نتنياهو يتوسل ترامب ويبعث برسالة ذل إلى واشنطن.. ما القصة؟

نتنياهو
نتنياهو

أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الخميس مقطعًا مصورًا باللغة الإنجليزية، وصفه مراقبون بأنه محاولة لتجنيد الرأي العام الأمريكي لدعم موقفه القانوني والسياسي، وجاء الفيديو في وقت حرج، حيث يواجه نتنياهو تحديات قضائية غير مسبوقة في أكثر من ملف فساد، وسط تصاعد الاستقطاب الداخلي في إسرائيل.

محتوى الفيديو ورسالة واضحة

في الفيديو، شن نتنياهو هجومًا لاذعًا على مكتب المدعي العام، مؤكداً أن التحقيقات ضده تهدف إلى الإطاحة به سياسياً، ووصف استمرار المحاكمات بأنه "مزق لإسرائيل من الداخل".

وأضاف نتنياهو أن القضية رقم 4000 تمثل اضطهادًا سياسيًا واضحًا، مستهزئًا بالمحاكمة التي تتعلق بالملف 1000، قائلاً: "ست سنوات من تحقيقات سخيفة، وأربع سنوات من محاكمة لا تنتهي، وكل ما في القضية هو باغز باني وسيجار".

كما أعلن أنه قدم طلبًا للعفو، مشددًا على أن هدفه من الفيديو هو حشد الدعم الدولي، خصوصًا من الإدارة الأمريكية، للتدخل في مسار قضيته.

الهدف الاستراتيجي من الفيديو

أوضحت مصادر سياسية إسرائيلية أن الفيديو باللغة الإنجليزية لم يكن موجهاً للجمهور الإسرائيلي، بل للأمريكيين، بهدف خلق انطباع عالمي بأن نتنياهو يتعرض للاضطهاد السياسي، والدفع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتدخل بشكل أكبر في ملفه القضائي.

وأشارت المصادر إلى أن الرسالة الخفية للفيديو تكمن في مطالبة الدوائر الأمريكية بالضغط على ترامب للتحرك نيابة عنه.

ردود الفعل المحلية

أثار الفيديو غضباً واسعاً داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية، فقد اتهم بيني غانتس، رئيس حزب "أزرق أبيض"، نتنياهو باستخدام "لغتين لخدمة مصلحته الشخصية"، حيث طلب العفو بالعبرية بينما شن هجومًا على القضاء باللغة الإنجليزية.

بدوره وصف عضو الكنيست جلعاد كاريف الفيديو بأنه "محاولة مافياوية لترهيب المدعين والقضاة وتشويه صورة إسرائيل دولياً"، مؤكدًا أن الفيديو يعكس حالة متهم على وشك الإدانة.

السياق القضائي والسياسي

تأتي خطوة نتنياهو بعد أسبوعين فقط من رسالة وجهها الرئيس الأمريكي ترامب إلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، في وقت تزامن مع تقديم نتنياهو طلب العفو الرسمي المؤلف من 14 صفحة.

ويستمر رئيس الوزراء في مواجهة محاكمته منذ أكثر من أربع سنوات في ثلاثة ملفات فساد بارزة، وسط تقديرات بأن أي قرار قضائي جديد قد يغير مسار حكومته أو يضع ائتلافه السياسي في مهبّ التحولات الداخلية.

روسيا اليوم