بقوة فائقة وهمى عالية تمكنتا الطالبتان "حليمة" و"نور" (17 عامًا) من اجتياز مرحلة الثانوية العامة بدرجات عالية، كانت حصاد عدة سنوات مضت لم تمنعهم فيها الإعاقة السمعية او الحركية، أو أي تحدٍ آخر من التفوق والنجاح.
فرحة لا توصف
بكلمات متعثرة وحروف أبت إلا أن تخرج للتعبير عن السعادة، وصفت لنا الطالبة نور أبو الروس من مدينة رفح، مدى فرحتها في الثانوية العامة بعدما حصلت على معدل 93% في الفرع الأدبي.
وبصعوبة كبيرة في الحديث، إلا أن أول ما نطقت به "الحمد لله نجحت".
فيما كشفت والدة الطالبة نور عن الوضع الصحي لابنتها، حيث قالت: "تعاني من صعوبات في النطق والأعصاب الطرفية في اليدين منذ طفولتها، وهو ما يمنعها من الكتابة والحديث، لكنها تحب العلم والدراسة، وهي متفوقة في مدرستها".
وأضافت الأم أنّ المدرسة خصصت فها لجنة مكونة من إدارة ومراقبة وقاعة ومُدرس يكتب عنها الإجابات، بسبب معاناتها الحركية.
وتمكنت نور من الحصول على نتيجتها المتوقعة، حيث وضعت احتمالاً لأن تحصل على معدل بين 93 إلى 95%، وفعلاً حصلت على ما توقعت، وأدخلت البهجة على قلوب عائلتها وأحبابها
تخطت الصعاب
بينما تعاني الطالبة المتفوقة حليمة شبير من وسط قطاع غزة، وهي من ذوي الهمم، من إعاقة سمعية، وعاشت عائلتها أجواء من البهجة بعدما حصلت "حليمة" على معدل 85.8% في الفرع التقني.
وقالت والدة حليمة، إن ابنتها تعاني من مشاكل سمعية وصعوبة في النطق، وتمت زراعة "قوقعة" لها في عام 2008، وسط رحلة علاج طويلة.
وأشارت الوالدة إلى أن جهاز "القوقعة" المستخدم يتواجد بندرة في قطاع غزة بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي لدخول الكثير من المستلزمات الطبية، إلا أن هذا لم يمنع "حليمة" من التفوق في الثانوية العامة.
كما أشارت والدة حليمة إلى الجهد الكبير لمعلمات انبتها في مدرسة عبد المعطي الريس، واللاتي بذلن جهداً لشرح كل صعب، وتذليل الصعاب أمام إعانة حليمة الصحية.
وهناك بركة للقرآن الكريم أينما تواجد في قلب امرؤٍ، فالطالبة "حليمة" يحفظها القرآن الكريم بحفظها عدد من الأجزاء، وهو ما ساعدها على تخطي مرحلة صعوبة النطق إلى حد ما.
وتحاول "حليمة" الوصول إلى حلمها بدراسة اختصاص الوسائط المتعددة وخاصة " الأنميشن"، لتكون مصممةً مواكبة العصر الحديث والتطور التكنولوجي.
يشار إلى أن وزارة التربية والتعليم، كانت قد أعلنت صباح اليوم، غن نتائج الدورة الأولى من امتحان الثانوية العامة للعام 2023، والتي تقدّم لها 87826 طالبًا وطالبة في الضفة وغزة، والمدارس الخمسة خارج فلسطين، منهم 5200 في القدس.