نظّمت مؤسسة "فلسطينيات" لقاءً ترفيهيا لعدد من الصحفيات والصحفيين العاملين في الميدان بمحافظة جنين، السبت، وركّز على نقلهم من تغطية الأحداث الساخنة إلى فعالية تعبير عبر اللعب والمسابقات.
وانخرط أكثر من 20 صحفية وصحفيا في أنشطة تعرّف غير نمطية على زملائهم وتعريف عن أنفسهم من خلال تصنيف مشاعرهم المختلفة بين السرور والغضب والاستياء والحزن، أو المشاركة الجماعية في مسابقات ذات طابع ترفيهي.
وأثنى المشاركون على اللقاء الذي جاء مغايرا لما اعتاد عليه الصحفيون والصحفيات في الميدان وخلال تغطية الاقتحامات اليومية وتحت ضغط العمل ومخاوفه في جنين خاصة.
وقال الصحفي أنس حوشية إن اللقاء ساهم في تخفيف الضغط النفسي المتراكم يوميا على الصحفيين الذين يغطون أحداث جنين اليومية.
بينما تحدثت الصحفية راية عروق عن أهمية وصول المؤسسات بأنشطتها إلى كافة المناطق، وخاصة إلى محافظة جنين. بالإضافة إلى أهمية تنظيم أنشطة ترفيهية تتيح لقاء الصحفيات والصحفيين بعيدا عن ضغط العمل في منطقة ساخنة.
وتحدث الصحفي علي السمودي عن أهمية متابعة ظروف الصحفيين العاملين في الميدان، وخاصة من يتعرضون للإصابة واعتداءات الاحتلال، ومن يغطون أحداثا صعبة مثل عمليات الاغتيال وتشييع الشهداء يوميا، وتنظيم فعاليات مستمرة لدعم نفسيا.
وقالت الصحفية مشاعل أبو الرب إن الصحفيين والصحفيات في جنين يغطون الحدث اليومي بضغوطه كجزء من عملهم، لكنهم أيضا يعيشون مشاعر الناس الصعبة من خوف وفقدان وصدمات متتالية دون توفير برنامج دعم دائم لهم.
وتحدثت الأخصائية النفسية ختام أبو الرب عن أهمية "الرعاية الذاتية" في عمل الصحفيين، وأن تهتم هذه الفئة بصحتها النفسية وأن يُتاح لها تفريغ المشاعر الناتجة عن ما تواجهه يوميا من مشاهد صعبة ومأساوية أحيانا.
وأشار الأخصائي النفسي حمزة قبها إلى أن الصحفيين في جنين تعرضوا لأحداث صادمة ومستمرة لفترة طويلة، وأوصى بمتابعة احتياجاتهم الواضحة للتفريغ النفسي في وقت لا توفر فيه المؤسسات الصحفية بشكل عام هذا النوع من المساندة الهامة.
من جانبها، أكدت مديرة "فلسطينيات" وفاء عبد الرحمن، على تواصل تدخلات المؤسسة سواء بلقاءات الدعم النفسي الجماعية وبأنماط مختلفة، أو من خلال جلسات فردية للصحفيات والصحفيين ممن هم بحاجة لذلك.
وقالت عبد الرحمن إن اللقاء الترفيهي للصحفيين في جنين يأتي ضمن سلسلة طويلة من التدخلات التي نظمتها مؤسسة "فلسطينيات" عبر برنامج "الرعاية الذاتية" لمئات الصحفيات والصحفيين في قطاع غزة وبالضفة الغربية بما فيها القدس، على مدار العامين الماضيين خاصة، وما تزال مستمرة.