كيف نواجه استهداف الاحتلال لموقع سبسطية الأثري

بقلم د. ضرغام الفارس
باحث في تاريخ وآثار فلسطين
كل الأراضي الفلسطينية مستهدفة من طرف هذا الاحتلال الإحلالي الذي يهدف إلى الإستيلاء على الأراضي الفلسطينية والعمل بكل الوسائل على اخلاءها سكانها الأصليين (الشعب الفلسطيني)، لكن ما يميز سبسطية هو أنها تحمل قيمة تراثية عالمية، وأن لها أهمية في الروايات التوراتية والتي رغم تفنيدها بالحقائق التاريخية والشواهد الأثرية، إلا أن الاحتلال ما زال يستخدم تلك الروايات لتشريع وجوده وتكريسه. بل وتنظيم رحلات دورية لجنوده، كنوع من التعبئة المعنوية من خلال ربط الموقع زورًا بروايات دينية أُخرجت من سياقها لتظهر وجود الاحتلال والدفاع عنه كأنه واجب مقدس.
المطلوب هو التعاون والتكامل الرسمي والشعبي وايصال الصوت الفلسطيني إلى الخارج:
في ظل هذه الهجمة الإستيطانية وإجراءات حكومة الاحتلال الرامية إلى السيطرة على المواقع الأثرية في الضفة الغربية المحتلة بما فيها سبسطية، أصبح التعاون والتكامل الرسمي والشعبي وايصال الصوت الفلسطيني إلى الخارج ضرورة ملحة ومستعجلة، مع ضرورة التقييم المستمر لنتائج الجهود المبذولة والعمل على تطويرها باستمرار بما يضمن إحباط مشروع الاحتلال . وفي ما يلي تصور لطبيعة المهام والوسائل الواجب اتخاذها:
1- مهام قانونية: البحث في السبل القانونية وتنفيذ ما يلزم، سواء فيما يتعلق بالقانون الدولي أو توجيه أصحاب الملكيات الخاصة لرفع دعاوٍ قانونية لمحاكم فلسطينية أو خاصة بالإحتلال أو دولية.
2- مهام إعلامية: تقوم اللجنة بحشد الجماهير للإحتجاج على المشروع ومن ضمنهم أصحاب الملكيات الخاصة ويتم استدعاء وسائل إعلام محلية ودولية، وشرح المخالفات القانونية والظلم الذي تمارسه سلطات الاحتلال على الشعب الفلسطيني وتحديدا على أهالي سبسطية.
3- مقاومة شعبية سلمية: تقوم اللجنة بتنظيم وقفات احتجاجية سلمية تشارك فيها المؤسسات الرسمية والشعبية والفصائلية.
4- تنظيم فعاليات ثقافية وفنية مجانية الحضور لتعزيز التواجد الفلسطيني في الموقع.
5- نقض مزاعم الاحتلال ونشر التوعية وتقديم تاريخ سبسطية بأسلوب علمي محايد، ويمكن تلخيص المادة العلمية التي سوف تروجها اللجنة المقترحة بالآتي:
الشعب الفلسطيني بمختلف أديانه هو الوريث الشرعي والطبيعي لتاريخ وحضارات فلسطين على مر العصور، وهو امتداد للسكان الأصليين وانعكاس للتنوع الحضاري والثقافي والعرقي، وأن كل ما على أرض فلسطين من موروث ثقاقي سواءً كان ملموسًا أو غير ملموس هو ملك للشعب الفلسطيني، بما في ذلك الموروث الديني؛ لأن الشعب الفلسطيني هو امتداد للسكان الأصليين منذ العصور الحجرية والذين اختلطوا بعدة شعوب وعدة حضارات من خلال الاحتلالات المتتالية والتنقل والتجارة، وما شهدته أرض فلسطين القديمة في العصر البرونزي المتأخر والعصر الحديدي ما هو إلا تطورا محليا تدريجيًا في نظام الحكم وفي مفهوم الإله وليس تطورًا دخيلًا. وحين نتحدث عن اليهود الذين جلبتهم الحركة الصهيونية من مختلف أنحاء العالم، فنحن نتحدث عن غرباء احتلوا فلسطين ولا يربطهم بها أي رابط تاريخي أو عرقي وإنما هو رابط ديني يعطيهم الحق بالسياحة الدينية وليس الإحتلال، فالديانة اليهودية انتشرت في مختلف أنحاء العالم مثل كل الديانات، كما حصل عندما اعتنقت مملكة حِمْيَر الديانة اليهودية عام 384 م واعتنقت مملكة الخزر الديانة اليهودية عام 850 م.
وأخيرًا لا بد من التأكيد بأننا ما دمنا على أرضنا ونؤمن بحقنا فسوف ننتصر مهما بلغت قوة هذا العدو ومهما طال الزمن، وهذا الايمان بالحق لابد أن يستند إلى البحث العلمي وإلى الحقائق التاريخية. وهنا أذكركم بموشي ديان الذي كان يقول بأنه يفضل مواجهة طيار حربي عربي على مواجهة مرشد سياحي فلسطيني.
البوابة 24