تحولت عاصمة الأقاليم الشمالية الغربية في كندا من مدينة مليئة بالسكان وتضج بالحياة إلى "مدينة أشباح"، بعد أن هجرها سكانها الذين يزيد عددهم عن 20 ألف نسمة بسبب نشوب حريق مدمّر بها.
حريق هائل وهجرة جماعية
فبينما كان رجال الإطفاء يسعون الى السيطرة على الحريق الهائل الذي أضرم في العديد من منازل البلدة، سارع آلاف الأشخاص في مغادرة منازلهم، والذهاب وإلى الجنوب، في كولومبيا البريطانية.
🔥Des milliers d'habitants du Grand Nord canadien se sont rués massivement vers le petit aéroport de Yellowknife hier pour fuir les incendies.
— Agence France-Presse (@afpfr) August 18, 2023
Au total, plus de 20.000 personnes doivent évacuer la ville ⤵️
📱#AFPVertical #AFP pic.twitter.com/ygd6oIdEAU
وفي هذا السياق، أوضح مسؤولون في الأقاليم الشمالية الغربية، مساء الجمعة الماضية، إن حوالي ما يقارب 19 ألف شخص هاجروا من "يلونايف" في غضون 48 ساعة تقريباً، علاوة على خروج نحو 15 ألفا في قوافل و3800 سافروا في رحلات طارئة.
ماراثون الفرار
ومن جهتها ، وصفت "ريبيكا أتي"، عمدة يلونايف، هذا اليوم بـ "سباق ماراثون آخر.. واستنزاف، وللأسف، لم يهدأ بعد".
كما لفتت "السلطات"، إلى أن حوالي 2600 شخص مازالوا في المدينة، ألف منهم من العاملين الأساسيين.
وبدوره، قال وزير البيئة وتغير المناخ في الإقليم، شين طومسون، أن الوضع في البلدة مازال حرج بسبب حرائق الغابات، وإن الأشخاص الغير عاملين في حالات الطوارئ الذين ظلوا في المدينة يعرضون أنفسهم والآخرين للخطر.
مدينة الأشباح
والجدير بالإشارة أنالشوارع أصبحت شبه خالية والمحلات مغلقة، ووصف "كيرون تيستارت"، الذي كان يتنقل من باب إلى باب للتحقق من الناس، الوضع بـ "إنها مدينة أشباح".
وعلى الرغم من خلوا المدينة الا من بعض الأشخاص ، إلا أن محل البقالة والصيدلة ظلوا مفتوحين، الجمعة الماضية، إلا أن من المرجح أن يتم إغلاقهما، بينما يستمر العمل في آخر محطة وقود حتى بعد الظهر.
وفي السياق ذاته، أشار مسؤول معلومات الحريق، "مايك ويستويك"، إن درجات الحرارة الأكثر برودة والرطوبة المرتفعة ساهمت في منع نشوب حرائق الغابات، يوم الجمعة، حيث تمكن رجال الإطفاء من السيطرة عليها وبقائها على بعد 15 كيلومترًا شمال غرب ضواحي المدينة.
حرائق الغابات
ويشار الى أن المناطق الشمالية الغربية، تشهد أكثر من ألف حريق غابات الآن في كندا، بينها نحو 230 حريقا، على عكس موجة الحر الشديد الذي يشهدها النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
والجدير بالذكر أن كندا اندلعت بها العديد من حرائق الغابات الهائلة في فصل الصيف من العام الجاري، حيث انتشرت النيران بشكل سريع في كافة أنحاء البلد ودمرت مساحات كبيرة من الأراضي، مما دفع عشرات الآلاف إلى الفرار من منازلهم.