البوابة 24

البوابة 24

طرق التفكير عند أعضاء حركة فتح

بقلم محمد  قاروط ابورحمة 

فتح قائدة المشروع الوطني، وفتح كونها حركة الشعب العربي الفلسطيني فان مناهج التفكير فيها، هي مناهج التفكير الذي تسمع تعبيراتها في الشارع والسوق ومواقف السيارات...الخ.

ومناهج جمع منهج، والمنهج هو الطريق الواضح المستقيم، والمنهج مصدر مشتق من الفعل  (نهج) بمعنى: طرق أو سلك أو اتبع، والنهج والمنهج، والمنهاج تعني: الطريق الواضح[1]،  والتفكير هو إعمال العقل في أمر ما أطول فترة مستخدما ما يعرفه للوصول إلى ما لا يعرفه[2].

بما أن اللغة هي وسيلة الفكرة للظهور إلى العلن[3]، فان الإنسان في الحياة يستخدم مفردات بسيطة للتعبير عن منهجه في التفكير، ويستطيع المستمع الفطن معرفة منهج تفكير المتحدث، من خلال الحديث.

وفي الشارع والمكتب وفي الاجتماعات وبين حتى النخب أحيانا، تجد أربعة مناهج للتفكير من خلال تبادل الأحاديث، وسأرتبهم من الأكثر استخداما إلى الأقل، فالأكثر استخداما هو شو صار؟ (تعبير عن الماضي) وعن الحنين إليه، والعيش فيه، وتعبيراته مثل الزمن الجميل، ساقه الله على أيام زمان، كنا ....الخ. هذا النهج سيقود إلى فرع آخر شو كان لازم يصير؟.

 ولان تجربة كوادر حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح متنوعة من جهة نوع الدور الذي مارسه كل منهم، مثل العمل العسكري السري والعلني، والمعتقلات والتنظيم والعمل الطلابي والنقابي والسياسي والدبلوماسي...الخ   وعميقة من ناحية تأثيرها على المسار العام للنضال الفلسطيني، وممتدة من ناحية الزمن، فإنها يجب أن تشكل زادنا لمواجهة الحاضر وبناء المستقبل لا أن نستخدمها للمقارنة مع الظروف الحالية.

المقارنات التي تجري بين الماضي والحاضر هي بالوسائل والأساليب، ولا تجري بين ما كنا عليه وما نحن فيه عن قرب تحقيق الأهداف او بعدنا عنها. اعتقد أن المقارنة يجب أن تكون على أساس الأهداف وليس على أساس الوسائل والأساليب.

من جهة أخرى يجب توظيف انجازات الماضي العظيمة في فهم الواقع والعمل من اجل مستقبل أفضل، وليس من اجل التندر عليه.  هذا الأول.

 أما الثاني فهو شو بيصير؟ (التركيز على فهم الحاضر) وتعبيراته، ماذا يجري، هل سمعت، قال لي، شاهدت ...الخ.

وهذا تفكير مهم إذا أريد منه فهم الواقع للعمل بشكل صحيح من اجل المستقبل.

 فهم الأحداث التي تجري في الحاضر يجب أن تكون مبنية على قواعد عقلية منطقية وليس على قواعد عاطفية.

لا يمكننا فهم الواقع بشكل صحيح، بدون الاستناد بفهمنا على الأهداف التي يجب أن نحققها، والمبادئ التي تسيرنا، وكذلك فهم الواقع مستفيدين من تجارب الماضي سواء الناجحة منها وغير الناجحة.

ولفهم الواقع يجب الاستناد أيضا إلى معلومات صحيحة، وفهم واقعنا كجزء من الإقليم والعالم وليس منفصلا عنه.   

 والثالث، شو ممكن يصير؟، (احتمالات المستقبل) وهنا تتفتح قريحة المتحاورين في تصور المستقبل. وهذا نمط تفكير مستقبلي، وهذا المنهج في التفكير يكون صحيحا إذا اخذ زاده من الماضي في فهم الحاضر ووضع تصورات للمستقبل.

تصورات المستقبل يجب أن تتضمن العمل الواجب القيام به للسير بثبات نحو تحقيق أهدافنا.

تصورات المستقبل واحتمالاته وكيف نحقق أهدافنا فيه هو جهد الذين يقولون شو ممكن يصير، ويتضمن ذلك الدفاع عن مبادئنا وعن ما حققناه من انجازات.

   أما الرابع فهو، شو لازم يصير؟، بلغة فصحى، (ما الذي يجب أن يحدث)؟، هذا المنهج من التفكير هو منهج، يأخذ من الماضي دروسا وعبر ويفهم الحاضر ويضع احتمالات المستقبل، ثم يقول، ما الذي يجب فعله؟، انه منهج مبادر إلى الفعل والعمل، هذا المنهج صنعت به فتح ثورة لشعبها وأمتها، ولأحرار العالم، هذا المنهج يصنع ثورة يقود شعبا، بهذا المنهج ولأجل ديمومته استشهد الأبطال، وجرح الجرحى وأسرى الأبطال، أصحاب هذا المنهج هم أقلة في أي جزء من العالم، وعندنا كانوا قلة أصبحوا أقلة، نحن نفتقدهم.

فتح تميزت عن باقي الأحزاب والحركات الفلسطينية والعربية والإسلامية بهذا المنهج من التفكير. الاقلة المحافظون على هذا المنهج من التفكير عليهم مسؤوليات جسام احدها توريث هذا المنهج من التفكير والعمل.

عندما يواجه المشروع الوطني او العمل التنظيمي صعوبات، او إخفاقات، أو تشتد الضغوطات والمؤامرات، يبدأ بعض أصحاب منهج شو صار وشو كان لازم يصير بالتحسر على الماضي، والحنين له، ويبدأ جلد الذات، مما يسمح أحيانا  للإعلام المعادي والمنافس والخصوم للنفاذ بالأفكار الهدامة، فتنخفض معنويات البعض.

ويبدأ أصحاب التفكير شو لازم يصير؟ (ما الذي يجب أن يحدث؟) بشد الهمم وإعادة توجيه البوصلة وبذل الجهد نحو الطريق الصحيح والسير فيه.

تفهم كوادر فتح أن الصعب ليس ما نكون عليه من صعوبة، وإنما الصعب في كيفية الانتقال من الواقع الذي نعيش فيه إلى الواقع الذي نرغب أن نكون به.

والانتقال إلى الواقع المرغوب فيه مهمة أصحاب التفكير شو لازم يصير، ما الذي يجب ان يحدث؟. إنهم قادة القاطرة نحو الهدف.

هذا ما كانت تتقنه كوادر حركة فتح ولا زالت. شده الهمة النصر قريب

البوابة 24