بقلم: جلال نشوان
(قصة نجاح الرئيس الصيني شي جين بينغ) كم أثلج قلوبنا عندما أزاحت الصين العظمى الستار عن النصب التذكاري للزعيم و الرئيس الشهيد ياسر عرفات رحمه الله أنها الصين العظمى التي وقفت إلى جانب قضيتنا منذ ولادة المعاناة أيها السادة الأفاضل: مواقف الصين العظمى تسر القلوب وتشرح الصدور وتجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز لهذا البلد الصديق والذي نتمنى له قيادة العالم وانهاء سطوة الكابوي الأمريكي الذي قهر الشعوب ونهب خيراتها وكان لابد أن نتعرض لشخصية الرئيس الصيني الذي يقود بلاده لقيادة العالم وفي الحقيقة: لم تكن طفولته تدل على أنه سيرتقي إلى أعلى منصب في الحزب الشيوعي الصيني، لكن والده شي تشونغ شون كان بطلا ثورياً وأصبح نائبا لرئيس الوزراء. لقد كان مؤسس الحزب الشيوعي، (ماو تسي تونغ) ، كان على خلاف مع والد شي خلال الثورة الثقافية، ما تسبب في رفض طلب شي للانضمام إلى الحزب ويبقى السؤال الأكثر الحاحاً : كيف استطاع الرئيس الصيني قيادة بلاده من الصفر إلى القمة ؟ ذات يوم حزم حقاءبه وسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكان الحلم يداعبه بأن الصين يجب أن تقود العالم ، وعندما تجول في ولاية آيوا، تعرف علىأدق التفاصيل في حياة الأمريكيين ، وهاله التقدم في ذلك البلد ، حيث تركت زيارة شي المبكرة للولايات المتحدة الأمريكية أثرا كبيراً على الرئيس الصيني، وعلى قناعاته بضرورة تحقق الغنى والثروة لبلاده ومواطنيه، وذلك على الرغم من التزامه الصارم الأيديولوجي تجاه سياسات الحزب الشيوعي الذي يراه عمودا أساسيا تعتمد عليه وتستند إليه الدول الصينية كلها. لقد أدرك الرئيس الصيني شي أن عالم اليوم عالمٍ متسارعٍ فيه كثير من الصعوبات التي تعترض طريق التقدّم والنجاح ، لذلك لا يستطيع أحدٌ المضي فيه، إلّا إن تميّز بالقوّة التي تساعده على ذلك ، فهذا العالم لا يعترف بالضعفاء ، وإنّما يعترف بالأقوياء ، و مهاراته، ويهتمّ بذاته، ويتحلّى بالصّفات التي تجعله قائداً ناجحاً في حياته؛ حتّى يمضي بطريقه نحو القمّة بهمّةٍ عاليةٍ. في الوقت ذاته، بدأ العالم يدرك بهدوء أن الصين ستكون حتما أكبر اقتصاد في العالم، أو ثاني أكبر اقتصاد، ومن المستحيل عزل بكين أو إخضاعها لعقوبات مشددة، في وقت أصبحت الصين فيه الشريك التجاري الأول لأغلب دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة إذ وصل حجم التبادل التجاري بينهما عام 2020 إلى 691 مليار دولار. نجح الرئيس وأٌنتخب لفترة رئاسية ثالثة مدتها خمسة أعوام الجمعة، ليحكم قبضته على السلطة كأقوى زعيم يحكم البلاد منذ ماو تسي تونغ. وصوت البرلمان المؤلف من قرابة ثلاثة آلاف عضو بالإجماع لصالح الزعيم البالغ 69 عاما. ويأتي فوز شي اليوم بعد تمديد رئاسته للحزب الشيوعي الصيني واللجنة العسكرية في تشرين الأول/أكتوبر 2022، وهما المنصبان الأهم في سلم السلطة بالبلاد. أدرك الرئيس شي أن الصين تمضي إلى القمة وأنها يجب أن تقود العالم وداعبه حلمه بأن الشرق الأوسط يجب أن يكون للصين مكاناً فيه ،و أن المنافسة بين الصين والغرب هي في المقام الأول من الأهمية، منافسة بين فلسفات متنافسة. تعتقد الحكومات الغربية أن النجاح يأتي من ترك الناس يختارون مصيرهم، في حين يؤمن شي والقيادات الصينية أن الأفراد يجب أن يضحّوا بحرياتهم وخصوصيتهم وكرامتهم من أجل الصالح العام وعلى النحو المحدد من قبل الحزب الشيوعي. تولى شي جين السلطة في عام 2012 وعمل على ترسيخ سلطته وهيمنته على جميع مفاصل الحياة في الصين الحديثة ، وساعده على ذلك نسبه على الفوز بدعم كبار قادة الحزب الشيوعي الصيني، وهو شيء في غاية الأهمية لمن يريد ارتقاء سلم المناصب في الحزب لأن هؤلاء القادة يتمتعون بنفوذ سياسي حتى بعد تقاعدهم. وبدأ الرئيس الصيني مسيرته من العمل واضعاً نصب عينيه انه لا يكافح من أجل السلطة بسبب رغبته في السلطة وحدها، بل يسعى إلى السلطة ويستخدمها كأداة لتحقيق رؤيته لمستقبل بلاده ، فالرجل يمتلك رؤيته الخاصة لمستقبل الصين تحمل اسم الحلم الصيني وغني عن التعريف أن الحزب الشيوعي عندما تسلم مقاليد الحكم في الصين، كانت البلاد فقيرة جدا، ولم يكن لديها أي شركاء تجاريين ولا علاقات دبلوماسية واسعة. كانت الصين تعتمد كليا على الاكتفاء الذاتي وفي التسعينيات، بلغت نسبة نمو الاقتصاد الصيني مستويات قياسية. وانضمت البلاد إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001 مما منح اقتصادها دفعة اضافية. فقد انحفضت التعرفات الجمركية المفروضة على المنتجات الصينية في شتى البلدان، مما أدى إلى انتشار هذه السلع في كل مكان الرئيسي الصيني يعمل بصمت ، لكن بثقةٍ، ويُدرك جيّدًا أن هيمنة الولايات المتحدة على العالم سياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا تتراجع بشكلٍ مُتسارع، وتعامل مع الغطرسة الأمريكيّة بالرّدود العمليّة، مثل توثيق العلاقات السياسيّة والاقتصاديّة مع دول الشّرق الأوسط، وخاصَّةً المملكة العربيّة السعوديّة وإيران، وتجسّد كُل ذلك في الزيارة التاريخيّة التي قام بها الرئيس الصيني جين بينغ إلى الرياض في شهر كانون أوّل ديسمبرالماضي التي تكلّلت بتحقيق المُصالحة التاريخيّة بين طِهران والرياض أنها قصة نجاح الأجنحة التي ترفرف وتطير الكاتب الصحفى جلال نشوان