موجة الحر الشديدة، كانت ومازالت حديث كل البشر، حيث ارتفعت درجات الحرارة بشكل قياسي وغير مسبوق في العديد من الدول حول العالم، خلال شهر يوليو الجاري، الذي اعتبر الأحر على الإطلاق.
وفي هذا الإطار، أعلن أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، عن بدأ عصر "الغليان الحراري العالمي".
أمام هذه التغييرات.. كيف نحمي أنفسنا؟
ومن جهتهم، أكد الأطباء، إن جسم الإنسان يمكن تأهيله لتحمل ارتفاع درجات الحرارة وتخطي مع هذه المشكلة، حتى لو كان الشخص يمر بهذا الطقس شديد الحرارة لأول مرة.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست"، أوضح خبير الطوارئ في كلية الطب بجامعة واشنطن ستيفان ويت، أن جسد الإنسان يمكنه تحمل ارتفاع درجات الحرارة والتكيف معها في ظل ظروف محددة.
وأشار خبير الطوارئ، إلى أن هذا التكيف يمكن أن يستغرق وقتا ولا يحدث بسبب الخروج والتعرض المفاجئ والسريع للحرارة الشديدة، كما يمكن أن يتعرض الجسم لعواقب صحية، وذلك بحسب استعراض طرق آمنة لتهيئة الجسم للتعامل مع درجات الحرارة المرتفعة بشكل أفضل.
وفي السياق ذاته، شرح دابليو لاري كيني، الأستاذ في علم وظائف الأعضاء، أن أفضل طريقة لمساعدة الجسم على التكيف هي تعريضه للحرارة والرطوبة بشكل آمن ولفترات قصيرة، على أن يتم زيادة مدة هذه الفترات بشكل تدريجي، موضحًا أن هذه العملية تسمى بـ "التأقلم الحراري".
كما لفت علم وظائف الأعضاء، إلى أن هذا التأقلم يساهم في توسيع حجم البلازما بالجسم وزيادة كميات الدم، لذا لن يكون القلب مضطرا لبذل المزيد من الجهد، منوها بأن أجسادنا تتضمن على العديد من السوائل التي تعمل على تعويض الجسم عن عملية التعرّق الضرورية للحفاظ على برودة الجسد.
وإلى ذلك، استطرد "كيني"، أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق بها درجات حرارة منخفضة في الظروف العادية، يمكن أن تستغرق عملية تكيف أجسامهم على ارتفاع درجات الحرارة فترة تتراوح بين أسبوع أو أسبوعين، مطالبًا بضرورة العمل على تأهيل الجسد للحرارة قبل وصول الموجات شديدة الحرارة بالفعل، لأن وقتها ربما يكون قد فات أوان ذلك.
الأكثر حرارة
وتتوقف عملية تأهيل الجسد أو جعله مستعداً للتكيف مع الحرارة، على عدة عوامل، على رأسها العمر والحالة الصحية وما إذا كان الشخص يتناول أدوية محددة.
والجدير بالذكر أن الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر يوليو الجاري، شهدت أياماً كانت "الأكثر حرارة" تم تسجيلها على الإطلاق، لذا يعتبر هذا الشهر هو الأكثر سخونة على الإطلاق، بحسب الأمم المتحدة.
