البوابة 24

البوابة 24

خبير سويسري يكشف النقاب عن خطورة متحور كورونا الجديد "إي جي 5 "

كورونا
كورونا

قال خبير من جامعة بازل في سويسرا إن متحور فيروس كورونا الجديد المعروف باسم "إي جي 5" (EG.5)، والذي يطلق عليه اسم "إيريس" (Eris) من قبل العلماء، ينتشر حالياً في مختلف أنحاء العالم، ولكنه ليس شديد الخطورة.

رئيس مجموعة البحث في تطور الفيروسات والبكتيريا، ريتشارد نيهر، أوضح، متحور "إي جي 5" لا يشكل تهديداً مباشراً على الصحة العامة، مؤكداً أنه يحمل طفرات وراثية قد تجعله أكثر قدرة على التفلت من الجهاز المناعي، ولكن هذه الطفرات موجودة أيضاً في متحوّرات أخرى.

وأضاف نيهر أن: متحور "إي جي 5" لا يختلف بشكل كبير عن سياقات أخرى من الفيروس، ولكنه يُظهر تطوراً تدريجياً سريعاً، مشابهاً للتطور الذي حدث مع فيروس سارس في فترة سابقة.

منظمة الصحة العالمة تحذر 

من جانبها، أكدت منظمة الصحة العالمية أن مخاطر متحور "إي جي 5" على الصحة العامة ضعيفة وفقاً للمعلومات المتاحة حتى الآن. وأشارت إلى أنه يشبه في مستوى الخطر فيروس "إكس بي بي 1.16" وبعض السلالات الأخرى المنتشرة حالياً.

مع ذلك، ينتشر متحور "إي جي 5" بسرعة ويمكن أن يتجاوز الجهاز المناعي بشكل أسرع، ولكن حدة المرض الناجم عنه لا تزال مستقرة مقارنة بالسلالات الأخرى المنتشرة حالياً.

على صعيد الأرقام، أفادت منظمة الصحة العالمية بزيادة انتشار "إي جي 5" عالمياً من 7.6% من حالات كوفيد-19 المسجلة إلى 17.4% خلال الأسابيع الأربعة الماضية منذ منتصف يونيو. وهذا قد يجعل "إي جي 5" قريباً من أن يصبح السلالة الرئيسية في بعض الدول أو حتى على مستوى العالم.

متحور "إي جي 5" تم تسجيله لأول مرة في ألمانيا في نهاية مارس، ولا يزال ينتشر هناك. وتوافق معها تقديرات معهد روبرت كوخ لمكافحة الأمراض مع تقديرات منظمة الصحة العالمية بشأن قوة هذه السلالة.

فيما يتعلق بمصطلح "متحوّرات مثيرة للاهتمام"، فقد قامت منظمة الصحة العالمية بتصنيف فيروس "إي جي 5" ضمن هذه الفئة مؤخراً. وتضم هذه الفئة أيضاً ثلاثة متحوّرات أخرى، وهي "إكس بي بي 1.5" و"إكس بي بي 1.16".

المتحور الجديد ينتشر في الصيف

فيما يخص تطور وباء كوفيد-19 في الصيف، فقد شهدت فرنسا ودول أخرى ارتفاعاً في عدد الإصابات على الرغم من فصل الصيف، مما دفع السلطات إلى تكثيف الجهود لمراقبة ومواجهة الوباء من جديد. وسجّلت الولايات المتحدة وبريطانيا والهند واليابان أيضاً زيادة في الحالات المسجلة.

من جهته، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن الفيروس لا يزال ينتشر في جميع أنحاء العالم ويستمر في تحدياته وتغيراته. ورغم عدم إعلان الوباء حالة طوارئ صحية عالمية منذ مايو، فإن التهديدات لا تزال مستمرة.

يُعتبر متحور "إي جي 5" حاليًا من بين المتحورات الأكثر رصدًا، وهو يشكل تحديًا لأنه قد يكون وراء عودة انتشار الوباء. يرى الخبراء أن التجمعات الصيفية وانخفاض مستوى المناعة قد تلعبان دورًا في تفاقم الوضع.

تتميز متحورة "إي جي 5" المشتقة من "أوميكرون" بقدرتها الأكبر على الانتشار، وذلك نظرًا للطفرات الجينية الجديدة التي قد تؤثر على قدرتها على التجاوب مع الجهاز المناعي. وعلى الرغم من ذلك، حتى الآن، لا تشير الأدلة المتاحة إلى أن "إي جي 5" يشكل مخاطر إضافية على الصحة العامة مقارنة بالمتحورات الأخرى المنتشرة من "أوميكرون"، وفقًا لتصريحات منظمة الصحة العالمية.

مع ذلك، يشير تيدروس، المدير العام للمنظمة، إلى أنه يجب الاستمرار في التنبه إلى خطورة ظهور متحور أكثر خطورة في المستقبل، وهذا قد يؤدي إلى زيادة مفاجئة في حالات الإصابة والوفاة.

ضبابية حول انتشار المتحور 

تعقيدات مراقبة تطور الوباء تنجم عن نقص البيانات الدقيقة، حيث انخفض عدد الاختبارات وتوقفت بعض إجراءات المتابعة. أنطوان فلاهولت، مدير معهد الصحة العالمية في جامعة جنيف، يرى أن الوضع الحالي للوباء غامض في معظم أنحاء العالم، ويؤكد على ضرورة إعادة بناء نظام موثوق لمراقبة كوفيد-19. كما اقترح أيضًا إجراء تحليل مياه الصرف الصحي في أوروبا لمزيد من المراقبة.

مع تقدم الوقت وتعاقب الموجات، تراجع تأثير الفيروس وعدد المرضى الذين يحتاجون للعلاج في المستشفيات وعدد الوفيات، وذلك بفضل الحصانة المكتسبة سواء عن طريق التطعيم أو الإصابة السابقة. ومع ذلك، لا يزال الفيروس قائمًا ولا يمكن التغاضي عنه.

ودعت منظمة الصحة العالمية إلى تكثيف جهود التطعيم. ورغم انخفاض فعالية اللقاحات مع مرور الوقت في مواجهة الإصابة، إلا أنها ما زالت توفر حماية قوية ضد الأشكال الخطيرة من الفيروس.

الجزيرة ووكالات