ عدة سنوات.