في ظل ارتفاع درجات الحرارة هذا العام بشكل قياسي وغير مسبوق، يسعى الكثير من الخبراء إلى دراسة تلك الظاهرة ومعرفة أسبابها، على اعتبار أن موجات الحر الحالية تعتبر دليلًا على تسارع محتمل في تغير المناخ.
ووفقًا لما ذكرته مجلة "الإيكونومست"، في تقرير لها، فقد ارتفعت درجات الحرارة في نصف الكرة الشمالي، واحترت الأرض بشكل سريع من المياه على سطح الكوكب، فيما يترقب العلماء أن ترتفع درجات الحرارة في وقت لاحق من موسم الصيف الحالي، الذي قد يستمر لفترات طويلة وتاريخية.
خطر يهدد أنماط الحياة للبشر والحيوانات
ونوه "الخبراء"، أن هذه التغييرات تشكل خطر كبير يهدد البشر والحيوانات على السواء، نتيجة للجفاف وارتفاع درجات الحرارة، مشيرين إلى أنه من المتوقع أن تزداد الحرارة في الأشهر القادمة بفضل ظاهرة "النينيو" المستمرة.
وإلى ذلك، أكدوا أنه بحسب الرسم البياني الأخير الذي يتابعونه لرصد معدلات الطقس، فإن منحنى درجة حرارة سطح المحيطات يصعد أعلى خلال هذه الأيام بشكل غير مسبوق أكثر من أي وقت مضى.
وفي هذا الإطار، كشفت الإدارة دراسات المحيطات والغلاف الجوي الأميركية "NOAA"، إن 44٪ من سطح المحيطات والبحار في العالم يشهد في الوقت الحالي موجة حرارة بحرية، وهو رقم تاريخي لم يحدث منذ بدء المراقبة في عام 1991.
الأكثر سخونة في العالم
والجدير بالإشارة أن "غافين شميدت"، كبير علماء المناخ في وكالة "ناسا" الأميركية كان قد توقع أن يكون شهر تموز/يوليو عام 2023 الأكثر سخونة في العالم منذ مئات، إن لم يكن آلاف السنين.
وأوضح "شميدت"، في لقاء مع الصحفيين، أنه بالرغم من نتائج هذه المراصد مختلفة عن بعضها البعض قليلًا، إلا أن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة واضح للعيان ومن المرجح أن ينعكس في التقارير الشهرية الأكثر دقة التي تصدر عن الوكالات الأميركية لاحقًا.
وقال: "نحن نشهد تغييرات تاريخية في كافة أرجاء العالم، وموجات الحر في أمريكا وأوروبا والصين تحطم الأرقام القياسية، يسارا ويمينا ووسطا"، لافتًا إلى أن هذه التأثيرات لا يمكن أن تُعزى فقط إلى ظاهرة النينو.
تحطيم أرقام قياسية
كما رأى كبير علماء المناخ، أنه بالرغم من الدور الصغير الذي تلعبه ظاهرة النينو، "ما نراه هو الاحترار العالمي، بشكل واضح في كل مكان على الأغلب، وخاصة في المحيطات، مبينًا أنه ومنذ عدة أشهر شهدنا درجات حرارة لسطح البحر حطمت الأرقام القياسية، حتى خارج المناطق الاستوائية.
وجاءت تحذيرات كبير علماء المناخ، مع استمرار الحرارة الشديدة في اجتياح معظم أنحاء أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية، حيث تسببت درجات الحرارة المرتفعة في اندلاع حرائق غابات مؤخرًا.
والجدير بالذكر أن هذا الشهر شهد تحطيم أرقام قياسية يومية وفق مراصد يديرها الاتحاد الأوروبي وجامعة ماين، وتعتمد على توليد تقديرات أولية بالاستناد إلى نماذج تجمع بين بيانات أرضية وأخرى من خلال الأقمار الصناعية.