البوابة 24

البوابة 24

ماذا أرى؟

بقلم عمر حمش

في البَدءِ ظهر كفأرٍ، التصق بأعلى الحائط، ينفضُ ذيلا، ويحرّك أذنين، بعدها سبح، فانتقل بضع بوصاتٍ، وعاد ثبت. وقد رمقته، وأنا الكسولُ المتثاقل، وهو يعبرُ اللّوحة؛ ويصيرُ منها، وداخل الإطار يتلاعبُ كرسمٍ بارع. لكنّه نزل، بل قل؛ قفز. ثم ركض ركضتين، وجاورني، وشهقتُ، وأنا الكسولُ المتثاقل .. شهقتُ، وقلتُ: اهدأْ. وفي لحظةٍ وجدته قربي مثل حمامةٍ بلون الفأرِ، بل قل: جمامة. لكنّ ما كنت أراه على كلّ حالٍ؛ كان كائنا بليدا، وأنا المبغضُ؛ فحاولتُ هشّه، وكان المهمل لي؛ فغمرني خوفي، واهتز أنفي، فدسسته في إبطي، ورجفت عينايّ؛ فأغمضتُهما، وأسكنتُ أصابع مشط قدمي اليمنى، تلك التي كانت بارزة خارج البطانية.

البوابة 24