البوابة 24

البوابة 24

الجرذان تغزو دولة أوروبية كبيرة (فيديو)

عامل نظافة يحمل جرذ
عامل نظافة يحمل جرذ

منذ أيام قليلة، استضافت العاصمة الفرنسية باريس قمة من أجل "ميثاق مالي عالمي جديد" لمواجهة تغير المناخ المستمر والذي يؤثر بشكل متزايد على البلدان النامية. ومع ذلك، يثار السؤال حول تأثير تغير المناخ على البلدان المتقدمة، بما في ذلك تبعاته على مدن مثل باريس.

باريس، التي تُعرف بلقب "عاصمة الأنوار" و"مدينة الجن والملائكة"، تشهد استضافة العديد من الأحداث الهامة والمؤتمرات الدولية. ومع ذلك، في الآونة الأخيرة، أصبحت المدينة موطنًا لزحف الفئران الجائعة التي تجوب شوارعها، وترقص على أنغام الألحان الباريسية. وهذا يثير تساؤلات حول العلاقة بين تغير المناخ وبروز هذه الظاهرة في باريس.

ارتفاع الحرارة يزيد من تكاثر الجرذان

أكد الدكتور حسان التليلي، المتخصص في شؤون البيئة والمناخ أن أنثى الجرذ تزيد من عملية التكاثر لديها عندما ترتفع درجات الحرارة. وهذا يؤدي بالتالي إلى زيادة عدد الفئران الصغيرة المولودة.

وتدعم هذه المعلومة التقارير التي تشير إلى ارتفاع درجات الحرارة في الدول الأوروبية بشكل عام، والتي أصبحت من أبرز آثار التغير المناخي وتبعاته. وقد حذر خبراء المناخ من زيادة درجة حرارة الأرض بنسبة 1.5 درجة مئوية خلال السنوات الخمس القادمة، اعتبارًا من الوقت الحالي.

 

 

وتعرضت العديد من المدن في الجنوب الفرنسي لفيضانات قوية خلال السنوات الأخيرة بعد فترات طويلة من الجفاف الشديد، وقد أكد خبراء المناخ والبيئة هذا الاتجاه. وتلعب هذه الفيضانات دورًا في طرد أعداد كبيرة من الجرذان من جحورها التي تمتلئ بالمياه.

تراكم القمامة والتلوث

وتتفاقم المشكلة بسبب ظاهرة تراكم القمامة والتلوث الناجم عن الاحتجاجات والتظاهرات التي تعطلت فيها الخدمات وتوقفت القطاعات المختلفة، مما خلق بيئة مناسبة لتكاثر الفئران الجائعة التي تعتمد على تلك القمامة كمصدر للغذاء.

الفئران تنقل الأمراض

وتزداد خطورة الوضع نظرًا لأن الفئران تنقل أمراضًا مثل الإيكولاي والسالمونيلا، وهذا ما تم التأكيد عليه بوفاة امرأة في نيويورك قبل أربع سنوات تقريبًا نتيجة لإصابتها بمرض اللولبية النحيفة الذي ينتقل عن طريق فضلات الفئران.

وفي يوليو من العام الماضي، أعلنت أكاديمية الطب في باريس أن الجرذان تسببت في انتشار العديد من الأمراض للإنسان، بما في ذلك مرض البريميات (Leptospirosis).

إذاً، يظهر أن الفيضانات الناجمة عن الجفاف وظاهرة تكدس القمامة تعمل معًا على زيادة انتشار الفئران وتأثيرها السلبي على الصحة العامة والبيئة في المدن المتأثرة.

التكيف مع الجرذان

ترفع دعاة التأقلم مع الكائنات الحية شعار التكيف مع الوضع الحالي، وذلك نظرًا لأن الجرذان الموجودة في فرنسا تنتمي إلى نوعية الجرذان السمراء والتي لا تعد ناقلة لمرض الطاعون.

وعلى الرغم من ذلك، أكد الدكتور حسان التليلي، المتخصص في شؤون البيئة والمناخ أن الجرذان السوداء التي تعتبر ناقلة للطاعون ما زالت موجودة بأعداد قليلة بين الفئران التي تجتاح المدن، سواء في باريس أو نيويورك أو حتى لندن.

الجرذان تنظف الصرف الصحي

وتعتبر الجرذان عمالًا نظافة مجانيين لشبكات الصرف الصحي، حيث تتغذى على معظم الفضلات التي يمكن أن تتسبب في تراكم التلوث وتسبب مشاكل صحية. وبناءً على ذلك، ينادي مؤيدو التأقلم مع الفئران بعدم قتلها أو تسميمها، حيث تقوم الجرذان بوظيفتها "غير المباشرة" في تنظيف البيئة، مما يوفر مبالغ مالية كبيرة التي كانت مخصصة لتنظيف شبكات الصرف الصحي.

وعلى الرغم من وجود الجدل في هذا الصدد، إلا أن هناك جماعات تروج للتعايش مع الجرذان وتشجع على البحث عن طرق بيئية وفعالة للتحكم في الآثار السلبية لوجودها بدلاً من القضاء عليها.

سكاي نيوز