البوابة 24

البوابة 24

لن تصدق.. ماذا تفعل الموسيقى والقهوة في دماغك؟

ماذا تفعل الموسيقى والقهوة في دماغك
ماذا تفعل الموسيقى والقهوة في دماغك

يحرص الكثير من الأشخاص على تناول كوب قهوة صباحًا مع الاستماع للموسيقى، دون معرفة تأثيرهما، حيث أكتشفت دراسة حديثة، أجراها باحثون في كلية تاندون للهندسة في جامعة نيويورك، أن الموسيقى والقهوة يمكن أن تعززا الأداء المعرفي بشكل كبير، وفقًا لما ذكره موقع ""Neuroscience News نقلًا عن "Nature Scientific Reports".

"نطاق بيتا"

توصلت الدراسة، بواسطة تقنية "MINDWATCH" الرائدة لفحص ومراقبة الدماغ، نشاط الدماغ خلال الاختبارات المعرفية تحت العديد من المنشطات، على رأسها سماع الموسيقى وتناول القهوة واستنشاق رائحة العطور.

2.png
 

كما كشفت النتائج عن وجود علاقة تربط بين زيادة نشاط موجات الدماغ "نطاق بيتا"، وأقصى أداء معرفي، عندما يشرب الأشخاص القهوة أو ينخرطون في سماع الموسيقى، خاصة الموسيقى المولدة باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث ينتج عنها تعزيزات كبيرة في الأداء مما يسهل فتح طرقًا جديدة للاستكشاف في المهام التي تتطلب التركيز والذاكرة.

تقنية "مايندووتش"

وقد تمكنت "روز فقيه"، الأستاذة في كلية الهندسة الطبية الحيوية بجامعة نيويورك، من تطوير تقنية مراقبة الدماغ "MINDWATCH" خلال الـ 6 سنوات الأخيرة الماضية.

والجدير بالإشارة أن هذه التقنية عبارة عن خوارزمية تتقوم بتحليل نشاط دماغ الشخص من البيانات التي تم جمعها عن طريق أي جهاز يمكن ارتداؤه ويمكنه من مراقبة نشاط الجلد الكهربائي EDA""، كما يمكن لهذا النشاط أن يعكس التغيرات في التوصيل الكهربائي الناجم عن الإجهاد العاطفي المرتبط باستجابات العرق.

إثارة نشاط الدماغ وتعديل الذاكرة

33.jpg
 

ارتدى المشاركون في الدراسة أساور وعصابات لمراقبة النشاط الكهربي والدماغ لعمل اختبارات معرفية خلال الاستماع إلى الموسيقى وتناول القهوة واستنشاق رائحة العطور التي توضح تفضيلاتهم الفردية، فضلًا عن إعادة الاختبارات نفسها بدون أي مؤثرات سواء الموسيقى أو القهوة أو العطور.

وفي السياق ذاته، وجدت خوارزمية "MINDWATCH"، أن الموسيقى والقهوة نجحت في تغيير إثارة دماغ المشاركين بشكل واضح، مما يجعلهم في "حالة ذهنية" فسيولوجية يمكنها تعديل أدائهم في مهام الذاكرة العاملة التي كانوا يقومون بها.

كما استطاع الباحثون، التحديد الدقيق للمنشطات التي ينتج عنها زيادة نشاط الموجات الدماغية "نطاق بيتا"، وهي حالة ترتبط بأعلى أداء معرفي، وأتضح أن التأثير الإيجابي للعطور كان متواضعًا، ما يدل على أن الحاجة إلى مزيد من الدراسة.

آثار سلبية لجائحة كورونا

وفي هذا الصدد، الدكتورة "فقيه": "لقد أثر وباء كورونا على الصحة العقلية للكثير من الأشخاص حول العالم، وحاليًا أكثر من أي وقت سابق، لذا فتزداد حاجة لمراقبة التأثير الجانبي والسلبي للضغوط اليومية على الوظيفة الإدراكية لكل شخص".

واستطردت "فقيه": "الآن، لا تزال تقنية MINDWATCH تحت التطوير، ولكن يظل الهدف الرئيسي هو أنها ستساعد في التكنولوجيا التي يمكن أن توفر لأي شخص بمراقبة الإثارة المعرفية لدماغه فعليًا، ومعرفة لحظات التوتر الحاد أو فك الارتباط المعرفي، على سبيل المثال".

مهام وظيفية ومدرسية أفضل

ولفتت "فقيه"، إلى أن التقنية الرائدة سيتم توظيفها حتى تدفع "الشخص إلى تدخلات بسيطة وآمنة، كما يمكن الاستماع إلى الموسيقى، حتى يستطيع وضع نفسه في حالة ذهنية يشعر فيها بتحسن وينجز مهامه الوظيفية أو المدرسية بنجاح أكثر".

والجدير بالذكر، حذرت "فقيه"، من أن تحديد فئة من التدخلات الناجحة بشكل عام ليس بالضرورة أنها ستكون مناسبة له.

العربية