أظهرت وثيقة سرية، موافقة دولة الاحتلال على التخلي عن عدة أجزاء من البلدة القديمة بالقدس، والتي من بينها جزء من الحرم القدسي، أثناء مفاوضات السلام مع الفلسطينيين قبل 23 عاما.
وقامت هيئة الأرشيف الإسرائيلية، يوم أمس الأحد، بنشر الرد الرسمي على مقترح الرئيس الأمريكي السابق، بيل كلينتون، للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين عام 2000، بحسب ما ذكره موقع "واينت" الإخباري.
اقرأ أيضاً:
تفاصيل الوثيقة السرية
وتشير الوثيقة إلى أن دولة الاحتلال تحت قيادة رئيس الوزراء اليساري إيهود باراك، طالبت بـ 8% من الضفة الغربية التي تضم 80% من المستوطنين الإسرائيليين وبعض الفلسطينيين، دون أي تبادل للأراضي في تلك المنطقة، بينما يتم تبادل الأراضي في قطاع غزة، الذي اشتمل في تلك المرحلة، على مساحات شاسعة من المستوطنات الإسرائيلية، لن يكون أكثر من 2%.
وتم نشر الأوراق كجزء من الملف الأرشيفي للراحل نوح كينارتي، أحد المفاوضين الإسرائيليين أثناء محادثات السلام التي باتت بالفشل في نهاية المطاف، حيث شملت الردود الرسمية الفلسطينية والإسرائيلية باللغة الإنجليزية، ما يوضح الاختلافات بين الطرفين، بالإضافة إلى وثيقة باللغة العبرية توضح تحفظات إسرائيل على اقتراح كلينتون.
اقتراح كلينتون بشأن القدس
أما عن القدس، فقد اقترح كلينتون أن ما هو عربي يجب أن يكون فلسطينياً، وما هو يهودي يجب أن يكون إسرائيليا، إلا أن إسرائيل رأت أن هذا المبدأ يتسبب في مشاكل حقيقية تتعلق بالتواصل الجغرافي، لافتةً إلى الحاجة إلى "ترتيبات خاصة".
ووفقاً للوثيقة، تخلت دولة الاحتلال عن مطالبها بأن تكون السيادة الفلسطينية مقتصرة على الأحياء ذات الأغلبية العربية المجاورة للبلدة القديمة، التي شمل الاقتراح بشأنها "نظاما خاصا" يقسمها بين إسرائيل وفلسطين.
واقترحت إسرائيل مبدأ مفاده أن الأرض، إلى الأمام مباشرة وإلى اليسار من باب الخليل في البلدة القديمة ستكون جزءًا من فلسطين، بينما ستكون الأرض إلى اليمين جزءا من إسرائيل.
الحرم القدسي
أما عن الحرم القدسي، فقد تضمن اقتراح كلينتون بديلين، كان من شأن كليهما منح السيادة على الموقع للفلسطينيين ومنح السيادة على الحائط الغربي المتاخم له لإسرائيل.
اقرأ أيضاً:
ومن المقرر أن تمنح الصيغة الأولى دولة الاحتلال السيادة في "الفضاء المقدس لليهود الذي هو جزء منه؛ أو قدس الأقداس الذي هو جزء منه"، بينما تتضمن الصيغة الثانية "سيادة وظيفية مشتركة على مسألة الحفريات تحت الحرم أو خلف الحائط".
ورأت إسرائيل في ردها أن الصيغة الأولى مبهمة للغاية، ويجب أن تشمل المزيد من التوضيح ودمج نفق الكوتيل (الحائط الغربي) ومبنى المحكمة (المدرسة التنكزية) والكوتيل نفسه والجزء المتبقي من الحائط باتجاه الحائط الجنوبي، وكذلك حديقة أوفيل ومدينة داوود وجبل الزيتون ومقابر الملوك والأنبياء.
وأكدت ملاحظات إسرائيل أن الصياغة شملت "تقسيما فعليا للسيادة على الجبل"، في إشارة إلى الحرم القدسي، حيث ردت إسرائيل باللغة الإنجليزية على لسان مدير مكتب باراك، جلعاد شير، وأُرسل إلى مستشارة كلينتون للأمن القومي ساندي بيرغر في يناير 2001.
وقال شير: "تعتبر إسرائيل مخطط كلينتون أساساً للنقاش، بشرط أن يظل كما هو، أساسا للنقاش مقبولاً من الفلسطينيين"، لافتاً إلى أن تل أبيب ستطلب عدة توضيحات بشأن مسائل ذات أهمية حيوية لإسرائيل.
بينما أبدى الفلسطينيون تحفظات أكبر بشان اقتراح كلينتون، وفشلت المحادثات في النهاية وخسر إيهود باراك الانتخابات التي تلتها.